وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي القصة على نطاق واسع، وسط حالة من الحزن والاستياء، مطالبين بسرعة الكشف عن تفاصيل ما حدث ومحاسبة أي طرف قد يثبت تورطه أو إهماله.
التحريات المبدئية لم تكشف حتى الآن السبب الدقيق للوفاة، ما دفع النيابة إلى اتخاذ إجراءاتها بفتح محضر رسمي واستدعاء عدد من الشهود والعاملين بالقرية، إلى جانب استدعاء مسؤول الأمن والإدارة.
أمرت النيابة العامة في مدينة العلمين بانتداب الطب الشرعي لتشريح جثمان الطفل المتوفى، من أجل تحديد سبب الوفاة بدقة، وما إذا كانت ناتجة عن غرق أو اختناق أو أية شبهة جنائية.
وقد تم نقل الجثمان إلى مصلحة الطب الشرعي بالإسكندرية، ومن المقرر أن يصدر التقرير النهائي خلال أيام، ليكون الأساس الذي ستُبنى عليه قرارات النيابة المقبلة.
ضمن مسار التحقيقات، استمعت النيابة لأقوال والدي الطفل وشقيقته الكبرى، والتي كانت متواجدة أثناء الحادث، حيث ذكرت أن شقيقها كان يلهو بالقرب من أحد حمامات السباحة، قبل أن يختفي عن الأنظار لدقائق ثم يُعثر عليه فاقدًا للوعي.
كما تم استدعاء منقذي الشاطئ، ومسؤولي الأمن الداخلي، والعاملين في منطقة حمام السباحة، خاصة وأن التحقيقات تركز على مدى توافر وسائل السلامة، ووجود رقابة كافية على الأطفال داخل القرية.
في الوقت نفسه، تفاعل آلاف المواطنين مع الحادث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأكدوا أهمية تشديد الرقابة على القرى السياحية، خاصة خلال موسم الصيف الذي تكثر فيه زيارات الأسر والأطفال.
النيابة شددت على أنه لن يتم التهاون مع أي مسؤول حال ثبوت تقصيره، سواء من أفراد الأمن أو إدارة القرية أو غيرهم، مشيرة إلى أن حياة المواطنين وأطفالهم مسؤولية لا مجال فيها للإهمال.
عقب الحادث، طالب العديد من الخبراء وأولياء الأمور بضرورة مراجعة اشتراطات الأمان والسلامة في القرى السياحية، خاصة ما يتعلق بالأطفال، سواء في المسابح أو الشواطئ أو الألعاب.
كما دعوا إلى تعيين مشرفين دائمين على أماكن اللهو المخصصة للأطفال، والتأكد من توافر أدوات الإنقاذ والإسعافات الأولية، إلى جانب تدريب العاملين على التصرف السريع في مثل هذه الحالات.
القضية ما زالت قيد التحقيق، وتنتظر الجهات المعنية نتائج التقرير الطبي الرسمي لتحديد سبب الوفاة، تمهيدًا لاتخاذ القرارات المناسبة.
ومن المنتظر أن تُصدر النيابة بيانًا رسميًا خلال الأيام المقبلة يكشف ما توصلت إليه التحقيقات، سواء بوجود شبهة جنائية أو باعتبار الحادث نتيجة إهمال جسيم، أو غير ذلك.
وتُعد هذه الواقعة جرس إنذار حقيقي لجميع الجهات المعنية، حول أهمية الالتزام بإجراءات السلامة العامة، خاصة في المناطق التي يرتادها الأطفال، إذ أن أي إهمال بسيط قد يؤدي إلى كوارث لا تُحتمل.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt