مع تزايد الوعي بالصحة العامة، أصبح تناول المكملات الغذائية جزءًا من الروتين اليومي لكثير من الأشخاص، سواء لتعويض نقص فيتامينات، أو لدعم النشاط البدني، أو لتحسين المناعة. لكن رغم فوائدها المحتملة، فإن استخدامها غير المدروس قد يؤدي إلى نتائج عكسية، خاصة عندما يتعلق الأمر بصحة الكلى والكبد، وهما العضوان الرئيسيان في التخلص من السموم وتنظيم العمليات الحيوية في الجسم.
في هذا المقال نستعرض أبرز الأخطاء الشائعة عند استخدام المكملات الغذائية، ونوضح كيف يمكن أن تؤثر سلبًا على الكلى والكبد، مع تقديم نصائح عملية لتناول المكملات بأمان.
من أكثر الأخطاء انتشارًا هو اعتماد البعض على تجارب الآخرين أو توصيات الإنترنت دون الرجوع إلى طبيب مختص. هذا قد يؤدي إلى تناول جرعات غير مناسبة، أو مكملات لا يحتاجها الجسم فعليًا، مما يرهق الكلى والكبد في محاولة التخلص من الفائض.
يظن البعض أن كلما زاد عدد المكملات زادت الفائدة، فيجمعون بين فيتامينات، بروتينات، أحماض أمينية، ومكملات عشبية دفعة واحدة. هذا التداخل قد يخلق عبئًا إضافيًا على الكبد، ويزيد من خطر التسمم التراكمي، خاصة عند استخدام مكملات تحتوي على فيتامين A أو الحديد أو فيتامين D.
تناول جرعات زائدة من المكملات، اعتقادًا أن "الزيادة تفيد"، هو خطأ خطير. على سبيل المثال، الجرعات العالية من فيتامين D أو الكالسيوم قد تسبب ترسبات في الكلى، ومشاكل في وظائف الكبد. كذلك، الفيتامينات الذائبة في الدهون (A، D، E، K) تتراكم في الجسم وقد تصبح سامة.
كثير من المنتجات المتوفرة في الأسواق أو عبر الإنترنت لا تخضع للرقابة الصارمة، وقد تحتوي على مكونات ضارة أو غير معلن عنها. هذه المكونات قد تتفاعل مع الأدوية أو تسبب تلفًا في الكبد نتيجة احتوائها على مواد مضافة أو معادن ثقيلة.
الفيتامينات والمعادن التي نحصل عليها من الغذاء الطبيعي تكون أسهل امتصاصًا، وأقل ضررًا للجسم. الاعتماد الكلي على المكملات يُضعف من دور الكبد في معالجة العناصر الغذائية، ويزيد من الإجهاد على الكلى في التخلص من الفائض.
الاستمرار في تناول نفس المكمل لفترة طويلة دون إعادة تقييم الحالة الصحية، يُعرض الجسم لتراكم غير ضروري. بعض العناصر مثل الحديد قد تتراكم وتؤدي إلى التسمم الكبدي، أو تؤثر على وظيفة الكلى بمرور الوقت.
بعض المكملات قد تتفاعل مع أدوية علاجية تُصرف بوصفة طبية، مما يؤدي إلى مضاعفات في الكبد أو الكلى. على سبيل المثال، مكملات عشبية مثل الكافا والكومفري ترتبط بأضرار مباشرة للكبد عند تفاعلها مع أدوية معينة.
الشعور بالإرهاق المستمر دون سبب واضح
آلام في الجزء الأيمن العلوي من البطن
اصفرار الجلد أو العينين
تورم القدمين
تغير في لون البول أو البراز
ظهور أي من هذه الأعراض يتطلب التوقف الفوري عن تناول المكملات ومراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.
استشارة الطبيب قبل البدء بأي نوع من المكملات.
الالتزام بالجرعات اليومية الموصى بها.
اختيار مكملات من مصادر موثوقة تحمل اعتمادًا رقابيًا.
مراقبة الحالة الصحية بانتظام وتحليل وظائف الكلى والكبد.
تجنب الاستخدام الطويل دون داعٍ أو دون إشراف طبي.
المكملات الغذائية قد تكون مفيدة في بعض الحالات، لكنها ليست بديلًا عن نظام غذائي متوازن، وليست آمنة دائمًا. الاستخدام العشوائي لها قد يضر أكثر مما ينفع، خصوصًا بالكلى والكبد، اللذين يعملان على تصفية الجسم من المواد الزائدة والسموم. المفتاح هو الاعتدال، والمتابعة الطبية، والوعي بالمخاطر المحتملة لضمان تحقيق الفائدة دون الإضرار بالصحة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt