ميكسات فور يو
حكم طهارة ملابس الإحرام إذا وقع عليها دم
الكاتب : Mohamed Abo Lila

حكم طهارة ملابس الإحرام إذا وقع عليها دم

فتاوى الحج.. حكم طهارة ملابس الإحرام إذا وقع عليها دم

مع اقتراب موسم الحج كل عام، تتزايد الأسئلة الشرعية التي يطرحها المسلمون حول مناسك الحج وأحكامه، خاصة الأمور التي قد يتعرض لها الحاج خلال تنقله بين المشاعر المقدسة. من بين هذه الأسئلة التي تتكرر كثيرًا: ما حكم طهارة ملابس الإحرام إذا وقع عليها دم؟ هل يجوز الاستمرار بها؟ هل يُبطل ذلك الإحرام أو يؤثر على صحة الحج؟ في هذا التقرير، نرصد رأي العلماء والفتاوى الشرعية الصادرة من المؤسسات الدينية المختصة، ونسلط الضوء على كيفية تعامل الحاج مع هذه الحالات.


ما هي ملابس الإحرام؟

ملابس الإحرام هي الزي الذي يرتديه المسلم عند الدخول في نسك الحج أو العمرة. ويتكون لباس الرجل من قطعتين: الإزار والرداء، من غير المخيط أو المحيط بالجسم، بينما تلبس المرأة ما تشاء من الثياب بشرط أن تكون ساترة وغير مزينة. ويجب أن تكون هذه الملابس طاهرة ونظيفة عند بداية الإحرام، ولكن السؤال الأهم: ماذا إذا تعرضت هذه الملابس للنجاسة أو الدم أثناء الحج؟

هل يُشترط الطهارة لملابس الإحرام طوال الوقت؟

بحسب ما أفتى به عدد من العلماء، فإن طهارة ملابس الإحرام ليست شرطًا لصحة الإحرام نفسه، بل الطهارة المطلوبة هي في البدن والملابس لأداء الصلاة، وليس في الإحرام كنسك. أي أن الحاج إذا أحرم بثوب غير طاهر – دون علمه أو دون قصد – فإحرامه صحيح، لكن الأفضل دائمًا أن يكون في ثياب طاهرة ونظيفة، لأن ذلك من تمام التعظيم لشعائر الله.

ومع ذلك، يُنصح من وقع على ثيابه دم أو نجاسة أثناء الحج أن يُغيّرها أو ينظفها إذا استطاع، مراعاة للأدب والنظافة وحرمة المكان.

حكم الدم على ملابس الإحرام وفق الفقهاء

تعددت آراء العلماء حول هذا الموضوع، ولكنها جميعًا تتفق على أن وقوع الدم على ملابس الإحرام لا يبطل النسك ولا يُفسد الحج. بل يُنظر في أمرين:

  1. نوع الدم وكميته

    • إذا كان الدم قليلًا، كأن يكون ناتجًا عن جرح صغير أو حكّة بسيطة، فهو معفوّ عنه ولا يضر بالصلاة ولا بالإحرام.

    • أما إذا كان كثيرًا ويجري، فيُعد نجاسة يجب غسلها عند الصلاة، لكن لا يُلزم الحاج بتغيير ملابسه فورًا، ويمكنه الانتظار حتى تتاح له الفرصة للغسل أو التبديل.

  2. سبب الدم

    • إذا كان من جسم الحاج نفسه، كأن يُصاب بجرح أو نزيف، فلا حرج عليه.

    • أما إذا كان من الغير أو من حيوان، فيُنصح بغسل موضع الدم فورًا.

وفي كل الحالات، لا يُطلب من الحاج إعادة الإحرام أو النسك، بل يُكمل حجه كما هو مع الاهتمام بالطهارة عند الصلاة.

فتوى دار الإفتاء المصرية

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الدم إذا وقع على ملابس الإحرام أثناء أداء المناسك، فإنه لا يُبطل الإحرام ولا يُلزم الحاج بتبديل ملابسه فورًا. وأوضحت أن ما يقع من الإنسان بغير تعمد، كالجروح أو النزيف البسيط، يُعفى عنه. وأما النجاسات الظاهرة، فيُسن للحاج تنظيفها فورًا عند القدرة.

وأضافت الدار أن الأصل هو اليسر، لقوله تعالى: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، ولما كان الحج مشقة في بعض أموره، فالتيسير في هذه الحالات مطلوب شرعًا.

ماذا يفعل الحاج إذا لم يجد ملابس بديلة؟

في حالة عدم توافر ملابس بديلة أو مكان لغسل الملابس، يُسمح للحاج بالاستمرار في ملابس الإحرام حتى يستطيع تغييرها لاحقًا. ولا يُحاسب على تأخره في ذلك، طالما لم يكن متعمدًا لتلويث ملابسه أو الاستهتار بالطهارة.

ومن الأمور المُستحبّة للحاج:

  • حمل ملابس إضافية للإحرام.

  • توفير مناديل طبية وأدوات إسعاف بسيطة.

  • تفقد الجسم والملابس بعد التنقل أو الزحام، خاصة أثناء رمي الجمرات.

هل يجب الوضوء من جديد؟

إذا خرج الدم من الجسم – مثلًا من جرح أو نزيف – فذلك لا يُنقض الوضوء في قول جمهور العلماء، إلا إذا خرج بكثرة أو ترافق مع نجاسة أخرى. لكن في الحالات البسيطة، يُستحب فقط غسل الموضع وتعقيمه، ثم إعادة الوضوء احتياطًا عند أداء الصلاة.

أما إن كان الدم على الملابس فقط دون خروج من الجسد، فلا علاقة له بالوضوء، وإنما يتعلق بنجاسة الثوب للصلاة.

النساء وملابس الإحرام والدماء

قد تتعرض المرأة الحاجّة لنزول دم الحيض أو النفاس خلال الإحرام، وفي هذه الحالة لا يجوز لها أداء الطواف أو الصلاة، ولكن لا يُبطل ذلك إحرامها. تُكمل مناسك الحج الأخرى – مثل الوقوف بعرفة، ورمي الجمرات – ثم تُؤخر الطواف حتى تطهر. أما إذا كان دمًا ناتجًا عن خدش أو جرح، فالحكم فيه مثل حكم الرجل تمامًا.

نصائح عملية للحجاج بخصوص الطهارة

  • احرص دائمًا على تفقد ملابسك بعد الجلوس أو السير.

  • استخدم لبادة أو قطعة قماش بين الإزار والجسد لحماية الملابس.

  • في حال ظهور دم، اغسل الموضع فقط ولا تنزع الثوب إن تعذّر تغييره.

  • لا تنشغل كثيرًا بصغائر الأمور، فالله رحيم بعباده في نسكهم.

حكم وقوع الدم على ملابس الإحرام واضح: لا يُفسد الإحرام، ولا يُلزم الحاج بإعادة النسك، ولا يُعتبر حرامًا أو إثمًا، خاصة إذا وقع دون عمد أو كان من النوع القليل المعفو عنه شرعًا.

ومع ذلك، يُستحب تنظيف الثياب وتبديلها إذا أمكن، تعزيزًا للنظافة وحرمة المكان والموقف. الحج عبادة عظيمة، والله لا يُكلف نفسًا إلا وسعها، والأصل فيه هو الرحمة واليسر، كما قال النبي ﷺ: "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه".

التعليقات

لا يوجد تعليقات

اترك تعليق

يجب تسجيل الدخول أولا. تسجيل الدخول

قد يهمك أيضا

تعــرف على ميكسات فور يو
اتصل بنا
سياسة الخصوصية
من نحن
خريطة الموقع
تابعنا علي منصات السوشيال ميديا

جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt

Loading...