في حدث مأساوي، شهدت منطقة خان الخليلي في القاهرة صباح الثلاثاء، 20 أغسطس 2024، حريقًا هائلًا دمر جزءًا كبيرًا من سنتر "عزام" للبازارات، الذي يعد واحدًا من أبرز معالم التسوق في المنطقة التاريخية.
هذا الحريق الذي استمر لمدة ساعتين و20
دقيقة، أسفر عن خسائر فادحة لأصحاب المحلات التجارية، الذين شاهدوا بأعينهم
تجارتهم ومستقبلهم يتعرضون للدمار.
بدأ الحريق في الطابق الثاني من سنتر "عزام"، وهو الطابق الذي يضم العشرات من المخازن ومحلات الملابس الجاهزة.
وتسبب اندلاع النيران في هذا الطابق في انتشار الحريق بسرعة إلى الطوابق العليا، ما أدى إلى تدمير شامل للسنتر.
فور بدء الحريق،
هرع العاملون وأصحاب المحلات إلى محاولة إنقاذ ممتلكاتهم، لكن سرعة انتشار النيران
جعلت عملية السيطرة عليها شبه مستحيلة في البداية.
كان "محمد"، أحد العاملين في محل "عيد محمد" لبيع العباءات النسائية، أول من رصد حجم الكارثة عندما رأى الدخان يتصاعد من الطابق الثاني.
اتصل بسرعة بصاحب المحل "عيد" الذي وصل إلى موقع الحريق محاولاً إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بضاعة الثمينة.
ومع ذلك، لم تسعفهم جهودهم في مواجهة لهيب النيران
التي ابتلعت كل شيء في طريقها، محولة المخازن إلى أكوام من الرماد. استجابة
الطوارئ:
وصلت قوات الدفاع المدني بعد فترة قصيرة من بداية الحريق، وبدأت في محاصرة النيران باستخدام سيارات الإطفاء والإسعاف.
رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها الفرق في السيطرة على الحريق، تمكنت من إخماد النيران بعد ساعتين و20 دقيقة من الجهود المتواصلة.
خلال هذه الفترة، كان التركيز منصبًا على منع انتشار الحريق إلى المباني المجاورة وتجنب وقوع إصابات بين العاملين والسكان.
كانت الخسائر فادحة بشكل لا يوصف، حيث تضررت 12 محلًا بالكامل، بما في ذلك محلات تحف أثرية وملابس جاهزة.
وفقًا لبيانات أولية، دُمرت المخازن بالكامل وتفحمت محتوياتها، بما في ذلك الملابس والتحف التي كانت تملأ المحلات.
تحدث
"محمد"، أحد المتضررين، عن حالة اليأس التي عانى منها قائلاً: "كل شيء
ذهب، لم يبقَ سوى الرماد. 7 محلات لم نتمكن من إخراج أي شيء منها."
بدوره،
عبّر "عيد" عن حزنه العميق، قائلاً: "لقد استأجرت هذا المحل منذ 20
عامًا، والنار أكلت كل شيء. لم يتبقى لنا سوى أن نأمل في تعويض من الله." هذا
الحريق لم يترك فقط أثراً مادياً مدمراً، بل أثر أيضًا على حياة العائلات التي
تعتمد على هذه المحلات كمصدر رزق رئيسي. التحقيقات والبحث عن الأسباب:
بعد السيطرة على الحريق، باشرت النيابة العامة عمليات التحقيق في الحادث.
بدأت النيابة بفحص الموقع وتقييم الأضرار التي لحقت بالأماكن المتضررة. كما استعجلت تقرير المعمل الجنائي للتحقق من أسباب الحريق، وما إذا كان هناك شبهة جنائية وراء اندلاعه.
هذه التحقيقات ستكون حاسمة في فهم أسباب الحريق واتخاذ الإجراءات اللازمة
لمنع حدوث مثل هذه الحوادث في المستقبل.
يُعتبر حريق خان الخليلي أحد أكبر الكوارث التجارية التي شهدتها القاهرة مؤخراً، حيث كشفت عن حجم الخسائر التي يمكن أن يتسبب فيها حريق في منطقة تجارية حيوية.
في ظل حجم
الأضرار الكبير، يبقى الأمل في التعويض والتعافي لأصحاب المحلات المتضررة، بينما
تسعى السلطات لمعرفة سبب الحريق وضمان عدم تكراره.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt