في ظل التطور الكبير في مجال الطب التجميلي، ظهر ما يُعرف بالتقشير الكيميائي كوسيلة لعلاج مشاكل البشرة، مثل آثار الحروق، والتصبغات، وحب الشباب، والتجاعيد المبكرة. ومع إقبال الكثير من النساء والرجال على هذا الإجراء، يثور التساؤل حول مشروعيته من الناحية الشرعية، وهل يُعد من باب التجميل المباح أم هو من تغيير خلق الله؟
في هذا المقال، نعرض بالتفصيل حكم التقشير الكيميائي للوجه والكفين إذا كان بغرض العلاج، مع توضيح ضوابط ذلك في ضوء آراء الفقهاء.
التقشير الكيميائي هو إجراء تجميلي طبي يعتمد على استخدام مواد كيميائية توضع على الجلد لإزالة الطبقات التالفة أو الميتة من البشرة، ما يؤدي إلى تجديد الخلايا وتحسين المظهر العام.
وينقسم التقشير عادة إلى 3 أنواع:
تقشير سطحي: يعالج الطبقة العليا من البشرة.
تقشير متوسط: يصل إلى الطبقات الأعمق من الجلد.
تقشير عميق: يستخدم لعلاج الندبات والتجاعيد الشديدة.
كثير من الأشخاص يلجؤون للتقشير الكيميائي لأسباب علاجية أو تجميلية، منها:
إزالة آثار حب الشباب.
تفتيح التصبغات الجلدية.
التخلص من الكلف والنمش الشديد.
معالجة آثار الحروق أو الجروح القديمة.
تحسين نضارة البشرة وتقليل التجاعيد.
من حيث الأصل، الإسلام لا يمنع التداوي، بل يحث عليه، فقد قال النبي ﷺ: "تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء".
وبالتالي، فكل علاج يهدف إلى إزالة ضرر أو إصلاح خلل، ولا يتضمن محرمات شرعية، فهو مباح بل قد يكون مطلوبًا شرعًا.
لكن العلماء وضحوا أن:
التغيير المحرم هو ما يكون دائمًا بهدف التحسين دون وجود حاجة.
أما العلاج أو إزالة تشوه أو مرض جلدي فلا يدخل في باب التغيير المذموم.
وبالتالي، إذا كان الغرض من التقشير هو علاج تصبغات أو آثار مرضية، فلا حرج شرعي فيه.
أكدت في أكثر من فتوى أن التقشير الكيميائي جائز شرعًا إذا كان:
بهدف العلاج أو إزالة أثر واضح أو تشوه ظاهر.
لا يؤدي إلى كشف ما يجب ستره أمام غير المحارم.
لا يترتب عليه ضرر جسدي مؤكد.
ذكرت أن إزالة العيوب الظاهرة مثل التشوهات الناتجة عن مرض أو حادث، مباح ولا يدخل في باب تغيير الخلقة.
آثار الحروق والندبات.
التصبغات المرضية الناتجة عن خلل جلدي.
علاج آثار العمليات الجراحية أو الأمراض الجلدية.
التقشير فقط لتفتيح البشرة أو تغيير لون الجلد.
المبالغة في الإجراءات التجميلية من غير حاجة.
النية هنا فارقة، فلو كانت النية العلاج والتداوي، فالحكم مختلف عن نية الزينة البحتة.
لكي يكون التقشير الكيميائي جائزًا، يشترط:
وجود داعٍ طبي واضح أو مشكلة جلدية تؤثر على المظهر أو تسبب الحرج.
عدم استخدام مواد محرمة أو ضارة تؤثر سلبًا على الصحة.
أن يتم تحت إشراف طبي متخصص لضمان السلامة.
ألا يُكشف العورة أمام غير محارم، خاصة في حالة النساء.
عدم التباهي أو التفاخر بالنتيجة، لأن الإسلام يحث على التواضع.
الكفين ليسا من العورات، واستخدام التقشير لهما إن كان بهدف علاج بقع جلدية أو جفاف أو تغير لوني مزعج، لا مانع شرعي منه.
لكن إن كان فقط للزينة أو للتبييض المبالغ فيه، فالأولى تركه لعدم وجود حاجة شرعية.
لو تم التقشير بطريقة لا تمنع وصول الماء للبشرة، فالوضوء والغسل صحيحان.
لكن لو وضع الطبيب طبقة عازلة على البشرة، يجب إزالتها قبل الطهارة.
بعد التقشير، يُفضل عدم تعريض الجلد للماء الساخن أو الشديد لفترة.
استشيري طبيب جلدية موثوق للتأكد من مناسبة الحالة.
لا تقومي بالتقشير من تلقاء نفسك أو عبر وصفات مجهولة.
تأكدي من المواد المستخدمة وأنها لا تسبب تحسس أو ضرر دائم.
اختاري مراكز معتمدة وآمنة.
مع تطور الطب التجميلي، هناك بدائل آمنة ومتوافقة مع الشرع مثل:
التقشير بالأعشاب الطبيعية.
الليزر التجميلي لإزالة البقع.
الكريمات الموضعية الطبية.
وبالتالي يمكن دائمًا اختيار الأسلم والأنسب بما لا يضر الجسم أو يخالف الشرع.
يكون مباحًا شرعًا إذا:
كانت النية التداوي أو إزالة ضرر.
لم يتضمن كشف للعورة أو أذى للجسم.
تم بإشراف طبيب مختص.
لم يكن فيه مبالغة أو تغيير للون الجلد الطبيعي لمجرد التجميل.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt