اكتمال قائمة الأجانب يدفع الأهلي للتفاوض مع أحمد حسن كوكا لخلافة وسام أبو علي
يواصل النادي الأهلي تحركاته المدروسة في سوق الانتقالات الصيفية استعدادًا للموسم الكروي الجديد، وسط سعيه لتدعيم صفوفه بلاعبين ذوي كفاءة فنية عالية. ومع اكتمال قائمة الأجانب بالفريق، اضطر الجهاز الفني بقيادة السويسري مارسيل كولر إلى إعادة النظر في ملف المهاجمين، لا سيما بعد استبعاد وسام أبو علي من معسكر الإعداد الخارجي. وجاءت أنظار الإدارة الحمراء تتجه نحو أحمد حسن كوكا، المهاجم المصري صاحب الخبرة الأوروبية، ليكون خيارًا محليًا لا يشغل خانة لاعب أجنبي.
هذه الخطوة تعكس رغبة النادي في الحفاظ على التوازن الفني داخل الفريق، دون الإخلال بلوائح القيد المحلية، مع ضمان وجود مهاجم قادر على تقديم إضافة سريعة وفعالة للفريق الذي يسعى للحفاظ على هيمنته المحلية والتقدم بثبات على الساحة الإفريقية.
استبعاد وسام أبو علي من قائمة معسكر الإعداد لم يكن قرارًا مفاجئًا فقط للجماهير، بل أتى أيضًا ليؤكد وجود متغيرات داخلية في الفريق. فنيًا، أشارت تقارير إلى أن الجهاز الفني غير راضٍ عن أداء اللاعب في النصف الثاني من الموسم، حيث تراجع مستواه ولم يظهر بالفاعلية المطلوبة أمام المرمى، رغم الفرص التي أتيحت له. إداريًا، لم تخرج أي تصريحات رسمية تؤكد وجود خلافات، لكن مصادر غير رسمية ألمحت إلى وجود تحفظات سلوكية أو التزامية، وهو ما دفع الجهاز الفني لاتخاذ قرار بتجميده مؤقتًا.
الأهلي، مثل بقية الأندية المصرية، يواجه قيدًا في عدد اللاعبين الأجانب الذين يمكن تسجيلهم في قائمته. ومع تواجد عدد من اللاعبين الأفارقة والأجانب في الفريق، أصبح من غير الممكن إضافة مهاجم أجنبي جديد إلا في حال الاستغناء عن أحد الأسماء الحالية، وهو ما قد يكون قرارًا معقدًا في ظل ارتباط بعضهم بعقود ممتدة واحتياج الفريق لجهودهم في مراكز مختلفة.
من هنا برز خيار البحث عن بديل محلي، وفي مقدمتهم أحمد حسن كوكا، الذي لا يشغل خانة أجنبي ويتمتع بخبرة طويلة في الملاعب الأوروبية.
كوكا ليس مجرد مهاجم تقليدي، بل يمتلك تجربة احترافية معتبرة في الدوريين البرتغالي والتركي، وسبق له أن مثّل المنتخب الوطني في أكثر من مناسبة. يتميز بقوة بدنية عالية، وقدرة على اللعب كمهاجم محطة، يجيد التعامل مع الكرات العرضية، ويمتلك حسًا تهديفيًا جيدًا.
ما يجعله مناسبًا أيضًا هو أنه لا يشغل مكانًا في قائمة الأجانب، إضافة إلى كونه لاعبًا حرًا أو على مشارف نهاية عقده، مما يسهل التفاوض معه دون تكاليف انتقال ضخمة. كما أن عودته للدوري المصري ستكون تحت الأضواء، ما قد يدفعه لتقديم أفضل مستوياته لإثبات أحقيته.
كوكا بحسب مصادر مقربة منه، منفتح على فكرة العودة للدوري المصري، خصوصًا إذا كان العرض من نادٍ بحجم الأهلي. ورغم بعض التجارب الأوروبية التي لم تكن مستقرة في السنوات الأخيرة، إلا أن اللاعب يرى أن الانضمام لفريق ينافس على كل البطولات سيكون فرصة لإعادة تقديم نفسه كلاعب مؤثر، وربما أيضًا للعودة مجددًا إلى قائمة المنتخب.
اللاعب لديه رغبة في اللعب تحت ضغط جماهيري كبير، ويرى أن اللعب للأهلي فرصة لا تتكرر كثيرًا، ما يجعله أكثر قابلية لتقليل مطالبه المالية لإنجاز الصفقة.
مارسيل كولر، المدير الفني للأهلي، لم يعارض فكرة ضم كوكا، لكنه اشترط أن يتم تقييمه فنيًا وبدنيًا بدقة قبل اتخاذ القرار النهائي. المدرب السويسري معروف بصرامته، ولا يعتمد على الأسماء، بل على الأداء في التدريبات ومدى انسجام اللاعب مع خطة اللعب.
كوكا سيكون مطالبًا بإثبات جاهزيته البدنية فور انضمامه، والانخراط سريعًا في التدريبات، خاصة أن فترة الإعداد تُمثل أساس الموسم، ولا مجال لتجربة لاعبين غير مستعدين بدنيًا أو ذهنيًا.
إذا ما نظرنا إلى الفارق بين كوكا ووسام أبو علي، سنجد أن الأول يمتاز بخبرة دولية واسعة، وسجل تهديفي أكبر، وقدرة على اللعب تحت ضغط، بينما وسام لا يزال في مرحلة التطور، ويحتاج إلى فترة لإثبات نفسه على مستوى عالٍ. كذلك، كوكا جاهز بدنيًا بشكل أفضل، بينما وسام خرج من الموسم الماضي بإصابة واستبعاد من فترة الإعداد، ما قد يؤثر على فرصته في المنافسة مبكرًا.
كل هذه المعطيات ترجح كفة كوكا في الوقت الحالي، إذا ما تم التعاقد معه، على أن يتم تأهيل وسام بشكل منفصل لاحقًا.
كالعادة، انقسمت الجماهير حول الصفقة المنتظرة. البعض يرى أن كوكا خيار مناسب في الوقت الراهن، خصوصًا أنه لاعب يمتلك المقومات البدنية والخبرة، ويمكنه تقديم الإضافة المطلوبة. آخرون يرون أن التعاقد معه قد لا يكون إضافة قوية، نظرًا لتذبذب مستواه في السنوات الأخيرة، ويرون أن الأهلي بحاجة إلى مهاجم أكثر فاعلية وشبابًا.
لكن الجمهور بشكل عام يثق في رؤية الإدارة والجهاز الفني، ويرى أن الحكم الحقيقي يكون داخل الملعب، وليس بناءً على السيرة الذاتية فقط.
من المتوقع أن يتم حسم الصفقة خلال أيام، خصوصًا أن الأهلي يرغب في إنهاء ملف المهاجم قبل انطلاق الموسم أو المشاركة في البطولات الإفريقية. كوكا بدوره ينتظر المفاوضات الرسمية لإنهاء الترتيبات النهائية، وقد يتم الإعلان عن الصفقة بشكل مفاجئ، كما اعتادت إدارة الأهلي على إنهاء صفقاتها بهدوء وبعيدًا عن الإعلام.
صفقة التعاقد مع أحمد حسن كوكا تمثل خطوة ذكية من الأهلي لتدعيم خط الهجوم بلاعب محلي ذي خبرة، في وقت يعاني فيه من محدودية خانات الأجانب. اللاعب قد لا يكون خيار المستقبل، لكنه في الوقت الحالي قد يمثل حلاً عمليًا، يمنح الفريق العمق المطلوب هجوميًا، ويمنح اللاعب نفسه فرصة لإثبات ذاته على أرض الوطن.
وفي النهاية، تبقى الأيام المقبلة كفيلة بحسم الموقف، سواء بضم كوكا أو الاتجاه نحو خيار آخر، لكن المؤكد أن الأهلي يتحرك بخطة واضحة، هدفها الحفاظ على تفوق الفريق، وبناء توليفة متكاملة قادرة على تحقيق الانتصارات في كل المسابقات.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt