مع تزايد الاعتماد العالمي على الأجهزة القابلة للارتداء في متابعة الصحة الشخصية، كشفت دراسة حديثة عن تغييرات جذرية مرتقبة في ميزات ساعة أبل الصحية بعد دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن نظامها الجديد. الدراسة أوضحت أن ساعة أبل لم تعد تكتفي بقياس المؤشرات الحيوية بشكل تقليدي، بل ستعتمد على تحليل البيانات المتراكمة عبر أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة، الأمر الذي يمنح المستخدمين قراءات أكثر دقة، وتوصيات مخصصة بشكل يتجاوز ما كان متاحًا في الإصدارات السابقة.
هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية طويلة الأجل من جانب شركة أبل لتحسين وظائف الصحة واللياقة في أجهزتها، بما يجعل الساعة جزءًا فعليًا من منظومة الرعاية الصحية الذكية، وليس مجرد جهاز لتتبع عدد الخطوات أو مراقبة معدل نبضات القلب.
ومع هذا التوجه، يتوقع الخبراء أن تتغير طريقة تعامل المستخدمين مع الساعة، حيث تصبح قادرًة على تقديم نصائح وتوجيهات شبيهة بما يقدمه الأطباء أو أخصائيو التغذية.
وفقًا لما توصلت إليه الدراسة، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في ساعة أبل أدى إلى تغييرات ملموسة في عدة جوانب:
أصبح النظام قادرًا على التنبؤ بتغيرات في الصحة قبل حدوثها فعليًا، مثل احتمالية ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات النوم.
التحليل لا يعتمد فقط على المؤشر اللحظي، بل يأخذ في الاعتبار بيانات المستخدم المتراكمة على مدى شهور وسنوات.
هناك تحسين في مراقبة جودة النوم، بحيث يتم تحليل حركة الجسم والتنفس والنبض معًا، ومن ثم إصدار تقرير أكثر دقة حول حالة النوم العميق والخفيف.
تجمع الساعة بيانات متعددة مثل معدل ضربات القلب، الأوكسجين في الدم، درجة حرارة الجسم، وأنماط الحركة.
يتم إرسال هذه البيانات إلى معالجات مدمجة مدعومة بأنظمة تحليل تعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي يقارن هذه المؤشرات بمعايير صحية معتمدة ويصدر تقارير مخصصة.
يعتمد النظام على التعلم الذاتي، بمعنى أن تحليل البيانات يصبح أكثر دقة بمرور الوقت مع تكرار الاستخدام.
قدرة الساعة على إرسال تنبيهات في حال اقتراب حدوث نوبة قلبية استنادًا إلى أنماط غير معتادة في الإشارات الحيوية.
توصيات غذائية مرتبطة بتحليل مستوى النشاط والوزن ونسبة الدهون في الجسم.
تنبيهات مبكرة في حالات الإجهاد الحراري أو انخفاض مستوى السوائل في الجسم.
دمج مؤشرات الصحة النفسية مثل مراقبة مستويات التوتر بشكل أكثر تفصيلًا.
قبل إدخال الذكاء الاصطناعي، كانت ساعة أبل تعتمد على قراءات مباشرة، ويتم تفسير هذه القراءات بشكل منفصل. أما بعد الدمج، أصبحت تقارير الساعة تعتمد على تحليلات شاملة تربط المؤشرات ببعضها البعض، بحيث تقدم رؤية كاملة عن الحالة الصحية بدلًا من الاكتفاء بأرقام منفصلة.
التحديثات الجديدة ستعمل بشكل تلقائي مع النسخ الأحدث من نظام التشغيل الخاص بالساعة. لكن بعض الميزات قد تتطلب تفعيلها يدويًا داخل إعدادات الخصوصية والمشاركة، خاصة ما يتعلق بإرسال البيانات إلى مراكز تحليل خارجية تابعة لشركة أبل.
رغم أن دمج الذكاء الاصطناعي يرفع من كفاءة الساعة الصحية، إلا أن بعض المستخدمين قد يشعرون بالقلق بشأن كيفية استخدام البيانات الشخصية الصحية. الدراسة أشارت إلى ضرورة وجود ضوابط واضحة تضمن أن تظل بيانات المستخدمين محمية، وألا يتم استخدامها في أغراض أخرى دون إذن مباشر منهم.
تكشف الدراسة أن ساعة أبل تدخل مرحلة جديدة في عالم الأجهزة القابلة للارتداء، حيث لم يعد دورها مقتصرًا على تتبع النشاط البدني فقط، بل أصبحت جزءًا فعليًا من منظومة تحليل الصحة الشخصية بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي. ومع تطور هذه التقنيات، سيجد المستخدم نفسه أمام مستوى جديد من الرعاية الصحية اليومية، مبني على بياناته الخاصة وتحليلها بشكل متقدم يقترب في دقته مما تقدمه المراكز الطبية المتخصصة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt