في واحدة من أبرز القضايا التي تشغل الشارع الرياضي المصري حاليًا، تصاعد الجدل حول اقتراب النادي الأهلي من التعاقد مع النجم التونسي محمد علي بن رمضان.
لاعب وسط نادي فرينكفاروشي المجري، في ظل ما أثير مؤخرًا من تصريحات لعدد من الإعلاميين، أبرزهم خالد الغندور، الذي كشف عن مفاجآت جديدة في مسار الصفقه معتبرًا أن الأمور تسير في اتجاه الحسم.
الأهلي، بطل دوري أبطال أفريقيا والمهيمن على البطولات المحلية في السنوات الأخيرة، يبحث باستمرار عن تدعيم صفوفه بعناصر جديدة قادرة على صناعة الفارق، خاصة في المراكز التي شهدت اهتزازًا ملحوظًا بسبب الإصابات المتكررة، أو تذبذب المستوى، وكان مركز خط الوسط في صدارة أولويات الجهاز الفني بقيادة مارسيل كولر، الذي طلب لاعبًا يجيد التمرير، يمتلك قدرات بدنية، ويستطيع الربط بين الخطوط.
الإعلامي خالد الغندور، لاعب الزمالك السابق، خرج عبر برنامجه التليفزيوني ليكشف عن تطورات وصفها بالمهمة في ملف بن رمضان، مؤكدًا أن النادي الأهلي توصل إلى اتفاق مبدئي مع النادي المجري يقضي بانتقال اللاعب إلى القلعة الحمراء خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، على أن يتم الإعلان الرسمي عن الصفقة في وقت قريب.
وأوضح الغندور أن الاتفاق يشمل الجوانب المالية الأساسية، وأن إدارة الأهلي أبدت استعدادها للوفاء بقيمة الصفقة، مع محاولة الاتفاق على طريقة السداد المناسبة. وذكر أن اللاعب نفسه وافق على بنود التعاقد، وأعرب عن رغبته في ارتداء قميص الأهلي والانضمام إلى كتيبة الفريق الأول في الموسم الجديد.
بحسب تصريحات الغندور، فإن المعضلة التي لا تزال تحول دون إنهاء الصفقة بشكل نهائي تتعلق بموقف نادي فرينكفاروشي المجري، الذي يُصر على الحصول على القيمة المالية الكاملة للصفقة دفعة واحدة، بينما يحاول الأهلي إدخال بعض المرونة على بنود السداد من خلال دفع المبلغ على أقساط.
العرض الحالي من النادي الأهلي – وفقًا للتقارير – يبلغ نحو 1.5 مليون دولار، وهو رقم لا يُعد ضخمًا بالنسبة للاعب بقيمة بن رمضان، ولكن الأزمة تكمن في توقيت الدفع، حيث يرى الجانب المجري أن الجدولة تُعرضهم لمخاطر مالية، في وقت يرغب فيه النادي المجري في تمويل صفقات أخرى هذا الصيف.
وفي محاولة لتقريب وجهات النظر، عرض الأهلي دفع 60% من قيمة الصفقة مقدمًا، على أن يتم سداد باقي المبلغ على دفعتين خلال موسم واحد، وهو ما يجرى التفاوض حوله حاليًا.
اللاعب التونسي، البالغ من العمر 27 عامًا، أعرب عن رغبته في الرحيل والانضمام إلى صفوف الأهلي، وهو ما ظهر بوضوح من خلال موقفه الأخير، حيث طلب من إدارة ناديه تسهيل انتقاله، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل نقلة مهمة في مسيرته الكروية.
ويُعرف عن محمد علي بن رمضان التزامه الاحترافي داخل وخارج الملعب، مما جعل إدارة ناديه حتى الآن لا تُمانع فكرة رحيله، ولكن بشرط الحفاظ على حقوقها المادية كاملة.
اللاعب سبق له التألق مع الترجي الرياضي التونسي في عدة نسخ من دوري أبطال أفريقيا، وكان عنصرًا محوريًا في خط وسط الفريق، ما جعله مطلبًا للعديد من الأندية في المنطقة، غير أن الأهلي يُعتبر الخيار الأكثر جدية من بين جميع العروض التي تلقاها اللاعب.
من جانب آخر، أكد مصدر مقرب من الجهاز الفني للنادي الأهلي أن السويسري مارسيل كولر أعطى الضوء الأخضر لإنهاء الصفقة، بعدما اطلع على مقاطع فيديو تحليلية للاعب، وراجع أرقامه في الدوري المجري والبطولات الأفريقية السابقة.
يرى كولر أن محمد علي بن رمضان يمتلك مقومات مهمة جدًا، من بينها:
القدرة على افتكاك الكرة في وسط الملعب.
اللعب تحت ضغط وتمرير الكرة بشكل دقيق.
المساهمة في بناء الهجمات وصناعة اللعب.
الانضباط التكتيكي، والقدرة على الالتزام بالتعليمات الخططية.
ومن المعروف أن كولر لا يوافق على ضم أي لاعب إلا بعد متابعة دقيقة وتحليل فني شامل، ما يعزز من احتمالات نجاح الصفقة حال إتمامها رسميًا.
الجماهير الحمراء بدأت تتفاعل بقوة مع الأخبار المتداولة حول الصفقة، وسط حالة من الترقب والانتظار لحسم الصفقة رسميًا. وبينما يرى كثير من مشجعي الأهلي أن اللاعب سيكون إضافة قوية لخط الوسط، يخشى البعض الآخر من تكرار سيناريوهات صفقات سابقة لم تُحقق التأثير المنتظر، مطالبين الإدارة بعدم الاستعجال ما لم تكن كل التفاصيل محسومة بدقة.
وقد انتشرت خلال الأيام الماضية على منصات التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو للاعب بن رمضان، يظهر فيها بأداء مميز، في محاولة من الجماهير لرصد قدراته وتقييم مدى ملاءمته لطموحات النادي.
في حال تمت الصفقة، يُرجّح أن يكون بن رمضان هو البديل المحتمل للاعب المالي أليو ديانج، في حال تم بيعه خلال فترة الانتقالات الحالية، خاصة في ظل الأنباء التي تتردد حول عروض أوروبية وخليجية لضم النجم المالي.
وإذا ما تم ذلك، فإن الأهلي سيكون بحاجة ماسة إلى لاعب قادر على القيام بالأدوار الدفاعية والهجومية في وسط الملعب، وهو الدور الذي يُجيده محمد علي بن رمضان.
إدارة التعاقدات في الأهلي، التي يقودها أمير توفيق، تعمل على إنهاء كل ما يتعلق بالصفقة خلال أقرب فرصة، حيث تم تجهيز العقود الأولية، وترتيب أوراق سفر أحد المندوبين إلى المجر لمتابعة الإجراءات عن قرب، في حال تمت الموافقة النهائية من جانب نادي فرينكفاروشي.
وقد تم تجهيز جدول زمني لضم اللاعب قبل انطلاق معسكر الإعداد للموسم الجديد، بحيث يُشارك اللاعب مبكرًا في التدريبات، ويتأقلم على أسلوب لعب الفريق والجهاز الفني.
تشير التقديرات إلى أن الصفقة قد تُحسم خلال أسبوع على الأكثر، خاصة أن اللاعب ضغط على ناديه، والأهلي قدّم عرضًا ماليًا وصفته بعض التقارير التونسية بـ "الجيد"، مع تأكيد التزامه الكامل ببنود الاتفاق.
وفي حال تم التوافق على طريقة الدفع، ستُعلن إدارة الأهلي الصفقة بشكل رسمي، ليكون بن رمضان ثالث الصفقات الصيفية للفريق بعد ضم بعض اللاعبين المحليين مؤخرًا.
الملف لا يزال مفتوحًا، والاحتمالات واردة في كل الاتجاهات، لكن المعطيات الحالية تؤكد أن الأهلي في طريقه لضم واحد من أبرز لاعبي خط الوسط في شمال أفريقيا، إذا ما أُغلقت فجوة المفاوضات المالية مع النادي المجري في الساعات القادمة. الجماهير تنتظر، وكولر يترقب، وبن رمضان يضغط من أجل ارتداء القميص الأحمر.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
