أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث يُستخدم في التواصل، التعليم، والترفيه. ومع ذلك، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون بجامعة ديربي في بريطانيا عن أن قضاء وقت مُفرط على الإنترنت يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية على الصحة النفسية والجسدية، بما في ذلك النعاس أثناء النهار وأعراض الاكتئاب، خاصةً لدى المراهقين.
أجرى الدراسة الدكتور حسام وحيد، الأستاذ في كلية الأعمال والقانون والعلوم الاجتماعية في جامعة ديربي، بالتعاون مع الدكتور بيتر ماكولاي، محاضر أول في علم النفس، بالإضافة إلى مجموعة من الباحثين في ماليزيا. تهدف الدراسة إلى فهم العلاقة بين استخدام الإنترنت المفرط وأثره على الصحة النفسية للمراهقين، حيث تم جمع بيانات من مجموعة من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و19 عامًا.
استخدم الباحثون استبيانات لجمع المعلومات حول عادات استخدام الإنترنت لدى المشاركين، بالإضافة إلى تقييم مستويات النعاس والاكتئاب. تم استخدام مقاييس معترف بها علميًا لتحديد أعراض الاكتئاب، مثل مقياس بيك للاكتئاب، ومؤشر النعاس.
أظهرت النتائج أن المراهقين الذين يقضون وقتًا طويلاً على الإنترنت يعانون من:
النعاس أثناء النهار: كان هناك ارتباط قوي بين زيادة وقت استخدام الإنترنت وزيادة مستويات النعاس. حيث أفاد الكثير من المشاركين أنهم يشعرون بالتعب والنعاس خلال النهار، مما يؤثر على أدائهم الدراسي والاجتماعي.
أعراض الاكتئاب: أظهرت الدراسة أن الاستخدام المفرط للإنترنت مرتبط بزيادة أعراض الاكتئاب. أشار المشاركون الذين قضوا ساعات طويلة على الإنترنت إلى مشاعر الحزن، اليأس، وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها سابقًا.
تأثيرات اجتماعية: بالإضافة إلى التأثيرات النفسية، أظهرت الدراسة أن الإدمان على الإنترنت قد يؤثر على العلاقات الاجتماعية، حيث يفضل المراهقون قضاء الوقت أمام الشاشات بدلاً من التفاعل مع أقرانهم في الحياة الواقعية.
تساعد بعض العوامل في تفسير العلاقة بين إدمان الإنترنت والنعاس والاكتئاب:
الاستخدام الليلي: يميل العديد من المراهقين إلى استخدام الإنترنت في وقت متأخر من الليل، مما يؤثر على نوعية نومهم. الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يمكن أن يعيق إنتاج الميلاتونين، مما يؤدي إلى صعوبة النوم.
التعرض للمحتوى السلبي: يميل المراهقون إلى التعرض لمحتوى سلبي أو ضاغط على الإنترنت، مثل الأخبار السيئة أو التنمر الإلكتروني، مما يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية.
الافتقار إلى الأنشطة البدنية: قضاء وقت طويل على الإنترنت غالبًا ما يرتبط بقلة النشاط البدني، مما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض النفسية والجسدية.
استنادًا إلى النتائج، أوصى الباحثون بعدة استراتيجيات للحد من تأثير إدمان الإنترنت على المراهقين:
تحديد الوقت: وضع حدود زمنية لاستخدام الإنترنت، خاصة في الساعات التي تسبق النوم.
تشجيع الأنشطة البدنية: تعزيز المشاركة في الأنشطة الرياضية والاجتماعية التي تُعزز من الصحة النفسية والجسدية.
التوعية: زيادة الوعي بين المراهقين وأولياء الأمور حول المخاطر المحتملة لاستخدام الإنترنت المفرط وأهمية التوازن في الحياة الرقمية.
تسلط دراسة جامعة ديربي الضوء على الآثار السلبية لإدمان الإنترنت على المراهقين، مما يستدعي ضرورة اتخاذ تدابير للحد من هذه الظاهرة. من المهم أن يتمتع المراهقون بتوازن صحي بين استخدام التكنولوجيا والنشاطات الحياتية الأخرى، لضمان صحتهم النفسية والجسدية. في عالم متزايد الاعتماد على الإنترنت، يجب على المجتمع ككل أن يعمل على تعزيز سلوكيات استخدام آمنة وصحية.
لا تنسوا زيارة ميكسات فوريو، المنصة المتكاملة التي تقدم لكم أحدث الأخبار، التحليلات، والمحتوى المتميز !
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt