في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الأسر في حماية أطفالهم، يصبح من الضروري تمكين الأمهات من فهم كيفية التعامل مع محاولات الاعتداء الجنسي التي قد يتعرض لها الأطفال. الوعي والاحتواء هما المفتاحان الأساسيان لمساعدة الطفل على البوح بما قد يتعرض له.
قبل أن نطلب من الطفل أن يبوح، علينا أن نفهم لماذا يصمت. الصمت لا يعني السلامة، بل قد يكون إنذارًا صامتًا يتطلب قراءة ذكية من الأهل.
يخشى بعض الأطفال أن يقع عليهم اللوم بسبب ما حدث.
الطفل لا يدرك أحيانًا أن ما حدث كان اعتداءً من الأساس.
كثير من المعتدين يستخدمون التهديد أو التلاعب العاطفي لإسكات الطفل.
يشعر الطفل أن ما حدث أمر “عيب” أو مُخجل ولا يجب الحديث عنه.
إذا كان الطفل غير معتاد على مشاركة مشاعره، فسيصعب عليه البوح في المواقف الحساسة.
لكي يتحدث الطفل، يجب أن يشعر بالأمان أولًا. وهذه بعض الخطوات العملية:
لا تظهري الصدمة أو الغضب، حتى لا يشعر بالخوف.
اجلسي على مستواه البصري، واحتضنيه إن شعر بالخوف.
لا تسأليه "هل فعل معك كذا؟"، بل اسألي "ماذا حدث بعد ذلك؟"
امدحي شجاعته في الحديث، وأخبريه أنه لم يخطئ وأنه قام بالتصرف الصحيح.
أوضحي له أن أي شيء يقوله لن يجلب عليه أي عقوبة.
أحيانًا، لا يقول الطفل شيئًا، لكن لغة جسده وسلوكياته تحمل إشارات واضحة، منها:
مثل الأرق أو الكوابيس المتكررة.
قد يرفض الطفل البقاء مع شخص معين دون سبب واضح.
مثل التبول اللاإرادي أو مص الإبهام بعد أن يكون قد توقف عن ذلك.الجزيرة نت
إذا أظهر الطفل معرفة بأمور جنسية لا تتناسب مع سنه.
زيادة أو نقصان ملحوظ في الشهية أو الوزن.
إذا لاحظتِ أيًا من العلامات السابقة، فاتبعي الخطوات التالية:
تأكدي من أن الطفل يشعر بالأمان في المنزل، وأنه يمكنه التحدث دون خوف.
استخدمي القصص أو الألعاب لفتح حوار غير مباشر حول الموضوع.
لا تضغطي على الطفل للحديث، بل امنحيه الوقت والثقة.
إذا استمر الصمت، قد يكون من المفيد استشارة أخصائي نفسي للأطفال.
عندما يبوح الطفل، من المهم التعامل مع الموقف بحذر واحترافية:
حتى لو كان ما تسمعينه صادمًا، حاولي الحفاظ على هدوئك.
دوني ما يقوله الطفل بدقة، دون إضافة أو تعديل.
إذا كان المعتدي معروفًا، اتخذي الإجراءات القانونية لحماية الطفل.
قد يحتاج الطفل إلى دعم نفسي لمساعدته على تجاوز التجربة.
لتقليل فرص تعرض الطفل لمثل هذه المواقف:
حدثي الطفل عن خصوصية جسده وحقه في رفض أي لمسة غير مريحة.
علمي الطفل أن هناك حدودًا لا يجب لأحد تجاوزها، حتى لو كان قريبًا.
شجعي الطفل على التعبير عن مشاعره وآرائه بحرية.
كوني على دراية بالأشخاص الذين يتعامل معهم الطفل، وراقبي أي تغييرات في سلوكه.
حماية الطفل من الاعتداءات الجنسية تبدأ ببناء علاقة ثقة قوية بينه وبين والديه. من خلال الفهم، والاحتواء، والتواصل المفتوح، يمكن للأم أن تخلق بيئة يشعر فيها الطفل بالأمان للبوح بما قد يتعرض له. التوعية المستمرة، والمراقبة، والدعم النفسي، كلها أدوات تساعد في حماية الطفل وتمكينه من مواجهة أي مواقف غير آمنة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt