شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد 15 يونيو 2025 حالة جديدة من التحرك، وسط استمرار التغيرات التي يشهدها السوق المحلي بالتوازي مع التطورات العالمية في أسواق المعادن. وتأتي هذه التحركات في ظل تقلبات أسعار الدولار، وحالة الترقب لدى المستثمرين والبورصات العالمية قبيل قرارات اقتصادية كبرى متوقعة خلال الأسبوع الجاري.
ويرتبط سعر الذهب في مصر بعدة عوامل رئيسية، أهمها سعر الأوقية عالميًا، وسعر صرف الدولار أمام الجنيه، إلى جانب عوامل العرض والطلب المحلي. وتنعكس كل هذه المؤثرات مجتمعة على حركة الأسعار اليومية في أسواق الذهب بمحافظات الجمهورية.
يُعد عيار 21 هو الأكثر تداولًا وشعبية في مصر، وارتفعت أسعاره بشكل ملحوظ صباح اليوم الأحد، مسجلًا زيادة جديدة مقارنة بتعاملات الأمس. ويعود هذا الصعود إلى ارتفاع السعر العالمي للأوقية في بداية تداولات الأسبوع، مع زيادة الطلب محليًا قبل عيد الأضحى.
ويتزامن هذا الارتفاع مع تراجع المعروض في بعض الورش ومحال الذهب، مما زاد من وتيرة الزيادة. ويلاحظ المتابعون أن سعر الذهب يتغير أكثر من مرة في اليوم، بفعل التحديثات المتتالية من الأسواق.
رغم أن الأسعار تختلف من محل لآخر، إلا أن هناك متوسطات استرشادية توضح مستوى السعر العام في الأسواق:
عيار 24: يُسجل أعلى سعر في السوق باعتباره الذهب الأكثر نقاءً، ويُستخدم غالبًا في السبائك.
عيار 21: العيار الأكثر تداولًا في مصر ويُستخدم في المشغولات الذهبية التقليدية.
عيار 18: يُفضله البعض لأسعاره الأقل ومظهره الجمالي المناسب للزينة.
عيار 14: أقل في الجودة والسعر، لكنه مستخدم في بعض المشغولات البسيطة أو ذات التصاميم الحديثة.
وتُضاف إلى الأسعار الرسمية “المصنعية”، والتي تختلف من تاجر لآخر، وتتراوح عادة بين 60 و200 جنيه للجرام حسب نوع المشغولات والمكان.
تعتمد الأسعار في المحافظات على مدى الإقبال على الشراء والبيع، وكذلك تكاليف النقل والخدمة، وهو ما يؤدي إلى تفاوتات طفيفة في الأسعار من مكان لآخر. ففي القاهرة والجيزة، تكون الأسعار غالبًا مطابقة للمؤشرات الرسمية، بينما قد تختلف قليلًا في الأقاليم.
كما أن بعض المناطق السياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ قد تشهد أسعارًا أعلى بفارق 5 إلى 10 جنيهات للجرام بسبب طبيعة السوق السياحي.
تأثرت أسعار الذهب المحلية اليوم بتحرك طفيف في سعر الأوقية عالميًا، والذي ارتفع خلال الساعات الأولى من افتتاح الأسواق، بعدما أظهرت مؤشرات التضخم الأمريكية علامات التباطؤ، مما أعطى دفعة للمعدن الأصفر كملاذ آمن.
ويُعد الذهب أداة تحوط فعالة ضد التضخم والأزمات المالية، لذلك فإن أي توتر سياسي أو اقتصادي عالمي غالبًا ما يدفع المستثمرين لزيادة الإقبال عليه.
كما أن بعض الورش الصغيرة تغلق أبوابها مؤقتًا بسبب صعوبة توفير الخامات، وهو ما يضغط على السوق ويؤثر في حركة البيع والشراء.
في ظل هذه الظروف المتقلبة، ينصح خبراء الاقتصاد المواطنين باتباع عدة نصائح قبل اتخاذ قرار الشراء أو البيع:
تابع السعر أكثر من مرة يوميًا: فالذهب يتغير أكثر من مرة خلال اليوم.
اسأل عن سعر المصنعية بوضوح: لأنها قد تؤثر بشكل كبير على السعر النهائي.
اشتر من أماكن موثوقة: لضمان الحصول على الفاتورة وختم الدمغة.
لا تتسرع في الشراء أو البيع: انتظر استقرار السوق ولو نسبيًا.
استفسر عن سعر الشراء في حالة إعادة البيع لاحقًا: خاصة إذا كنت تشتري بغرض الاستثمار.
يرى محللون أن الذهب لا يزال ملاذًا آمنًا خاصة في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية، لكنهم ينصحون بأن يكون الشراء بهدف الادخار على المدى الطويل وليس المضاربة اليومية.
وينبهون إلى أن أفضل شكل للاستثمار هو السبائك أو الجنيهات الذهب، حيث تكون المصنعية فيها أقل، كما أن بيعها لاحقًا أسهل وأسرع من المشغولات التقليدية.
تشير التوقعات إلى أن الذهب سيظل في حالة من التذبذب خلال الأيام القادمة، ما بين الصعود والهبوط، لكنه في المجمل يتخذ منحنى تصاعديًا على المدى البعيد، خاصة إذا استمرت أسعار الدولار في الارتفاع أو ظلت الأزمات الجيوسياسية العالمية مستمرة.
وتشير التوقعات المحلية إلى احتمال تسجيل عيار 21 مستويات جديدة أعلى من 3200 جنيه للجرام خلال فترة الصيف، إذا استمر الوضع العالمي بنفس الوتيرة الحالية من التوتر والانكماش الاقتصادي.
في النهاية، الذهب يظل وسيلة حماية اقتصادية في ظل الظروف المتقلبة، شرط أن يُستخدم بالشكل الصحيح، سواء للادخار أو للمناسبات الاجتماعية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt