أعلنت عمدة مدينة لوس أنجلوس، في بيان رسمي مساء الثلاثاء، فرض حظر تجوال ليلي في وسط المدينة، إلى جانب تفعيل حالة الطوارئ المحلية، وذلك في خطوة مفاجئة أثارت اهتمام الرأي العام المحلي والدولي. القرار جاء نتيجة سلسلة من التطورات الأمنية المقلقة، التي أدت إلى اتخاذ تدابير استثنائية لضمان السلامة العامة.
وتبدأ فترة الحظر من الساعة التاسعة مساءً وحتى الخامسة صباحًا، على أن تستمر مبدئيًا لمدة 7 أيام قابلة للتمديد، وسط دعوات من السكان لفهم أسباب هذه الخطوة غير المسبوقة في واحدة من أكبر مدن الولايات المتحدة.
أوضحت العمدة أن القرار جاء استجابة لتصاعد التوترات الأمنية، وظهور تهديدات محتملة تتعلق بسلامة المواطنين والمنشآت الحيوية وسط المدينة. وتشير تقارير الشرطة إلى حدوث أعمال عنف فردية، واشتباكات متكررة في بعض الأحياء التجارية، إضافة إلى ارتفاع البلاغات المتعلقة بالنهب والتخريب.
كما شهدت المدينة في الأيام الأخيرة تظاهرات متفرقة على خلفيات اجتماعية وسياسية، مما زاد من مخاوف السلطات بشأن انفلات الأوضاع وخروجها عن السيطرة خلال ساعات الليل.
بموجب إعلان حالة الطوارئ المحلية، تم منح سلطات المدينة صلاحيات استثنائية تشمل:
فرض قيود على حركة السير والتنقل.
إغلاق بعض المرافق والمناطق الحيوية مؤقتًا.
نشر قوات إضافية من الشرطة والحرس المدني.
تفعيل خطط الطوارئ الطبية والخدمية لمواجهة أي تطورات.
ويتيح هذا الإعلان للإدارة المحلية طلب مساعدات من الحكومة الفيدرالية في حال تفاقم الوضع، كما يُمكّنها من اتخاذ قرارات فورية دون الحاجة لموافقات روتينية.
انقسمت آراء السكان بين من اعتبر القرار إجراءً وقائيًا مهمًا لحماية الأرواح والممتلكات، ومن أعرب عن قلقه من احتمالية تصاعد التوترات نتيجة فرض الحظر، وما قد يصاحبه من قيود على الحياة اليومية.
وأكد عدد من أصحاب الأعمال في وسط المدينة تضررهم من الحظر الليلي، خاصةً أصحاب المطاعم والمقاهي التي تعتمد على فترات ما بعد الظهيرة، فيما رحب آخرون بهذه الخطوة باعتبارها أداة لتقليل أعمال الشغب والتخريب التي شهدتها الأيام الماضية.
أوضحت سلطات المدينة أن هناك فئات مستثناة من الحظر تشمل:
العاملين في المجال الطبي.
خدمات الطوارئ (شرطة – إسعاف – مطافئ).
وسائل الإعلام المرخصة.
بعض العاملين في القطاعات الحيوية بموجب تصاريح مسبقة.
ويُطلب من جميع المواطنين الالتزام التام بالتعليمات وعدم الخروج خلال ساعات الحظر إلا للضرورة القصوى وبوجود إثبات رسمي.
دعت عمدة لوس أنجلوس المواطنين إلى التعاون الكامل مع السلطات، والامتناع عن نشر الشائعات أو مقاطع الفيديو غير المؤكدة، والاعتماد فقط على البيانات الرسمية.
كما نُصح السكان بالآتي:
تجنب التجمعات الكبيرة أو التظاهرات غير المصرح بها.
التواصل مع الخطوط الساخنة في حال رصد أي سلوك مريب.
الاستعداد لأي طارئ من خلال تخزين كميات كافية من المواد الغذائية والدوائية.
البقاء على اطلاع دائم بالتحديثات الرسمية من خلال منصات الحكومة المحلية.
أكدت العمدة أن مدة الحظر الأولية ستخضع للتقييم بشكل يومي، وأنه من الممكن تمديد حالة الطوارئ إذا استمرت التهديدات الأمنية أو حدثت تطورات غير متوقعة.
كما أُعلن عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم ممثلين عن الشرطة، الدفاع المدني، وإدارة الأزمات، لمتابعة الموقف على مدار الساعة ورفع تقارير دورية للجهات المختصة.
لوس أنجلوس ليست المدينة الأولى التي تلجأ إلى مثل هذه الإجراءات، فقد سبق أن فرضت مدن أمريكية كبرى حظر تجوال وحالة طوارئ، مثل نيويورك وشيكاغو، في حالات مشابهة تتعلق باضطرابات مدنية أو تهديدات أمنية كبيرة.
إلا أن ما يميز وضع لوس أنجلوس حاليًا هو تداخل العوامل الأمنية والاجتماعية والسياسية في آنٍ واحد، مما يجعل إدارة الأزمة أكثر تعقيدًا من سابقتها.
من المتوقع أن يُحدث هذا القرار تغييرات واسعة في الحياة اليومية لسكان وسط لوس أنجلوس، تشمل:
توقف بعض خدمات النقل العام بعد الساعة التاسعة مساءً.
تأجيل أو إلغاء فعاليات ثقافية وفنية كانت مقررة هذا الأسبوع.
انخفاض كبير في الإقبال على المناطق التجارية الليلية.
احتمالات تأثر حركة السياحة الداخلية بشكل مؤقت.
اختتمت العمدة بيانها بدعوة صريحة للسكان بضرورة التكاتف والتعاون خلال هذه الفترة الحساسة، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي من هذه الإجراءات هو حماية الجميع، وليس التضييق على الحريات.
وشددت على أن أمن المدينة واستقرارها يتطلبان وعيًا جماعيًا، وتفهمًا استثنائيًا للقرارات الصادرة، لتمرير الأزمة بأقل خسائر ممكنة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt