يُعد جلد الدجاج من أكثر الأجزاء التي تثير الجدل في النظام الغذائي، حيث يفضل الكثيرون تناوله لمذاقه المميز وملمسه المقرمش، بينما يحذر البعض منه باعتباره مصدرًا للدهون والكوليسترول. وبين الرغبة في الطعم الشهي والخوف من التأثيرات الصحية، يبقى السؤال مطروحًا: هل تناول جلد الدجاج مفيد أم ضار؟
هذا الموضوع يستعرض بالتفصيل القيم الغذائية لجلد الدجاج، فوائده المحتملة، أضراره المحتملة، وأفضل طرق تناوله لتقليل التأثيرات السلبية، مع توضيح رأي التغذية المتوازن في هذه المسألة.
جلد الدجاج يحتوي على نسبة عالية من الدهون، وتحديدًا الدهون الأحادية غير المشبعة، وهي الدهون المفيدة التي تساعد على تقليل الكوليسترول الضار في الجسم. كما يحتوي على كميات من البروتين، وبعض الفيتامينات مثل فيتامين E وفيتامين A.
لكن في المقابل، يحتوي أيضًا على نسبة عالية من السعرات الحرارية، ودهون مشبعة يمكن أن تكون ضارة إذا تم تناولها بكميات كبيرة أو بشكل مستمر.
رغم السمعة السيئة التي تلحق بجلد الدجاج، إلا أن له بعض الفوائد إذا تم تناوله باعتدال:
يحتوي على دهون مفيدة قد تساهم في دعم صحة القلب عند استبدالها بدهون ضارة.
يوفر طاقة للجسم بفضل محتواه العالي من السعرات.
يساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول.
يساهم في تحسين نكهة الطعام، مما يقلل الحاجة لإضافة صلصات أو مكونات صناعية.
الإفراط في تناول جلد الدجاج قد يؤدي إلى عدة أضرار صحية، أبرزها:
زيادة نسبة الكوليسترول الضار (LDL) في الدم.
ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
زيادة الوزن بسبب ارتفاع السعرات والدهون.
صعوبة في الهضم إذا كان الجلد مقليًا أو محمرًا بشكل زائد.
كما أن طريقة تحضير الجلد تلعب دورًا محوريًا، فالقلي العميق أو التحميص مع زيوت مهدرجة يزيد من خطورته.
لا توجد أدلة علمية قاطعة تثبت أن جلد الدجاج نفسه يسبب السرطان، لكن الطريقة التي يُطهى بها قد تكون ضارة. فعند شوي الجلد أو قليه في درجات حرارة عالية، تتكون مركبات كيميائية مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs) والأمينات الحلقية غير المتجانسة (HCAs)، والتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان عند تناولها بكثرة وعلى مدى طويل.
تجنب قلي الجلد في الزيت الغزير.
الأفضل طهيه في الفرن أو على البخار لتقليل الدهون المضافة.
تناول كميات معتدلة وليس بشكل يومي.
إزالة الدهون الزائدة الظاهرة قبل الطهي.
تناوله ضمن وجبة متوازنة تحتوي على خضروات وألياف.
يرى معظم خبراء التغذية أن جلد الدجاج ليس خطيرًا في حد ذاته، بل تكمن الخطورة في الكمية وطريقة التحضير. فإذا كان الشخص يتمتع بصحة جيدة، ولا يعاني من أمراض القلب أو ارتفاع الكوليسترول، فيمكنه تناول جلد الدجاج أحيانًا دون قلق، بشرط أن يكون محضرًا بطريقة صحية.
أما الأشخاص المصابون بمشكلات صحية مزمنة، فيُفضل أن يتجنبوا الجلد أو يتناولوه نادرًا وتحت إشراف طبي.
جلد الدجاج ليس شرًا مطلقًا كما يعتقد البعض، لكنه أيضًا ليس خيارًا صحيًا دائمًا. التوازن هو المفتاح. يمكنك الاستمتاع بجلد الدجاج من حين لآخر، بشرط أن تحضّره بطريقة صحية وتدرجه ضمن نظام غذائي متوازن. تذكّر أن الاعتدال في كل شيء هو الأساس لصحة أفضل.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt