مع اتساع العلاقات الاجتماعية وتكرار الزيارات بين الأهل والأصدقاء والمعارف، قد يصدر عن بعض أصحاب البيوت تصرفات تبدو بسيطة وعفوية لكنها في حقيقتها تخالف آداب الضيافة التي دعا إليها الدين الإسلامي. من هنا جاءت فتوى دار الإفتاء المصرية لتلفت الأنظار إلى سلوك قد يقع فيه البعض دون وعي، ويتسبب في أذى نفسي ومعنوي للضيف، مما قد يؤدي إلى قطع العلاقات الاجتماعية وتبديد مشاعر الود والاحترام بين الناس.
دار الإفتاء أكدت في بيان رسمي أن الحديث عن الضيف بما يسيء إليه، سواء أثناء وجوده في المنزل أو في غيابه، يعد تصرفًا مرفوضًا شرعًا وأخلاقيًا. هذا السلوك لا يتناسب مع تعاليم الإسلام التي تدعو إلى إكرام الضيف وإحسان استقباله والتعامل معه بما يليق من تقدير واحترام، بغض النظر عن الظروف الشخصية لصاحب البيت أو طبيعة العلاقة بين الطرفين.
حذرت دار الإفتاء بشكل مباشر من أن يُظهر صاحب البيت الضيق أو التذمر من وجود الضيف، سواء بالكلمات أو بالتلميحات، أو أن يتحدث عنه بطريقة تقلل من قيمته أو تحرجه، سواء كان ذلك أمامه أو في حضوره مع أشخاص آخرين.
وقد جاء هذا التوضيح ردًا على استفسارات وصلتها بشأن حكم الشكوى من الضيوف أو التلميح بعدم الرغبة في استمرار الزيارة، وهو ما يحدث في بعض البيوت للأسف تحت عناوين مثل "المصارحة" أو "الوضوح".
وهذا الإكرام لا يقتصر على تقديم الطعام والشراب، بل يشمل أيضًا الكلمة الطيبة، والابتسامة، وحسن المعاملة، وعدم إظهار الضيق أو الاستياء مهما كانت الظروف.
التلميح بكثرة الضيوف أو التعب من استقبالهم بطريقة تجعل الضيف يشعر بأنه عبء.
الحديث مع الأبناء أو الأسرة أمام الضيف بطريقة تدل على ضيق صاحب البيت.
الشكوى من التكاليف أو المصاريف المرتبطة بالزيارة أثناء وجود الضيف.
إظهار الملل أو الانشغال المتعمد لإجبار الضيف على المغادرة.
من أهم ما دعت إليه الشريعة في هذا السياق:
استقبال الضيف بترحاب وحسن استقبال مهما كانت مدة الزيارة قصيرة أو طويلة.
عدم السؤال المحرج أو التلميح بأمور شخصية قد تضايق الزائر.
تقديم ما تيسر من الطعام أو الشراب دون تكلّف زائد، ولكن مع مراعاة عدم التقصير.
المحافظة على احترام الضيف حتى بعد مغادرته، بعدم الحديث عنه بسوء أو غيبة.
أكدت دار الإفتاء أن بعض العادات الاجتماعية الحديثة بدأت تهمل هذه الآداب، مما يؤدي إلى ضعف الروابط الاجتماعية وزيادة الشعور بالعزلة بين الناس. وفي ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، قد يتعامل البعض مع الزيارات العائلية على أنها عبء بدلاً من كونها وسيلة لتقوية الروابط الاجتماعية.
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الحديث عن الضيف بسوء أثناء وجوده في البيت، أو إظهار الضيق منه، مخالف لآداب الإسلام ويقع ضمن باب الغيبة المحرمة. إكرام الضيف لا يقتصر على الماديات فقط، بل يشمل احترامه بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة وعدم إحراجه أو إيذائه معنويًا.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt