وتُعد بورصة الدواجن من أهم الركائز اليومية في الاقتصاد المصري، نظرًا لاعتماد ملايين الأسر على لحوم الدواجن كمصدر رئيسي للبروتين، لذلك فإن أي تحرك في الأسعار ينعكس سريعًا على نمط المعيشة اليومية ومستوى الاستهلاك.
سجل سعر كيلو الفراخ البيضاء في المزارع اليوم الخميس ارتفاعًا ليتراوح بين 80 و81 جنيهًا، فيما يصل السعر للمستهلك في الأسواق المحلية بين 90 و92 جنيهًا للكيلو، باختلاف المناطق ونوع التوزيع والتغليف.
ويُعد هذا السعر أعلى من متوسط الأسبوع الماضي بنحو 3 جنيهات، في موجة صعود متدرجة بدأت من منتصف أبريل، ويتوقع أن تستمر مع حلول موسم الصيف والامتحانات والعزومات المنزلية التي تزيد الطلب على البروتينات السريعة.
سعر كيلو الفراخ الساسو اليوم شهد استقرارًا نسبيًا، حيث سجل في المزرعة حوالي 77 جنيهًا، بينما بلغ السعر النهائي في الأسواق للمستهلك ما بين 87 و89 جنيهًا، ويختلف ذلك حسب المنطقة ونوع الخدمة (تنظيف، تغليف، توصيل).
سجلت الكتاكيت اليوم الخميس أسعارًا متذبذبة في ظل ضعف العرض وقلة الكميات المطروحة، حيث بلغ:
سعر الكتكوت الأبيض: بين 49 و56.5 جنيهًا
الكتكوت الساسو: بين 13 و15 جنيهًا
الكتكوت البلدي: تراوح بين 8 و10 جنيهات
ويُلاحظ أن أسعار الكتاكيت تشهد تفاوتًا كبيرًا يوميًا بسبب التغيرات المفاجئة في الأسواق وحالة المزارع الإنتاجية، ما يجعل المربين في حالة قلق دائم من قرارات التربية اليومية.
استقرت أسعار البيض بشكل نسبي، لكنها لا تزال عند مستويات مرتفعة، وقد جاءت كالتالي:
كرتونة البيض الأبيض: بين 115 و120 جنيهًا
كرتونة البيض الأحمر: بين 120 و125 جنيهًا
كرتونة البيض البلدي: وصلت إلى 130 جنيهًا في بعض المناطق
وتشهد أسعار البيض صعودًا منذ منتصف مارس، ما جعلها من أكثر السلع إثارة للجدل، نظرًا لارتباطها بعدد من المنتجات والمخبوزات التي تعتمد عليه كمكون أساسي.
الارتفاع المفاجئ في أسعار الدواجن اليوم يُعزى لعدة عوامل، بعضها موسمي، وبعضها إنتاجي يتعلق بسلسلة التوريد، ومن أبرزها:
مع بداية شهر مايو، تزداد حفلات التجمعات الأسرية والعزومات، إلى جانب استعداد الأسر لموسم الامتحانات والزيارات، مما يرفع الطلب على شراء الدواجن بشكل مباشر.
تعاني مزارع الدواجن من ارتفاع أسعار العلف بشكل تدريجي، وهو ما يمثل حوالي 70% من تكلفة تربية الطائر، ما يدفع التجار إلى تحميل التكلفة على المستهلك النهائي.
حالة الطقس غير المستقرة تؤثر على إنتاجية المزارع، إذ أن موجات الحرارة أو البرد تؤدي إلى تقليل معدلات التسمين، وزيادة معدلات النفوق، مما يؤثر على المعروض.
انخفاض عدد الكتاكيت في الأسواق أدى إلى نقص في إنتاج الدورات، وبالتالي قل المعروض من الدواجن، وهو ما عزز ارتفاع الأسعار، خاصة في السوق غير المنظمة.
تواجه الأسر المصرية ضغوطًا مضاعفة مع استمرار ارتفاع أسعار الدواجن، لا سيما أنها تُعد البديل الأرخص مقارنة باللحوم الحمراء، ومع ذلك باتت تشكل عبئًا على ميزانية الأسر المتوسطة ومحدودة الدخل.
وتلجأ بعض الأسر إلى تقليل الكميات المشتراة أسبوعيًا، أو اللجوء إلى شراء الأجزاء الأقل تكلفة مثل الأجنحة والرقاب، بينما فضّل آخرون الاستعانة بالمجمدات كحل بديل مؤقت.
تواجه المطاعم الصغيرة ومتوسطة الحجم مأزقًا في تثبيت الأسعار أمام الزبائن، حيث إن استمرار ارتفاع تكلفة الدواجن يدفع بعضهم إلى:
تقليل كمية البروتين في الوجبة
رفع السعر تدريجيًا
اللجوء لبدائل مجمدة
وقف تقديم بعض الأصناف التي تعتمد على الدجاج الكامل
وهذا ينعكس سلبًا على الإقبال ويؤثر على مستوى الربحية واستقرار النشاط التجاري في قطاع المأكولات السريعة.
تشير المؤشرات الأولية إلى أن أسعار الدواجن قد تواصل الارتفاع الطفيف خلال الأسبوع الأول من مايو، خاصة في ظل التوترات العالمية، وارتفاع سعر العلف، واستمرار قلة المعروض في بعض القطاعات.
ومن المتوقع أن تبدأ الأسواق في التهدئة النسبيّة مع منتصف الشهر، في حال استقرار العوامل المناخية، وزيادة الإنتاج من مزارع الكتاكيت خلال الدورات القادمة.
في ظل هذا الوضع، يُنصح المستهلكون بالتعامل الذكي مع تقلبات السوق، عبر اتباع الآتي:
شراء الكميات الكافية فقط دون تخزين مفرط
متابعة الأسعار يوميًا لاختيار الوقت الأنسب للشراء
مقارنة الأسعار بين أكثر من منفذ بيع
استغلال العروض الأسبوعية في السلاسل التجارية
التفكير في بدائل البروتين الأخرى مثل البيض والبقوليات
جاءت أسعار بورصة الدواجن اليوم الخميس 01-05-2025 بارتفاع غير متوقع أربك السوق المحلي، سواء على مستوى التجار أو المستهلكين، في ظل ضغوط الإنتاج ومحدودية العرض وارتفاع التكاليف.
ورغم أن هذه الزيادات مؤثرة، فإنها لا تزال جزءًا من حالة عدم الاستقرار التي يعيشها القطاع منذ أشهر، ما يجعل ضبط السوق وإعادة التوازن بين العرض والطلب أمرًا بالغ الأهمية في المرحلة المقبلة.
وتبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد اتجاه الأسعار، ما بين مواصلة الارتفاع أو العودة التدريجية للتهدئة، وهو ما سيعتمد بشكل رئيسي على أداء السوق الإنتاجي، وسلوك المستهلك المصري.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt