في ظل ما يتردد عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام حول احتمالية رفع سعر رغيف الخبز المدعم، خرج وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور علي المصيلحي بتصريحات واضحة لوضع حد للشائعات والبلبلة.
وأكد الوزير أن سعر رغيف الخبز المدعم ما زال كما هو، ولم يتم اتخاذ أي قرار رسمي بشأن تعديله. ولفت إلى أن الحكومة تتعامل بحذر شديد مع ملف الخبز المدعم نظرًا لحساسيته وارتباطه المباشر بالحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجًا.
رغيف الخبز يمثل عنصرًا رئيسيًا في الحياة اليومية للمواطن المصري، خاصة للأسر البسيطة ومتوسطة الدخل، إذ يحصل أكثر من 70 مليون مواطن على حصتهم اليومية من الخبز المدعم بسعر 5 قروش للرغيف.
ويُعد هذا الدعم من أبرز مظاهر شبكة الأمان الاجتماعي في مصر، ومن هنا جاءت ردود الفعل الواسعة حول أي حديث يتعلق بتعديل سعره.
خلال الأيام الماضية، تم تداول منشورات تدّعي أن وزارة التموين تعتزم رفع سعر الرغيف إلى 10 قروش، وربطه بسعر التكلفة الفعلي. وهو ما نفاه الوزير تمامًا، موضحًا أن الوزارة لم تصدر أي بيان بهذا الشأن.
وشدد على أن أي تغيير في منظومة الدعم لا يتم بشكل عشوائي، بل يخضع لدراسات معمقة وبتنسيق كامل مع الجهات السيادية والمالية، مراعاةً للبعد الاجتماعي.
الوزير أوضح أن الحكومة تسعى لتطوير منظومة الدعم وليس رفعه أو إلغاؤه، مشيرًا إلى أن هناك خطوات جادة لضمان وصول الدعم لمستحقيه الفعليين من خلال الرقمنة ومراجعة قواعد البيانات.
وفي السياق نفسه، تعمل الوزارة على الحد من التلاعب في بطاقات التموين، وتقنين أوضاع البطاقات غير المستخدمة فعليًا أو التي تحتوي على بيانات مغلوطة.
من المعروف أن تكلفة إنتاج الرغيف الواحد تجاوزت 90 قرشًا وفقًا لآخر تقارير وزارة التموين، بينما يُباع للمواطن بـ 5 قروش فقط. أي أن الدولة تتحمل دعمًا يقترب من مليار جنيه شهريًا، وهو ما يؤكد مدى التزام الحكومة بدعم الخبز كأولوية قصوى.
ورغم هذه التكلفة العالية، تصر الدولة على استمرار الدعم المقدم للمواطنين، في إطار سياساتها الرامية لتحقيق العدالة الاجتماعية.
يجدر بالذكر أن تصريحات سابقة لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي أكدت مرارًا أن ملف الدعم سيظل مستمرًا ما دام يحقق أهدافه الاجتماعية، لكن مع العمل على ضبطه وتوجيهه بشكل أفضل.
الرئيس شدد أيضًا على أهمية تحقيق كفاءة إنفاق الدعم، حتى يستفيد منه مستحقوه بشكل مباشر، ما يتطلب تطويرًا تكنولوجيًا وقواعد بيانات محدثة.
بمجرد نشر التصريحات الرسمية من الوزير، تباينت ردود أفعال المواطنين عبر منصات السوشيال ميديا، حيث عبّر الكثيرون عن ارتياحهم للبيان الرسمي، مؤكدين أن دعم الخبز يُمثل لهم ولأسرهم عنصر أمان اقتصادي.
في حين طالب آخرون بضرورة توعية المواطنين بالحقائق من خلال حملات توعوية وإعلامية مكثفة، تجنبًا لتأثرهم بالشائعات المتكررة.
من جانبهم، أبدى عدد من النواب في مجلس النواب دعمهم الكامل لاستمرار دعم الخبز وعدم رفع سعره، معتبرين أن أي تغيير قد يُشكل عبئًا كبيرًا على ملايين الأسر المصرية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.
وشددوا على أن البرلمان سيكون دائمًا في صف المواطن، وسيتصدى لأي مقترحات تمس الحقوق الأساسية للأسر البسيطة.
ختامًا، تؤكد وزارة التموين أن سعر رغيف الخبز المدعم لم ولن يتغير في الوقت الحالي، وأن الحكومة تضع مصلحة المواطن على رأس أولوياتها.
وتبقى منظومة الدعم – رغم التحديات – أحد أركان العدالة الاجتماعية التي تحرص الدولة على الحفاظ عليها وتعزيزها، مع التطوير المستمر في أدوات الرقابة وضمان وصول الدعم لمستحقيه.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
