شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم حالة من التراجع السريع بعد موجة تضخّم غير مسبوقة، إذ انخفضت قيمة جرام الذهب من عيار 21 بنحو 1200 جنيه دفعة واحدة داخل محلات الصاغة، متراجعةً إلى مستوياتها السابقة قبل ارتفاعات الأيام الماضية. هذا الانخفاض أعاد إلى الأذهان النظرة الهادئة للأسعار التي كانت سائدة خلال الأشهر الماضية، وأثار أجواء تفاؤل لدى المستهلكين والباحثين عن شراء أو بيع المعدن الأصفر.
يلقى عيار 21 إقبالًا واسعًا من ذوي المعتادين الذي يفضلون مزجًا متوازنًا بين الوزن والنقاء. فتكوينه المعدني يحقق توازنًا بين القيمة وقابلية الصياغة، ويسهل ارتداؤه يوميًا دون القلق من الانحناء أو الخدش بسرعة. ومع انخفاض جرام عيار 21 اليوم، بدأ المشترون يتوافدون مجددًا على الشراء لاقتناص الفرصة، بينما اتخذ آخرون قرار تأجيل البيع انتظارًا لتثبت الأسعار.
الانخفاض البالغ 1200 جنيه للجرام يترجم إلى فرق كبير في المحفظة عند التعامل بكميات محسوبة. على سبيل المثال:
سبيكة 100 غرام (عيار 21): تعادل انخفاض بقيمة 120 ألف جنيه فورًا
خاتم أو عقد من عيار 21 يزن حوالي 10 جرامات: يعني فارقًا في السعر بنحو 12 ألف جنيه
يعد هذا التحرك السريع فرصة للكثيرين لتحقيق ربح فوري أو تخطيط أفضل للمشتريات المستقبلية.
ارتبط هبوط أسعار الذهب المحلي بتراجع سعر الأوقية عالميًا، بفعل تخفيف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لرسائله بشأن رفع الفائدة. هذا التغير جعل الدولار أكثر جاذبية أمام المعدن الثمين، ما انعكس مباشرة على السوق المحلية.
الإحصائيات الأخيرة أظهرت استقرارًا نسبيًا في معدل التضخم، وتحسّنًا طفيفًا في عجز الميزان التجاري، ما قلّل من الطلب على الذهب كملاذ آمن، وساهم في خفض الضغط على الأسعار.
مع تراجع الأسعار، فضّل كثير من المستثمرين الانتظار لرؤية ما إذا كان التراجع سيستمر، وبالتالي تم إرجاء عملية الشراء الجماعية التي كانت تُسهم في صعود عالمي.
أعلنت بعض البنوك عن تيسيرات جديدة لإجراءات تحويل الأموال، ما سهّل حركة الاستيراد والتصدير، وقلّل الضغوط على الدولار، وبالتالي ساهم بشكل غير مباشر في ذلك الانخفاض.
بعض الصاغة رأى أن الانخفاض الحالي فرصة لإعادة تنشيط الحركة بعد ركود واضح خلال الأسبوعين الماضيين.
مستثمرون أبدوا ارتياحهم لهذا التقلب، مؤكدين أن السعر الحالي قد يكون نقطة انطلاق لإعادة شراء مع تأخر موجة الصعود العالمية.
مشترو الذهب التقليديون بدأوا يختارون القطع الصغيرة وعيار 21 تحديدًا، لتناسب ميزانياتهم المنزلية قبل عيد أو مناسبات عائلية.
قبل 7 أيام، قفز سعر جرام عيار 21 من 3500 جنيه إلى أكثر من 4700 جنيه بسبب انخفاض الجنيه مقابل الدولار وصفقة مربحة للمستثمرين.
الآن عاد السعر إلى ما يقارب 3500 جنيه، مما يمثل ارتفاعًا بنسبة 35% ثم تراجعًا بنسبة 25% بحسب التغيرات اللحظية في سعر المعدن.
البيع في هذا الوقت يمنح المالكين فرصة تحقيق ربح متذبذب، لكن الشراء الآن يعطي الأمل بتحسن لاحق في ظل استقرار عالمي محتمل للذهب.
إن تحرك الذهب بهذه السرعة يجعل الوضع متقلبًا، لكن المتداولين المحليين ينقسمون بين ثلاث اتجاهات:
المضاربون: يحاولون توقيت ارتفاع أو انخفاض الأسعار لتحقيق أرباح سريعة في نطاق يوم أو أسبوع.
المستثمرون البعيدو المدى: يشترون لأجل سنة أو أكثر ويعتبرون الركود الحالي فرصة لتجميع الذهب بأقل الأسعار.
مقتنو الحلي: يراهنون على تثبيت السعر قبل الشراء للاحتياجات العائلية أو الاحتفالات.
الصائغ: ينصح بتعديل هامش الربح لتسريع البيع بدلاً من انتظار ارتفاع سريع.
المشتري: عليه تحديد الهدف من الشراء—هل للادخار أم للمناسبة؟ فإذا كان صغيرًا ينصح بأن يثبت السعر الحالي ويبدأ تدريجيًا.
الغالبية المبدئية من المحللين: تتوقع أن يثبت الذهب عند مستويات تتراوح بين 3400–3600 جنيه لعيار 21 خلال الأسبوعين المقبلين، ما لم تحدث مفاجآت اقتصادية في الخارج.
في حال قرار رفع غير متوقع للفائدة الأمريكية أو اضطرابات في الشرق الأوسط، قد يرتفع الذهب مجددًا لتخطي حاجز 4000 جنيه للجرام.
الصناعات الصغيرة والمجوهرات الرفيعة: رافقت الانخفاض فرصة انطلاقة جديدة رغم أنها تعاني من تكلفة الذهب كمواد أولية.
المصانع الكبرى تعتمد الآن على حجم الطلب، وتسعى لإبرام صفقات بالجملة للاستفادة من السعر المخفض.
راقب سعر الأوقية عالميًا بانتظام
تابع سعر الدولار في السوق الموازية والرسمية
قرّر هدفك: ربح سريع أم ادخار بعيد المدى
احرص على متابعة توصيات صندوق النقد أو بيانات التضخم
تواصل مع صاغتك المحليين قبل اتخاذ القرار النهائي
في النهاية، يبقى عيار 21 اليوم في مستوى سعره الطبيعي بعد تصحيح حاد، ومع ذلك فإن السوق العالمية والدولار هما مفتاح مستوى الأسعار القادمة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt