جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي تأكيده على ضرورة تجديد الخطاب الديني بما يتواكب مع تطورات العصر، ويُعالج القضايا المعاصرة التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية.
مشددًا على أن هذه المهمة الجليلة لا يُمكن أن يقوم بها إلا دعاة وعلماء يتسمون بالأمانة والوعي، ليس فقط تجاه الدين، بل أيضًا تجاه الوطن.
وجاءت تصريحات الرئيس خلال كلمته في إحدى الفعاليات الرسمية التي تناولت قضايا الشأن الديني، حيث تحدث بوضوح عن رؤيته لمستقبل الخطاب الديني ودور المؤسسات الدينية في بناء الوعي الصحيح ومحاربة الأفكار المتطرفة.
أكد الرئيس السيسي أن مسألة تجديد الخطاب الديني ليست موضوعًا للجدل أو النقاش العقيم، بل هي ضرورة حتمية لحماية المجتمع من الجمود الفكري والانغلاق، مشيرًا إلى أن:
الدين الإسلامي دين صالح لكل زمان ومكان، لكن طريقة تقديمه تحتاج إلى مواكبة متغيرات الحياة.
الجمود على مفاهيم قديمة دون فهم صحيح للواقع يؤدي إلى إساءة استخدام النصوص الدينية.
التطرف والإرهاب يستغلان الثغرات الناتجة عن غياب الخطاب المستنير.
شدد الرئيس السيسي على أن عملية التجديد لا يُمكن أن تخرج إلا من خلال دعاة وعلماء يتحلون بالأمانة، موضحًا أن:
الداعية الأمين هو من يُقدم الدين في صورته الصحيحة، بعيدًا عن التشدد أو التفريط.
يجب أن يكون الداعية على دراية تامة بقضايا العصر والتحديات التي تواجه الشباب والمجتمع.
الأمانة تقتضي تقديم خطاب يُعزز الانتماء للوطن، ويُرسخ قيم المواطنة والتعايش.
لا مكان في ساحة الدعوة لمن يُحرض على الكراهية أو يُوظف الدين لتحقيق أهداف سياسية.
وأشار الرئيس إلى أن مصر تمتلك مؤسسات دينية عريقة مثل الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، قادرة على قيادة هذا التجديد إذا توافرت النية الصادقة والعمل الجاد.
أكد الرئيس السيسي على أهمية تفعيل دور المؤسسات الدينية الرسمية، مشيرًا إلى أن:
الأزهر الشريف يُعد منارة العلم الوسطي، ويقع على عاتقه مسؤولية كبرى في نشر الفكر المستنير.
وزارة الأوقاف مطالبة بتأهيل الأئمة والدعاة ليكونوا على قدر هذه المسؤولية.
ضرورة تطوير مناهج التعليم الديني لتخريج جيل من العلماء القادرين على التعامل مع قضايا العصر.
الاستفادة من وسائل الإعلام والمنصات الرقمية لنشر الخطاب الديني المعتدل ومواجهة الأفكار المغلوطة.
أوضح الرئيس أن معركة مصر مع الإرهاب والتطرف لم تكن فقط معركة عسكرية أو أمنية، بل كانت معركة فكرية في الأساس، وأن تجديد الخطاب الديني هو السلاح الأقوى في هذه المواجهة.
وأضاف أن:
الجماعات المتطرفة تستند إلى تفسيرات خاطئة للنصوص الدينية لخداع الشباب.
التصدي لهذا الفكر لا يكون إلا بخطاب ديني عقلاني يُخاطب العقول قبل العواطف.
يجب كشف زيف هذه الجماعات وتوضيح الفرق بين الدين الحقيقي وما يُروجون له.
وجه الرئيس السيسي رسالة للمسؤولين والعلماء والدعاة قائلاً:
"لا تلتفتوا لدعاة التشكيك أو من يُحاولون عرقلة مسيرة التجديد.. استمروا في أداء دوركم لأنكم تحمون الدين والوطن معًا."
وأكد أن هناك من يُحاول دائمًا إثارة الجدل حول فكرة التجديد لتثبيط الهمم، لكن الدولة المصرية ماضية في هذا الطريق إيمانًا منها بأهمية بناء الوعي الصحيح.
ربط الرئيس السيسي بين تجديد الخطاب الديني وبين مشروع بناء الإنسان المصري، مشيرًا إلى أن:
الخطاب الديني جزء لا يتجزأ من تكوين شخصية المواطن المصري المتسامح والمعتدل.
الفكر المتوازن يُعزز قيم العمل والإنتاج والانتماء.
لا يمكن تحقيق نهضة حقيقية دون إصلاح الفكر والثقافة، وعلى رأسها الخطاب الديني.
مصر بحاجة إلى شباب واعٍ يُدرك صحيح الدين بعيدًا عن الغلو أو الانحلال.
اختتم الرئيس السيسي حديثه بالتأكيد على أن الدولة ستُقدم كل الدعم للمؤسسات الدينية من أجل إنجاح هذا الملف، مطالبًا بتضافر الجهود بين:
العلماء والدعاة.
المفكرين والمثقفين.
وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأسرة والمدرسة.
وأكد أن الجميع مسؤول عن تقديم الصورة الصحيحة للدين الإسلامي الوسطي الذي يدعو للسلام والتعايش واحترام الآخر.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt