يظن الكثيرون أن النوم هو مجرد وقت للراحة، لكنه في الحقيقة يعد ركنًا أساسيًا للحفاظ على صحة الجسم، خاصةً لدى مرضى السكر. فقد أثبتت الدراسات أن قلة النوم تؤثر بشكل مباشر على مستويات السكر في الدم، وتزيد من خطر المضاعفات المرتبطة بالمرض، في حين أن الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد يعزز من القدرة على السيطرة على المرض وتحسين جودة الحياة.
في هذا التقرير نقدم دليلاً شاملاً لنمط حياة صحي لمرضى السكر، يركز على أهمية النوم، التغذية السليمة، النشاط البدني، وإدارة التوتر لتحقيق التوازن المطلوب في الجسم.
لماذا النوم الكافي مهم لمرضى السكر؟
النوم الجيد يساعد الجسم على استخدام الأنسولين بشكل أكثر كفاءة، ما يساهم في خفض مستويات السكر في الدم ومنع ارتفاعها المفاجئ.
قلة النوم تؤدي إلى زيادة الالتهابات في الجسم، وهو ما قد يفاقم من مضاعفات السكر مثل أمراض القلب والكلى.
النوم المتقطع يزيد من إفراز هرمون الجريلين (هرمون الجوع) ويقلل من هرمون اللبتين (هرمون الشبع)، ما يؤدي إلى تناول كميات أكبر من الطعام وزيادة الوزن، وهو أمر خطير لمرضى السكر.
ينصح الخبراء بأن يحصل مريض السكر على:
7 إلى 9 ساعات من النوم الجيد يوميًا.
الالتزام بمواعيد نوم واستيقاظ ثابتة للحفاظ على الساعة البيولوجية للجسم.
تناول أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض مثل:
الشوفان، البقوليات، الخضروات الورقية.
التقليل من السكريات المضافة والكربوهيدرات المكررة الموجودة في الحلويات والمخبوزات البيضاء.
الاعتماد على وجبات متوازنة تضم البروتينات الصحية والدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون والمكسرات النيئة.
ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة مثل المشي السريع لمدة 30 دقيقة يوميًا، أو 150 دقيقة أسبوعيًا على الأقل.
تمارين القوة مثل حمل الأوزان الخفيفة لتقوية العضلات وتحسين استجابة الأنسولين.
الإجهاد المستمر يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول، والتي ترفع مستويات السكر في الدم. لذا يُوصى بـ:
ممارسة تمارين التنفس العميق أو اليوجا.
تخصيص وقت للأنشطة المفضلة مثل القراءة أو التأمل.
فقدان حتى 5-10% من وزن الجسم الزائد له تأثير كبير على تحسين التحكم في مستويات السكر وتقليل الحاجة للأدوية.
استخدام جهاز قياس السكر المنزلي لمتابعة القراءات اليومية.
تسجيل النتائج لمناقشتها مع الطبيب المختص عند كل زيارة.
تجنب تناول الكافيين والوجبات الثقيلة قبل النوم.
تثبيت مواعيد النوم والاستيقاظ يوميًا.
إبعاد الأجهزة الإلكترونية عن غرفة النوم للحد من التعرض للضوء الأزرق.
تدفئة أو تبريد الغرفة للحفاظ على درجة حرارة مناسبة تساعد على النوم العميق.
النوم الكافي ليس رفاهية بل ضرورة حيوية لمرضى السكر، فهو يساهم في تنظيم مستويات السكر، تحسين التمثيل الغذائي، وتقليل خطر المضاعفات الخطيرة. ومع اتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة، النشاط البدني المنتظم، وإدارة التوتر، يمكن للمريض أن يعيش حياة أكثر نشاطًا وصحة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt