لو بتحب الشاي.. تناوله بهذه الطريقة للحفاظ على صحة قلبك
الشاي هو المشروب الأكثر شعبية في العالم بعد الماء، ويحظى بمكانة خاصة في قلوب المصريين. سواء كنت من عشاق الشاي السادة، أو تحب الشاي بالحليب، أو تفضله بعد الغداء أو على الإفطار، فإن كوب الشاي يمثل لحظة استرخاء يومية لا يمكن الاستغناء عنها. لكن السؤال الأهم هنا: هل تناول الشاي مفيد لصحة القلب؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فما هي الطريقة الصحية لتناوله؟
مع زيادة الوعي بأمراض القلب، أصبح من الضروري إعادة النظر في العادات الغذائية اليومية، بما في ذلك مشروباتنا المفضلة. ورغم الفوائد المتعددة التي يقدمها الشاي، فإن طريقة تحضيره ووقت تناوله والمكونات المضافة له قد تجعل منه صديقًا للقلب أو عبئًا عليه.
في هذا المقال نأخذك في جولة داخل كوب الشاي الخاص بك، لنوضح كيف يمكن أن يكون هذا المشروب البسيط وسيلة لتعزيز صحة القلب، متى يكون ضارًا، وما هي الطريقة المثالية لتناوله دون أن ينعكس سلبًا على صحتك.
الشاي، وخاصة الشاي الأسود والأخضر، يحتوي على مركبات طبيعية تسمى "الفلافونويدات"، وهي مواد مضادة للأكسدة تساعد على تحسين صحة الأوعية الدموية، وتقليل الالتهابات، والحد من تراكم الكوليسترول الضار في الشرايين. وتُظهر الدراسات أن تناول الشاي باعتدال قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، والسكتات الدماغية، وارتفاع ضغط الدم.
كما أن الشاي يساعد على تحسين تدفق الدم، وتقليل الإجهاد التأكسدي، وهما عاملان مهمان للحفاظ على كفاءة القلب والأوعية الدموية.
رغم هذه الفوائد، فإن الشاي قد يكون ضارًا إذا تم تناوله بطريقة غير صحية. فالإفراط في تناول الشاي، أو تحضيره بطرق غير مناسبة، قد يؤدي إلى نتائج عكسية تمامًا. من أبرز العوامل التي تحول الشاي من مشروب صحي إلى مشروب ضار:
الإفراط في تناوله: شرب كميات كبيرة من الشاي يوميًا (أكثر من 4 أو 5 أكواب) قد يؤدي إلى تسارع ضربات القلب، وزيادة ضغط الدم، نتيجة احتوائه على الكافيين.
إضافة السكر بكثرة: بعض الأشخاص يفضلون الشاي محلى بشدة، وهو ما يرفع من خطر الإصابة بالسمنة والسكري وارتفاع الكوليسترول، وجميعها عوامل تهدد القلب.
تناوله مباشرة بعد الأكل: هذه العادة قد تؤثر على امتصاص الحديد وبعض العناصر الهامة للجسم، ما ينعكس سلبًا على الصحة العامة، ويزيد من خطر الأنيميا التي تؤثر بدورها على كفاءة القلب.
استخدام مبيضات صناعية أو إضافات غير طبيعية: بعض الإضافات المستخدمة في تحضير الشاي مثل الكريمة الجاهزة أو النكهات الصناعية قد تحتوي على دهون مهدرجة تؤثر على الشرايين.
إذا كنت من محبي الشاي، فلا داعي للاستغناء عنه، فقط عليك اتباع بعض الإرشادات البسيطة لجعله صديقًا لقلبك:
الطريقة الأولى للحفاظ على صحة القلب هي تقليل السكر. إذا استطعت التعود على الشاي السادة، فهذا هو الأفضل. أما إذا كنت لا تستغني عن التحلية، فاستخدم ملعقة صغيرة واحدة فقط أو استبدل السكر بالعسل بكميات معتدلة.
الشاي الطبيعي سواء الأسود أو الأخضر يحتوي على أكبر قدر من الفلافونويدات المفيدة. تجنب أنواع الشاي المعلبة أو ذات النكهات الصناعية، فهي تحتوي غالبًا على مواد حافظة وسكريات عالية.
يفضل ترك فاصل زمني لا يقل عن ساعة بعد تناول الطعام قبل شرب الشاي. هذه الخطوة تحميك من مشكلات سوء امتصاص الحديد وتقلل الضغط على الجهاز الهضمي.
الشاي بالحليب من العادات الشهيرة، لكن يفضل استخدام الحليب قليل الدسم أو الخالي منه، لتقليل نسبة الدهون المشبعة التي قد تؤثر على القلب.
كوبان إلى ثلاثة أكواب من الشاي يوميًا كافية لتحقيق الفوائد الصحية دون إضرار. تجاوز هذا العدد قد يعرضك للقلق، وارتفاع الضغط، واضطرابات النوم، وكلها تؤثر بشكل غير مباشر على صحة القلب.
الشاي الأخضر يتميز بتركيز أعلى من مضادات الأكسدة مقارنة بالشاي الأسود، وقد أظهرت بعض الدراسات أن الشاي الأخضر يساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار، ويقلل من خطر انسداد الشرايين. لذلك يعتبر خيارًا ممتازًا لمن يرغب في تعزيز صحة القلب، خاصة عند تناوله بدون سكر.
لكن في المقابل، لا يجب الإفراط في تناوله، لأن الكافيين لا يزال موجودًا فيه، وإن كان بكمية أقل من الشاي الأسود.
رغم الفوائد، هناك بعض الأشخاص الذين يجب أن يكونوا أكثر حذرًا عند تناول الشاي:
مرضى القلب الذين يعانون من اضطرابات في نبضات القلب: لأن الكافيين قد يسبب تسارع ضربات القلب.
مرضى ضغط الدم المرتفع غير المنتظم: الكافيين قد يرفع الضغط مؤقتًا، ما يتطلب مراقبة دقيقة.
النساء الحوامل: يجب ألا يزيد الاستهلاك اليومي من الكافيين عن الحد الموصى به (200 ملليجرام يوميًا)، لأن الشاي يُسهم في الكمية الإجمالية.
الأشخاص المصابون بالأنيميا: يجب شرب الشاي بعيدًا عن وجبات الطعام.
يلجأ البعض إلى شرب أنواع من الشاي بالأعشاب مثل شاي النعناع، واليانسون، والكركديه. هذه المشروبات تُعد بدائل جيدة للشاي العادي خاصة لمن يريد تقليل الكافيين. الكركديه مثلاً يساعد في خفض ضغط الدم، لكن يجب استشارة الطبيب قبل تناوله إذا كنت تتناول أدوية للضغط أو القلب.
أما النعناع واليانسون، فهما مهدئان للجهاز الهضمي، ويمكن تناولهما باعتدال ضمن النظام الغذائي اليومي.
الشاي ليس مجرد مشروب عادي، بل هو عنصر من عناصر الثقافة والراحة اليومية. ورغم ما له من فوائد، فإن الإفراط أو طريقة التحضير الخاطئة قد تحوله إلى عامل ضغط على القلب بدلاً من حمايته.
اجعل من كوب الشاي وسيلة لدعم قلبك، لا عبئًا عليه. تناول الشاي الطبيعي، وقلل السكر، واحرص على أن يكون في الوقت المناسب، واعتدال الكمية. عندها فقط، سيكون الشاي مشروبًا صحيًا، يمنحك الدفء والطاقة، ويحمي قلبك في آن واحد.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt