لسنوات طويلة، كان يُعتقد أن الاكتئاب مرض نفسي بحت لا علاقة له بالجهاز الدوري أو صحة القلب، لكن الدراسات الحديثة أثبتت أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الصحة النفسية وصحة القلب.
الأبحاث الطبية العالمية بدأت في التركيز على العلاقة بين الحالة المزاجية والمشكلات القلبية بعدما لاحظ الأطباء أن مرضى القلب يعانون بنسبة أكبر من الاكتئاب، وأن مرضى الاكتئاب معرضون أكثر للإصابة بأمراض القلب والشرايين.
هذا الترابط جعل المتخصصين يعتبرون الاكتئاب واحدًا من عوامل الخطر الصامتة التي قد تؤثر على صحة القلب دون أن يشعر المريض.
الاكتئاب ليس فقط شعورًا بالحزن أو فقدان الرغبة في الحياة، بل هو اضطراب يؤثر على الجسم بالكامل، ويؤدي إلى تغيّرات فسيولوجية وهرمونية تؤثر مباشرة على القلب، ومن أبرزها:
ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول المسؤول عن الاستجابة للضغط العصبي، ما يؤدي إلى رفع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب.
زيادة الالتهابات المزمنة داخل الجسم، وهو ما يؤدي إلى تضرر الأوعية الدموية.
تأثير سلبي على توازن الهرمونات التي تنظم وظائف القلب والشرايين.
اضطرابات النوم والشهية التي تؤثر على الوزن وضغط الدم والكوليسترول.
كل هذه العوامل مجتمعة تجعل الشخص الذي يعاني من الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة بالشخص السليم نفسيًا.
الإجابة نعم. هناك ما يعرف في الطب بـ"الدائرة المغلقة" بين الاكتئاب وأمراض القلب:
مريض القلب الذي يتعرض لعملية قلب مفتوح أو ذبحة صدرية يشعر أحيانًا باليأس أو العجز، ما قد يتسبب في الدخول بحالة اكتئاب.
هذه الحالة النفسية بدورها تؤثر على استجابته للعلاج، وقد تؤدي لتدهور حالته الصحية بسبب إهمال الأدوية أو عدم الالتزام بالنظام الغذائي.
في المقابل، يؤدي هذا التدهور لزيادة القلق والاكتئاب، فيدخل المريض في حلقة يصعب كسرها إلا بتدخل نفسي وطبي متكامل.
هناك علامات قد تشير إلى أن الاكتئاب بدأ ينعكس على صحتك القلبية:
استمرار الإحساس بالتعب والضعف دون سبب عضوي واضح.
اضطراب في ضربات القلب خاصة مع نوبات القلق أو الحزن.
صعوبة في النوم لعدة أيام متتالية، أو الإفراط في النوم.
فقدان الوزن أو زيادته بشكل ملحوظ في فترة قصيرة.
الشعور بألم أو ضغط في الصدر مرتبط بالحالة المزاجية وليس بالمجهود.
الاهتمام بالصحة النفسية لا يقل أهمية عن الاهتمام بالطعام والرياضة، خاصة لمرضى القلب أو من لديهم تاريخ عائلي بالأمراض القلبية.
الوقاية تبدأ بخطوة بسيطة: وعي حقيقي بأن القلب والعقل يعملان معًا لحماية الصحة العامة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt