في خطوة كانت متوقعة منذ أسابيع، حسم النادي الأهلي المصري ملف المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي، بعد فترة قصيرة من التعاقد معه، إذ تأكد رسميًا رحيل اللاعب خلال الساعات المقبلة إلى نادي كولومبوس كرو الأمريكي، ليبدأ فصلًا جديدًا في مسيرته الاحترافية. هذا القرار يعكس التغيرات المتسارعة في خطط الأهلي الهجومية، ويطرح تساؤلات عدة حول أسباب إنهاء التجربة مبكرًا، وطبيعة مستقبل الفريق في ظل سعيه الدائم لتجديد دمائه.
تعاقد الأهلي مع وسام أبو علي قادمًا من صفوف نادي "بودو/جليمت" النرويجي في صفقة حظيت بتقدير الجهاز الفني، لما يتمتع به اللاعب من قدرات هجومية ومهارات تهديفية لافتة، خصوصًا في الكرات الرأسية والتحرك داخل منطقة الجزاء.
ورغم قِصر المدة التي قضاها في القلعة الحمراء، إلا أن التوقعات كانت كبيرة بشأنه، خصوصًا أن الفريق كان يعاني من قلة الحلول الهجومية، ورأى فيه المدرب السويسري مارسيل كولر بديلًا مناسبًا يمكنه إحداث الفارق أمام الفرق التي تعتمد على الدفاع المغلق.
منذ انضمامه إلى الأهلي، لم ينجح أبو علي في حجز مكان أساسي داخل التشكيلة، فخلال الأشهر القليلة التي قضاها، شارك في عدد محدود من المباريات، معظمها كبديل، ولم يقدّم خلالها الإضافة المرجوة. ولم يسجل سوى هدف وحيد في مباراة غير مؤثرة، الأمر الذي جعل علامات الاستفهام تتزايد حول جدوى استمراره.
وجاءت إصاباته المتكررة لتضيف المزيد من المعاناة، فقد غاب اللاعب عن عدد من اللقاءات الهامة، ولم ينجح في استعادة لياقته بشكل كامل، ما أثر سلبًا على فرصه في الاندماج داخل الفريق.
بحسب مصادر مقربة من النادي، فإن قرار الاستغناء عن وسام أبو علي جاء بالتوافق بين الإدارة والجهاز الفني، إذ يرى كولر أن اللاعب لا يتناسب مع أسلوب اللعب السريع والتحولات التي يعتمدها الفريق، وأنه بحاجة إلى مهاجم أكثر مرونة وتنوعًا في التحركات.
كما أن قائمة اللاعبين الأجانب في الفريق باتت مزدحمة، في ظل استمرار الثلاثي علي معلول، وبيرسي تاو، وأليو ديانغ، إلى جانب صفقة هجومية مرتقبة يسعى النادي لإتمامها قبل بداية الموسم الجديد. وبالتالي، أصبح من الضروري توفير مكان في القائمة لاستقدام لاعب أجنبي جديد.
بحسب التقارير الصحفية، سينتقل أبو علي إلى نادي كولومبوس كرو الأمريكي الذي ينشط في الدوري الأمريكي للمحترفين MLS، في صفقة تمت على سبيل الإعارة لمدة موسم، مع وجود خيار الشراء النهائي في حال نجاح اللاعب.
ويُعد الدوري الأمريكي فرصة جيدة لأي لاعب يسعى لإبراز نفسه مجددًا، خصوصًا أن الاهتمام الإعلامي والاستثماري في الدوري الأمريكي يتزايد، كما أن الفرق هناك تبحث دائمًا عن عناصر هجومية لها حضور بدني وقوة ذهنية.
وقد تم التنسيق بين الناديين حول ترتيبات السفر والفحوص الطبية، ومن المتوقع أن يغادر اللاعب القاهرة خلال ساعات متوجهًا إلى الولايات المتحدة للانضمام رسميًا إلى فريقه الجديد.
رحيل وسام أبو علي لم يترك أثرًا كبيرًا داخل معسكر الأهلي، فهناك اتفاق عام بين الجماهير والمتابعين على أن اللاعب لم يُظهر ما يستحق معه الاستمرار، لا سيما في ظل الأداء القوي للمهاجم الشاب محمد شريف، وتوقعات التعاقد مع صفقة هجومية من العيار الثقيل خلال الصيف.
بينما أعرب البعض عن خيبة أملهم، لأن أبو علي لم يحصل على فرصة كاملة لإثبات قدراته، واعتبروا أن الحكم عليه كان متسرعًا، خاصة أن ظروف الإصابات وعدم الاستقرار قد أثرت على مستواه الفني والنفسي.
عدد المباريات: 9
عدد الدقائق التي شارك بها: 312 دقيقة
الأهداف المسجلة: 1
التمريرات الحاسمة: 0
عدد التسديدات على المرمى: 7
نسبة نجاح التمريرات: 73%
هذه الأرقام تعكس بوضوح أن اللاعب لم يكن في أفضل حالاته، ولم يتمكن من إقناع الجهاز الفني بإمكانياته، رغم مشاركته في أكثر من مركز هجومي.
مع رحيل اللاعب، ازدادت التكهنات بشأن المهاجم الجديد الذي سيضمه الأهلي خلال فترة الانتقالات الصيفية، وقد ارتبط اسم النادي بعدد من المهاجمين أبرزهم:
أحمد حسن كوكا
يوسف ساليتش
إيليا تشيبوتا من الكونغو
مهاجم إفريقي قادم من الدوري البلجيكي
كما يُرجح أن يعتمد كولر مؤقتًا على الثلاثي محمد شريف، ومحمود كهربا، ورامي ربيعة (في حالات الضرورة) لسد الفراغ الهجومي، حتى يتم الإعلان عن الصفقة الجديدة رسميًا.
يبدو أن وسام أبو علي لديه فرصة حقيقية لإعادة اكتشاف نفسه في أجواء جديدة، بعيدًا عن الضغط الجماهيري والإعلامي، إذ يتمتع الدوري الأمريكي بمرونة تكتيكية تسمح للاعبين بالتألق، خاصة أولئك القادمين من تجارب أوروبية أو أفريقية.
وقد عبّر اللاعب عن تفاؤله الشديد بالمرحلة القادمة، مؤكدًا احترامه لجمهور الأهلي وشكره للنادي على دعمه خلال فترة تواجده، وأنه يتمنى للفريق التوفيق في مشواره المحلي والقاري.
رحيل وسام أبو علي عن الأهلي يُعد نهاية لتجربة قصيرة لم تؤتِ ثمارها، لكنه قد يمثل بداية جديدة للاعب في دوري مختلف وطموح جديد. أما الأهلي، فلا يزال يبحث عن الحل المثالي لمشكلة الهجوم، في ظل طموحاته للمنافسة على كل البطولات.
وتبقى كرة القدم دائمًا مجالًا للتغيّرات السريعة، فمن يغادر اليوم قد يتألق غدًا، ومن يفشل في نادٍ كبير قد يسطع نجمه في أندية أخرى، فالعبرة بالفرصة والإصرار، والقدرة على استغلال اللحظة في التوقيت المناسب.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt