يُعتبر الكالسيوم من المعادن الأساسية في بناء الجسم، خصوصًا للأطفال في سنواتهم الأولى. فهو المسؤول الرئيسي عن بناء العظام والأسنان، ودعم النمو الحركي السليم، والمساهمة في عمل العضلات والأعصاب بشكل طبيعي. وتزداد أهمية الكالسيوم في الفئة العمرية ما بين سنة إلى خمس سنوات، حيث ينمو الطفل بسرعة، وتتشكل أغلب معالم بنيته الجسدية.
لكن السؤال الذي يطرحه كثير من الأمهات والآباء هو: كم يحتاج الطفل من الكالسيوم يوميًا؟ وما هي أفضل الطرق لتوفيره في الغذاء؟ وهل الإفراط أو النقص في الكالسيوم له أضرار؟ في هذا التقرير نوضح بالتفصيل الكمية المناسبة، وأفضل المصادر، والعادات الصحية التي تساعد على امتصاص الكالسيوم بالشكل الأمثل.
الكالسيوم لا يقتصر دوره على تكوين العظام والأسنان فقط، بل يدخل أيضًا في وظائف حيوية أخرى منها:
تنظيم ضربات القلب.
دعم وظيفة الجهاز العصبي.
المساهمة في انقباض العضلات.
تفعيل عدد من الإنزيمات الضرورية للجسم.
الوقاية من هشاشة العظام مستقبلًا.
ولهذا فإن حصول الطفل على حاجته اليومية من الكالسيوم خلال هذه الفترة الحرجة من النمو أمر لا غنى عنه.
تختلف الكمية المطلوبة حسب الفئة العمرية، ونوضحها كما يلي:
من عمر سنة إلى 3 سنوات: يحتاج الطفل إلى حوالي 700 ملليجرام من الكالسيوم يوميًا.
من عمر 4 إلى 5 سنوات: يحتاج الطفل إلى حوالي 1000 ملليجرام يوميًا.
هذه الكمية يمكن الحصول عليها من خلال النظام الغذائي المتوازن الذي يحتوي على مصادر متنوعة للكالسيوم.
تتوفر العديد من الأطعمة الغنية بالكالسيوم والتي يمكن تضمينها في وجبات الأطفال اليومية، منها:
كوب واحد من الحليب يحتوي على حوالي 300 ملليجرام من الكالسيوم.
الجبن والزبادي من المصادر الغنية وسهلة الهضم.
مثل السبانخ، الجرجير، والبروكلي.
يحتوي على نسبة معتدلة من الكالسيوم ومفيد للنمو العصبي.
مثل الفاصوليا البيضاء، والعدس، والحمص.
مثل السردين والسلمون، خاصة عندما تؤكل بعظامها.
مثل التين المجفف والتمر والزبيب.
ليست كل كمية الكالسيوم التي يتناولها الطفل تُمتص في الجسم، ولذلك يجب مراعاة بعض العوامل التي تعزز الامتصاص، مثل:
التعرض لأشعة الشمس: فهي تُحفز إنتاج فيتامين د الضروري لامتصاص الكالسيوم.
تناول أطعمة غنية بفيتامين د: مثل البيض، الأسماك الدهنية، والحليب المدعم.
عدم الإكثار من الأطعمة التي تعيق الامتصاص: مثل المشروبات الغازية أو الأطعمة العالية بالفوسفور أو الملح.
رغم أهمية الكالسيوم، فإن زيادته بشكل مفرط قد تسبب بعض المشكلات، منها:
تراكم الكالسيوم في الكلى مما يؤدي إلى حصوات.
إعاقة امتصاص معادن أخرى مثل الحديد والزنك.
إمساك مزمن عند الأطفال.
ضعف الشهية أو الغثيان.
ولذلك، يُفضل عدم إعطاء مكملات الكالسيوم للأطفال إلا تحت إشراف طبيب مختص.
من المهم الانتباه لبعض الأعراض التي قد تدل على نقص الكالسيوم، مثل:
تأخر في ظهور الأسنان.
ضعف نمو العظام أو تأخر في المشي.
تقلصات عضلية أو رعشة في الأطراف.
ضعف في التركيز والانتباه.
سهولة كسر العظام عند السقوط.
إذا ظهرت هذه الأعراض على الطفل، يجب إجراء فحص دم للتأكد من مستوى الكالسيوم في الجسم.
لا يمكن الحديث عن الكالسيوم دون الإشارة إلى فيتامين د، فهما عنصران مكملان لبعضهما البعض. فيتامين د هو المسؤول عن تسهيل امتصاص الكالسيوم من الجهاز الهضمي إلى مجرى الدم، ولذلك فإن نقص أحدهما يؤثر على الآخر بشكل مباشر.
وينصح الأطباء بأن يحصل الأطفال على حاجتهم من فيتامين د عن طريق التعرض لأشعة الشمس من 10 إلى 20 دقيقة يوميًا، مع تناول أطعمة مدعمة أو مكملات إذا لزم الأمر.
فيما يلي نموذج ليوم غذائي يحتوي على الكمية المطلوبة من الكالسيوم لطفل بعمر 3 سنوات:
الإفطار: كوب من الحليب + بيضة مسلوقة + قطعة جبن.
سناك: زبادي صغير + تمر.
الغداء: أرز مع خضار + قطعة لحم + بروكلي مطهو.
سناك عصري: عصير برتقال + فاكهة.
العشاء: شطيرة جبن + كوب لبن دافئ.
بهذا التوزيع يمكن الوصول إلى الكمية المطلوبة دون الحاجة للمكملات.
قد يحتاج الطفل لمكملات الكالسيوم في الحالات التالية:
إذا كان يعاني من حساسية تجاه منتجات الألبان.
في حال سوء التغذية أو ضعف الشهية.
في حالة وجود مرض مزمن يؤثر على الامتصاص.
إذا أثبتت التحاليل الطبية وجود نقص حاد.
ويجب أن تُعطى هذه المكملات بجرعات محددة وتحت إشراف الطبيب فقط.
تعويد الطفل على تناول الحليب من عمر مبكر.
إدخال الخضروات الورقية في الأطعمة بطرق مشوقة.
تقليل الحلويات والمشروبات الغازية.
تشجيع الطفل على اللعب في الهواء الطلق والتعرض للشمس.
إجراء فحوصات دورية للأطفال خاصة في مراحل النمو السريع.
الاهتمام بتغذية الطفل في سنواته الأولى هو استثمار طويل المدى في صحته وحياته المستقبلية. والكالسيوم يعد من أهم العناصر التي تضمن نموًا سليمًا وقوة بدنية تدعم الطفل في كل مراحل عمره. من خلال نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر المفيدة، يمكن للأم أن تؤمن لطفلها احتياجاته من الكالسيوم دون عناء أو خوف من النقص أو المضاعفات.
هل ترغب في تنفيذ المقالة التالية الآن؟
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
