سلّطت دراسة طبية حديثة الضوء على الخطر المتزايد المرتبط بجرثومة المعدة، محذّرة من احتمال تسببها في ملايين الإصابات بالسرطان خلال السنوات المقبلة إذا لم يتم التعامل معها بوعي طبي وجماهيري. الدراسة توقعت أن تتسبب هذه البكتيريا الشائعة في أكثر من 12 مليون إصابة بالسرطان على مستوى العالم في المستقبل، ما يجعلها من أخطر العوامل المسببة للأورام المرتبطة بالجهاز الهضمي.
جرثومة المعدة، أو "هيليكوباكتر بيلوري"، هي نوع من البكتيريا التي تعيش داخل جدار المعدة وتنتقل غالبًا من خلال الطعام أو المياه الملوثة. لا يشعر بعض المصابين بها بأي أعراض، لكنها قد تُحدث التهابات مزمنة وتقرحات، ومع مرور الوقت قد تتسبب في تغيرات خلوية تؤدي إلى السرطان.
الخطورة في جرثومة المعدة تكمن في قدرتها على:
العيش لفترات طويلة داخل جدار المعدة دون أن يتم اكتشافها
إحداث التهابات مزمنة تضعف بطانة المعدة
التأثير على الخلايا بشكل يسبب تحوّلات غير طبيعية تمهّد لظهور السرطان
ومع الإهمال في العلاج أو تأخر التشخيص، تتضاعف احتمالات تطور الإصابة إلى حالات أورام خبيثة، أبرزها سرطان المعدة.
الدراسة توقعت أن:
تتسبب جرثومة المعدة في أكثر من 12 مليون إصابة بالسرطان عالميًا في العقود القادمة
يكون غالبية الحالات في الدول النامية بسبب نقص التوعية وسوء الظروف الصحية
تتراجع أعداد المصابين في الدول التي تعتمد على برامج كشف مبكر وفحوصات دورية
حتى مع شيوع الإصابة بهذه الجرثومة، إلا أن بعض الأعراض قد تشير إلى خطر محتمل:
ألم مزمن في المعدة
غثيان متكرر أو فقدان شهية
فقدان غير مبرر في الوزن
وجود دم في القيء أو البراز
إرهاق عام مصحوب بمشكلات هضمية مستمرة
هذه الأعراض تستدعي فحصًا طبيًا دقيقًا للكشف عن وجود الجرثومة واتخاذ اللازم قبل تطور الحالة.
لخفض خطر الإصابة أو المضاعفات الناتجة عن جرثومة المعدة، ينصح باتباع الإجراءات التالية:
غسل اليدين جيدًا قبل الطعام وبعد استخدام الحمام
شرب المياه من مصادر مضمونة
تجنب تناول الأطعمة غير المطهية جيدًا
استخدام أدوات طعام شخصية وعدم مشاركتها
إجراء فحص دوري عند ظهور أي أعراض متكررة في الجهاز الهضمي
أحد أخطر جوانب جرثومة المعدة هو أنها تتطور ببطء، وقد تظل لسنوات دون أن يلاحظها الشخص. لذلك:
الكشف المبكر يمنع تطورها لمضاعفات خطيرة
تحليل البراز أو اختبار التنفس يكشف عنها بدقة
المنظار قد يُستخدم في الحالات المتقدمة أو ذات الأعراض المزمنة
نعم، العلاج المناسب تحت إشراف الطبيب يؤدي إلى القضاء على الجرثومة تمامًا في معظم الحالات. يشمل العلاج غالبًا:
مضادين حيويين للتخلص من البكتيريا
مثبط لمضخة البروتون لتقليل أحماض المعدة
الاستمرار على الدواء لمدة 10–14 يومًا حسب الخطة الطبية
لكن التوقف عن العلاج مبكرًا أو الاعتماد على وصفات غير دقيقة يؤدي إلى مقاومة العلاج وعودة الإصابة مجددًا.
التهاب المعدة المزمن الناتج عن الجرثومة قد يؤدي إلى:
ضمور في بطانة المعدة
تغييرات في تركيب الخلايا
الإصابة بحالات ما قبل سرطانية
وأخيرًا: تطور إلى أورام خبيثة في حال الإهمال
الدراسة الجديدة تؤكد أن السيطرة على الجرثومة تمثل خطوة أساسية في الحد من معدلات الإصابة بسرطان المعدة مستقبلًا.
جرثومة المعدة لم تعد مجرد سبب للحموضة أو آلام بسيطة، بل باتت تهديدًا عالميًا يتطلب وعيًا صحيًا شاملًا. ومع توقعات بارتفاع عدد الإصابات بالسرطان المرتبطة بها، يصبح الكشف المبكر والوقاية والتعامل الطبي السليم ضرورة لا غنى عنها لحماية الأفراد والمجتمعات من خطر صامت يتسلل إلى المعدة ويهدد الحياة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt