تعتبر حبوب منع الحمل واحدة من أكثر وسائل منع الحمل شيوعًا في العالم، حيث تعتمد عليها العديد من النساء كوسيلة آمنة وفعالة لتنظيم الأسرة. ومع ذلك، أظهرت دراسات جديدة أن هناك بعض المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام هذه الحبوب لفترات طويلة. دراسة حديثة أصدرتها منظمات صحية عالمية حذرت من أن حبوب منع الحمل قد ترفع من خطر الإصابة بـ أمراض صحية خطيرة،
مثل الأمراض القلبية و الجلطات. في هذه المقالة، سنتعرف على المخاطر الصحية المحتملة، وتفاصيل الدراسة، وكيفية الوقاية من هذه الأعراض.
حبوب منع الحمل هي أدوية هرمونية تحتوي عادة على نوعين من الهرمونات: الإستروجين و البروجستين. تعمل هذه الحبوب على منع التبويض (إطلاق البويضة من المبيض) وتقليل احتمالية الإخصاب، مما يمنع الحمل.
تتوفر العديد من الأنواع من حبوب منع الحمل، بما في ذلك:
حبوب مركبة: تحتوي على هرموني الإستروجين و البروجستين.
حبوب أحادية الهرمون: تحتوي فقط على البروجستين، وهي مناسبة للنساء الذين لا يمكنهم استخدام الإستروجين.
أظهرت الدراسات الحديثة أن استخدام حبوب منع الحمل قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بـ أمراض القلب و الجلطات الدموية. وفقًا لبعض الأبحاث، يمكن أن تزيد الحبوب من فرص تكوين الجلطات في الشرايين والأوردة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل:
جلطات الدم في الساقين (التي قد تنتقل إلى الرئتين).
السكتات الدماغية.
أمراض القلب التاجية.
دراسة أجريت في جامعة هارفارد أكدت أن النساء اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل، خاصةً الأنواع المركبة التي تحتوي على هرمون الإستروجين، يكن أكثر عرضة للإصابة بـ الجلطات الدموية مقارنة بالنساء اللواتي لا يتناولن هذه الأدوية. كما أظهرت الدراسات أن النساء المدخنات أو من يعانين من مشاكل صحية سابقة قد تكون لديهن مخاطر أعلى.
الهرمونات الموجودة في حبوب منع الحمل قد تؤدي إلى زيادة تجلط الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع احتمالية الإصابة بالجلطات. الإستروجين على وجه الخصوص يمكن أن يرفع مستويات عوامل التخثر في الدم، وهو ما قد يعرض النساء لمضاعفات صحية في حال حدوث تجلطات.
إلى جانب تأثيرها على القلب والأوعية الدموية، حبوب منع الحمل قد تؤثر أيضًا على بعض الأنظمة الأخرى في الجسم:
السكري: قد تزيد الحبوب من مقاومة الأنسولين، مما يرفع مستوى السكر في الدم.
ارتفاع ضغط الدم: قد ترفع حبوب منع الحمل من مستوى ضغط الدم لدى بعض النساء.
سرطان الثدي: هناك بعض الدراسات التي تشير إلى وجود رابط ضعيف بين تناول حبوب منع الحمل وزيادة خطر الإصابة بـ سرطان الثدي، خاصةً إذا تم تناولها لفترات طويلة.
قد تصاحب حبوب منع الحمل آثار جانبية أخرى، مثل:
الغثيان.
الصداع.
تغيرات في المزاج.
تأثيرات على الوزن.
تغيرات في الدورة الشهرية.
من المهم استشارة الطبيب المختص قبل بدء تناول حبوب منع الحمل، خصوصًا إذا كان لديك تاريخ صحي يتضمن أمراض القلب أو مشاكل صحية أخرى. يمكن للطبيب تحديد النوع الأنسب من حبوب منع الحمل وتقديم نصائح للوقاية من الآثار الجانبية.
من المهم أن تخضع المرأة التي تتناول حبوب منع الحمل لفحوصات طبية دورية للتأكد من سلامتها الصحية. تشمل هذه الفحوصات قياس ضغط الدم، اختبارات السكر في الدم، و مراجعة الحالة الصحية للقلب.
إذا كنتِ قلقًة بشأن المخاطر المرتبطة بـ حبوب منع الحمل، يمكن التفكير في البدائل الطبيعية مثل:
الواقيات الذكرية.
اللولب.
العزل.
التقنيات الهرمونية البديلة.
لتقليل المخاطر المرتبطة بـ حبوب منع الحمل، ينصح بتبني نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة، ممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن التدخين و الكحول.
حبوب منع الحمل تمثل حلاً فعالًا لتنظيم الأسرة ومنع الحمل، لكنها تأتي مع بعض المخاطر الصحية التي يجب أن تكون النساء على دراية بها. مع تزايد التحذيرات من آثارها الجانبية، من المهم مراجعة الطبيب واختيار الوسيلة الأنسب التي تتناسب مع الحالة الصحية والظروف الفردية. عبر المراقبة المنتظمة واتباع الإرشادات الطبية، يمكن تقليل هذه المخاطر والحفاظ على صحة جيدة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt