في مفاجأة غير متوقعة، سجلت أسعار اللحوم الحمراء والبلدي في الأسواق المصرية اليوم الخميس 1 مايو 2025 زيادات ملحوظة عن الأيام السابقة، ما أثار حالة من القلق لدى المواطنين والمستهلكين، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية التي تمر بها الأسر المصرية.
ورغم حالة الركود النسبي في الإقبال خلال شهر رمضان وأيام العيد، فإن السوق عاد اليوم ليسجل قفزات في أسعار اللحوم الطازجة، سواء البلدي أو المستوردة، مما أعاد الجدل حول أسباب هذا التحرك، وتوقعات استمرار هذا الاتجاه خلال الأسابيع المقبلة.
سجل كيلو اللحم الكندوز (العجالي) اليوم ما بين 400 إلى 450 جنيهًا حسب المنطقة وجودة الذبح. وتراوح سعر الكيلو في بعض مناطق القاهرة الكبرى عند حدود 420 جنيهًا، بينما سجل أعلى سعر له في بعض الأحياء الراقية بنحو 450 جنيهًا.
أما سعر كيلو الضأن الطازج، فقد سجل اليوم ما بين 430 إلى 480 جنيهًا، ويُعتبر من أكثر الأنواع التي شهدت زيادات في الفترة الأخيرة نظرًا لزيادة الطلب عليه من فئات بعينها.
تُعد اللحوم البلدي الخيار الأول لمعظم المصريين، لكنها اليوم أصبحت أكثر تكلفة من أي وقت مضى. فقد تراوح سعر الكيلو بين 380 و450 جنيهًا، وذلك حسب نوع القطعية والمنطقة وطبيعة الخدمة المقدمة (تنظيف، تغليف، توصيل).
ورغم هذا السعر المرتفع، لا تزال اللحوم البلدي هي الأكثر مبيعًا بين أنواع اللحوم المختلفة، خاصةً في المحافظات الريفية أو بين كبار السن الذين يفضلون جودتها وطريقة تربيتها.
لحوم العجول الصغيرة أو ما يُعرف بـ"البتلو" حافظت على أسعارها المرتفعة، حيث سجل الكيلو ما بين 460 إلى 500 جنيهًا، ورغم السعر إلا أن الطلب عليها لا يزال ثابتًا بسبب طراوة اللحم وسرعة الطهي، ما يجعلها مفضلة لدى شريحة من السيدات.
اللحم المستورد، سواء البرازيلي أو السوداني، سجل اليوم انخفاضًا طفيفًا مقارنة بالبلدي، حيث تراوح سعر الكيلو بين 210 و250 جنيهًا حسب نوع التجميد وطريقة التغليف.
لكن الإقبال عليه يظل محدودًا في بعض المناطق، خاصة بسبب تخوف البعض من جودة التجميد أو تاريخ الصلاحية، مما يجعل اللحوم البلدية تتفوق عليه رغم السعر الأعلى.
رغم أن المجمعات الاستهلاكية ما زالت تحاول طرح اللحوم بأسعار أقل من السوق، إلا أن كميات العرض محدودة، حيث سجل سعر الكيلو المجمد في بعض الفروع نحو 200 جنيه، مع عروض محددة في بعض الأحياء الشعبية.
وغالبًا ما تُستنفد الكميات صباحًا، ما يضعف فرص المواطنين ذوي الدخول المحدودة في الاستفادة من الفارق السعري.
السبب الأبرز الذي يبرر به الجزارون وأصحاب المزارع هذا الارتفاع هو الزيادة المستمرة في أسعار الأعلاف الحيوانية، خاصة الذرة والصويا، واللتين تمثلان ما يزيد عن 70% من تكلفة تسمين الماشية.
تكلفة نقل المواشي الحية واللحوم المذبوحة ارتفعت بفعل زيادة أسعار الوقود مؤخرًا، بالإضافة إلى ارتفاع أجور العمالة داخل المجازر والمحال، ما انعكس بدوره على السعر النهائي للكيلو.
نتيجة لانخفاض أعداد الرؤوس المحلية المعروضة للبيع خلال موسم الصيف، اضطر بعض الجزارين إلى رفع الأسعار تدريجيًا لتعويض النقص في الكميات، خاصة في المحافظات الكبرى.
خلال الفترة الأخيرة، تراجع معدل استيراد اللحوم من بعض الدول، سواء بسبب مشكلات في الشحن أو ارتفاع تكاليف النقل الدولي، ما أدى إلى ضغط إضافي على السوق المحلي.
الزيادة في أسعار اللحوم اليوم جاءت بمثابة عبء إضافي على كاهل المواطن المصري، الذي يعاني بالفعل من ارتفاع أسعار الخضروات، الفاكهة، والدواجن.
وبات من الصعب على كثير من الأسر شراء كميات كبيرة من اللحوم كما كان معتادًا، ما دفع البعض لتقنين استهلاكهم، أو الاتجاه إلى بدائل أرخص مثل الدواجن، البقوليات، أو الكبدة المجمدة.
الجزارون بدورهم أكدوا أن الزيادة خارجة عن إرادتهم، وأنهم ليسوا المتحكمين في السوق، وإنما يتعاملون وفق أسعار السوق الحيّة.
واتجه بعضهم إلى:
تقليل الكميات المعروضة يوميًا
تقديم عروض خاصة على الكميات الكبيرة
بيع قطعيات محددة مثل الرقبة أو الكتف بأسعار أقل
التوسع في تقديم خدمات الذبح المنزلي أو التوصيل لتعويض ضعف الإقبال
تشير المؤشرات إلى أن السوق قد يشهد حالة من التذبذب خلال شهر مايو، خاصةً مع اقتراب امتحانات المدارس، ثم دخول موسم المصايف، وهما موسمان تقل فيهما حركة البيع.
وقد يستقر السعر في حال توفر دعم حكومي للمربين، أو عودة تدفق اللحوم المستوردة بكميات كافية إلى المجمعات الاستهلاكية.
في ظل هذه الأسعار المرتفعة، يُنصح المستهلك المصري بالتالي:
الشراء حسب الحاجة فقط وعدم التخزين المفرط
متابعة العروض الأسبوعية في السلاسل والمحلات
التوازن بين مصادر البروتين: لحوم – دواجن – بيض – بقوليات
الاعتماد على أجزاء اللحم الأرخص نسبيًا مثل الكتف أو الموزة
الشراء من مصادر موثوقة لتفادي الغش في الوزن أو الجودة
الاحتمالات واردة، ولكنها مشروطة بمتغيرات عديدة، منها:
انخفاض سعر الأعلاف عالميًا
طرح رؤوس ماشية جديدة من مزارع الدولة
عودة تدفق الاستيراد بكميات كافية
استقرار أسعار الوقود والنقل
زيادة التنافس بين الجزارين لتصريف الكميات
جاءت أسعار اللحوم الحمراء والبلدي في مصر اليوم الخميس 1 مايو 2025 بارتفاع غير متوقع أربك الأسر المصرية، وأعاد الحديث حول جدوى استمرار هذا الاتجاه الصاعد في الأسعار دون حلول حقيقية لاحتواء الأزمة.
وفي ظل غياب آليات واضحة لضبط السوق، تبقى الأسر هي الحلقة الأضعف، ما يفرض عليها التعامل بمرونة، وتكييف استهلاكها مع الواقع، في انتظار تدخلات فاعلة تعيد التوازن المطلوب إلى هذا القطاع الحيوي.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt