أشعلت تصريحات عالم الآثار المصري الشهير الدكتور زاهي حواس حالة من الجدل الواسع خلال ظهوره في إحدى حلقات برنامج جو روجان الشهير،
بعد أن تحدث عن المزاعم المتعلقة بـ "هياكل عظمية لعمال أو كائنات ضخمة" داخل الاهرامات وخلال اللقاء، رفض حواس بشدة أي إشارات إلى نظريات المؤامرة أو الخيال العلمي المرتبطة بتاريخ الأهرامات المصرية، واصفًا إياها بأنها "هراء كامل لا أساس له من الصحة". في هذه المقالة، نستعرض القصة الكاملة لتلك المزاعم، وردود زاهي حواس، وأسباب تصاعد الجدل بين المهتمين بالآثار وعلماء التاريخ.
في السنوات الأخيرة، انتشرت عبر الإنترنت بعض الادعاءات الغريبة حول اكتشاف "هياكل عظمية ضخمة" داخل الأهرامات، وذهب البعض إلى الزعم بأن هذه الهياكل تعود إلى عمالقة أو حضارات غامضة ساعدت في بناء الأهرامات، وهو ما يتعارض مع النظريات العلمية الراسخة حول البناء البشري للأهرامات في عهد الفراعنة.
انتشرت هذه المزاعم في فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إلكترونية غير موثوقة، وروج لها بعض صناع المحتوى الغربيين الذين يؤمنون بنظريات مثل "مساعدة الكائنات الفضائية للبشر القدماء" أو "وجود حضارات متقدمة سبقت الفراعنة".
استضاف الإعلامي والمعلق الأمريكي الشهير جو روجان، الدكتور زاهي حواس في حلقة من برنامجه، ضمن سلسلة حلقاته عن الألغاز التاريخية. جو روجان معروف بطرحه لأسئلة جريئة وتناوله موضوعات مثيرة للجدل، وهو ما جعل الحلقة محط أنظار ملايين المشاهدين.
وأكد حواس أن جميع الأدلة الأثرية المكتشفة داخل وحول الأهرامات تشير إلى أن من قاموا ببنائها هم عمال مصريون محترفون، يعيشون في معسكرات مخصصة قرب موقع البناء، وقد تم اكتشاف مقابرهم وأدواتهم وحتى آثار حياتهم اليومية.
لاقى رد الدكتور زاهي حواس ترحيبًا كبيرًا من علماء الآثار المصريين، الذين أشادوا بموقفه في الدفاع عن التاريخ المصري الحقيقي ضد التحريف والشائعات. كما أشار العديد من الباحثين إلى أن نشر مثل هذه الأكاذيب يُسيء إلى تاريخ مصر ويُقلل من عظمة الإنجاز البشري للحضارة الفرعونية.
بينما رحب كثيرون بموقف حواس الواضح، إلا أن هناك من أصر على الاستمرار في نظريات الهياكل العملاقة، معتبرين أن زاهي حواس يُمثل "الرواية الرسمية" وأن هناك أسرارًا لا يُكشف عنها للعامة. وهو ما اعتبره البعض نوعًا من الإنكار للعلم واستمرارًا لثقافة "المؤامرة التاريخية".
تعود نظرية العمالقة القدماء إلى تفسيرات قديمة لبعض النصوص الدينية أو الأسطورية، مثل ما ورد في بعض الكتب المنقولة عن حضارات قديمة أو في المرويات الشعبية، والتي تحدثت عن "قوم جبابرة" أو "كائنات ضخمة". واستُخدمت هذه القصص لاحقًا كدليل زائف من قبل أنصار نظريات المؤامرة لإثبات أن البشر لم يستطيعوا بناء الأهرامات وحدهم.
يرى الخبراء أن ما يحدث هو خلط متعمد بين الأسطورة والعلم، حيث يستغل البعض غموض البناء المعماري للأهرامات لربطها بأفكار خرافية، في حين أن الأدلة الأثرية والعلمية واضحة وتُفند هذه المزاعم جملة وتفصيلًا.
كشفت الحفريات المصرية عن مدافن كاملة تعود لعمال الأهرامات، توضح أنهم كانوا:
من الطبقات العاملة في مصر القديمة.
يتناولون وجبات منتظمة.
لديهم أدوات حجرية ومعدنية بسيطة استخدموها في النحت والنقل.
الهرم الأكبر بُني في عهد الملك خوفو، قبل أكثر من 4500 عام، ويُعد أعجوبة هندسية قائمة على:
حسابات دقيقة في الزوايا والاتجاهات.
نقل الأحجار من مناطق بعيدة.
استخدام منحدرات خشبية وحجرية، وليس قوة خارقة أو عمالقة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt