أثارت الفنانة شيرين عبدالوهاب حالة من الجدل خلال الأيام الماضية، عقب مشاركتها في حفل مهرجان «موازين» الدولي بالمغرب، وذلك بعد ظهورها على المسرح بطريقة غير معتادة أثارت تساؤلات عديدة حول حالتها الصحية والفنية. ومع تصاعد التكهنات، خرج طبيبها الخاص ليوضح حقيقة ما جرى، كاشفًا عن تفاصيل طبية مفاجئة ساهمت في تفسير تصرفات الفنانة خلال الحفل.
بحسب ما أكده الدكتور نبيل عبد المقصود، طبيب شيرين عبدالوهاب، فإن الفنانة تعرضت لوعكة صحية شديدة في يوم الحفل، حيث أُصيبت بحالة من الإجهاد الشديد المصحوب بآلام في المعدة، ما اضطر الفريق الطبي إلى إعطائها أدوية طبية قبل صعودها إلى المسرح.
وأوضح الطبيب أن هذه الحالة لم تكن متوقعة، حيث كانت شيرين تتمتع بصحة جيدة قبل السفر إلى المغرب بيومين، وكانت متحمسة جدًا للمشاركة في المهرجان، إلا أن الأزمة الصحية التي مرت بها يوم الحفل كانت مفاجئة وأثرت على أدائها.
رغم النصائح الطبية التي طالبتها بالراحة والاعتذار عن الحفل، أصرت شيرين على الصعود إلى المسرح وأداء الفقرة الغنائية احترامًا للجمهور الذي حضر خصيصًا لمشاهدتها، وهو ما عبّر عنه الطبيب قائلاً: "شيرين رفضت الاعتذار رغم حالتها الصعبة، لأنها تحترم جمهورها وتعلم مدى انتظارهم لها".
شهد الحفل استخدامًا جزئيًا لتقنية «البلاي باك» في بداية الفقرة الغنائية، وهو ما أثار تعليقات سلبية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أن شيرين لم تؤدّ الحفل بصوتها الحقيقي، وهو ما دفع طبيبها للتوضيح أن ذلك كان نتيجة للدواء الذي تناولته وتأثيره على جهازها التنفسي في أولى دقائق الحفل.
وأشار إلى أنها عادت للغناء بصوتها الحقيقي بعد استقرار حالتها جزئيًا، وأكملت الحفل كاملًا بأداء مباشر «لايف» امتد لما يزيد عن ساعتين.
قائد الفرقة الموسيقية المرافقة لشيرين، أكد في تصريحات لاحقة أن الفنانة أدّت ما يقارب 23 أغنية على المسرح بشكل مباشر، وأن الجمهور تفاعل بشكل كبير مع الفقرة رغم بدايتها الباهتة، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي في ضعف البداية كان صحيًا بحتًا وليس تقنيًا أو فنيًا.
ورغم التوضيحات الطبية، لم تسلم شيرين من الانتقادات، حيث أطلق عدد من المتابعين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي طالبوا خلالها بضرورة تحمّل الفنان مسؤولية أدائه، خاصة في الحفلات الدولية التي تمثل فيها مصر أمام جمهور عالمي.
لكن في المقابل، دافع عنها عدد كبير من جمهورها الذين رأوا في صعودها إلى المسرح رغم مرضها تصرفًا إنسانيًا وفنيًا كبيرًا يستحق التقدير، وليس الهجوم.
ومن جانبه، أصدر المستشار ياسر قنطوش، محامي الفنانة شيرين، بيانًا صحفيًا أكد فيه أن موكلته تعرضت لهجوم غير مبرر رغم الظروف الصحية الطارئة، وأوضح أن الفريق القانوني سيتخذ الإجراءات اللازمة ضد بعض من أساءوا إليها وحرّفوا وقائع الحفل.
وأكد أن شيرين لم تتقاضَ أي مستحقات غير قانونية، وأن كل ما حدث كان نتيجة ظروف صحية خارجة عن الإرادة.
ورغم كل الضجة المثارة، لم تخرج شيرين بأي تعليق رسمي حتى الآن، وهو ما دفع جمهورها إلى إطلاق هاشتاج لدعمها عبر منصات التواصل، طالبوا فيه بعدم الضغط عليها نفسيًا، لا سيما وأنها تمر بمرحلة علاج نفسي واستقرار صحي.
بحسب ما أكده الطبيب، فإن الفنانة ستستأنف نشاطها الفني قريبًا بعد فترة قصيرة من الراحة، مشيرًا إلى أن الأزمة الصحية كانت عابرة، لكنها تزامنت بشكل مؤسف مع حفل عالمي كبير، ما جعل صداها مضاعفًا.
عدد من زملاء شيرين في الوسط الفني عبّروا عن دعمهم لها، وعلى رأسهم الفنانة أصالة التي نشرت رسالة عبر «إنستجرام» قالت فيها: "شيرين ست الدنيا، فنانة عظيمة، ودايمًا بتكبر في عيوننا كل ما تتحدى أي ظروف".
كما أعرب الفنان هاني شاكر عن تمنياته لها بالشفاء العاجل، مؤكدًا أنها واحدة من أهم الأصوات النسائية في الوطن العربي.
تكشف هذه الواقعة عن أهمية الدعم النفسي للفنان، وضرورة تفهّم الجمهور للظروف الخارجة عن الإرادة. فالأداء الفني ليس مجرد صوت، بل مشاعر وحالة نفسية وجسدية متكاملة، وعندما تختل هذه المعادلة لأي سبب، يجب أن يكون هناك مساحة للتقدير والتسامح.
ما حدث مع شيرين عبدالوهاب في حفل موازين هو انعكاس لحالة إنسانية خالصة، اجتمعت فيها الرغبة في الوفاء بالالتزام مع ظرف صحي طارئ، فكان الأداء متأثرًا ولكن العزيمة حاضرة. وبين الانتقادات والدعم، تبقى الحقيقة أن شيرين فنانة تتحدى الظروف، وجمهورها يدرك أنها مهما تعثرت، ستعود لتُطربهم كما كانت دائمًا.
إذا كان الفن مرآة للحياة، فإن شيرين قدّمت على المسرح لوحة صادقة… فيها الألم، وفيها الإرادة، وفيها صوت لا يموت.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt