في مفاجأة قد تثير قلق عشاق القهوة، كشفت دراسات طبية حديثة عن وجود مادة كيميائية في بعض أنواع القهوة سريعة التحضير يمكن أن تكون ذات تأثير سلبي على صحة العين، تحديدًا عبر التسبب في الضمور البقعي المرتبط بالعمر، وهو مرض شائع يؤدي إلى فقدان تدريجي للرؤية المركزية، خاصة عند كبار السن. هذه المعلومات تفتح بابًا جديدًا للنقاش حول تأثير المشروبات الشائعة على أجهزة الجسم الحساسة، فكيف تؤثر القهوة سريعة التحضير على العين؟ وما المادة المسببة؟ وكيف يمكن الوقاية من هذا الخطر؟
ما هو الضمور البقعي؟
الضمور البقعي هو حالة تؤثر على البقعة (Macula) في الشبكية، وهي المسؤولة عن الرؤية الحادة والمباشرة التي نحتاجها للقراءة والقيادة والتعرف على الوجوه. بمرور الوقت، تتدهور هذه المنطقة، مما يسبب تشوشًا في الرؤية أو حتى فقدانًا جزئيًا أو كليًا للبصر في مركز العين.
يُعد الضمور البقعي أحد الأسباب الرئيسية لفقدان البصر بين من تجاوزوا سن الخمسين، وتزداد خطورته عند وجود عوامل مساعدة مثل التدخين، التاريخ العائلي، أو النظام الغذائي غير الصحي.
القهوة سريعة التحضير، المعروفة تجاريًا بـ"النسكافيه" أو غيره من المسميات، تُستهلك على نطاق واسع بسبب سهولة تحضيرها وسعرها المناسب. إلا أن بعض أنواعها تحتوي على مادة الأكريلاميد، وهي مادة كيميائية تتكون أثناء تحميص حبوب القهوة على درجات حرارة عالية، خاصة في عمليات التصنيع التجارية.
الأكريلاميد (Acrylamide) هي مادة كيميائية تم تصنيفها كمادة محتملة للسرطنة.
تتكون طبيعيًا عند تسخين الأطعمة النشوية أو البروتينية، وخاصة أثناء التحميص أو القلي.
توجد بنسب أعلى في القهوة سريعة التحضير مقارنة بالقهوة المطحونة الطازجة.
تشير الأبحاث إلى أن مادة الأكريلاميد قد تسبب أضرارًا بالأوعية الدموية الدقيقة في العين، خاصة في منطقة الشبكية. هذه الأضرار تؤدي إلى:
إجهاد التأكسد في الخلايا الحساسة بالعين.
تلف في الأعصاب البصرية الدقيقة.
تفاقم حالات التهاب مزمنة في الأنسجة المحيطة بالشبكية.
كل هذه التأثيرات مجتمعة تُعد من العوامل التي تزيد احتمال الإصابة بالضمور البقعي أو تسرع من تقدمه.
ليس بالضرورة، لكن الخطر يرتبط بـ:
الكمية المستهلكة يوميًا: شرب 3 إلى 5 أكواب أو أكثر من القهوة سريعة التحضير يوميًا قد يُعرضك لتراكم مستويات عالية من الأكريلاميد.
النوع والجودة: القهوة التجارية الرخيصة أو ذات التصنيع الرديء تحتوي غالبًا على نسب أعلى من الأكريلاميد.
العوامل الوراثية والصحية للفرد: من لديهم ضعف في النظر أو أمراض مزمنة في العين يكونون أكثر تأثرًا.
رؤية مشوشة في مركز العين
صعوبة في التمييز بين الألوان
الحاجة إلى إضاءة قوية أثناء القراءة
رؤية الخطوط المستقيمة كأنها متموجة
ظهور بقعة داكنة في منتصف الرؤية
لا مانع من تناول فنجان أو اثنين يوميًا، لكن الإفراط يمثل خطرًا تراكميًا.
القهوة المطحونة والمحضرة في المنزل تحتوي على نسبة أقل من الأكريلاميد، خاصة إذا لم تُحمّص على حرارة عالية جدًا.
مثل:
فيتامين C وE
الزنك
اللوتين والزياكسانثين (موجودان في السبانخ والبيض)
كل هذه العناصر تُقلل من تلف الشبكية وتحمي من تطور الضمور البقعي.
خاصة لمن تجاوزوا 40 عامًا أو لديهم تاريخ عائلي في أمراض العين.
التدخين يُضاعف من خطر الإصابة بالضمور البقعي ويسرّع تأثير أي مادة ضارة مثل الأكريلاميد.
أكدت بعض الجهات الطبية أن تناول كميات كبيرة من الأكريلاميد على مدى زمني طويل قد يؤدي إلى تأثيرات صحية تراكمية، من ضمنها التأثير على العين. وعلى الرغم من أن الدراسات ما زالت جارية لتأكيد العلاقة المباشرة بين القهوة سريعة التحضير والضمور البقعي، إلا أن النتائج الأولية كافية لرفع درجة الحذر.
نعم، يمكن الاستمتاع بالقهوة بدون أن تتعرض لمواد ضارة من خلال:
استخدام حبوب قهوة عضوية قليلة التحميص
تحضير القهوة بطريقة "الفرنش برس" أو "القهوة التركية"
تجنب القهوة المعلبة أو الفورية بنكهة مضافة أو سكر مكرر
إن كنت من محبي القهوة، فلا داعي للتوقف، ولكن كن أكثر وعيًا في اختيار النوع، الكمية، وطريقة التحضير. فالعين نعمة لا تُقدّر بثمن، والحفاظ عليها يبدأ من قرارات بسيطة مثل اختيار مشروبك اليومي.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt