يعد المشي واحدًا من أبسط وأهم الأنشطة الحركية التي يمكن لأي شخص ممارستها يوميًا دون الحاجة لأدوات رياضية أو تجهيزات معقدة. ورغم بساطته، إلا أن توقيت ممارسة المشي له تأثير مباشر على فوائد صحية متعددة، خاصة ما يتعلق بتحسين الهضم وتنظيم مستويات سكر الدم. هذا السؤال يطرحه كثيرون: هل من الأفضل المشي قبل الأكل أم بعده؟ وأي توقيت يحقق أفضل نتائج للجسم؟
مع اختلاف الدراسات والتوصيات الطبية، تظل الإجابة مرتبطة بحالة الجسم، ونوع الطعام، وأهداف الشخص سواء كان يسعى لفقدان الوزن، تحسين الهضم، أو السيطرة على معدلات السكر في الدم.
عندما يمارس الشخص المشي قبل تناول الطعام، يدخل الجسم في حالة تعرف بحرق الدهون المخزنة كمصدر أساسي للطاقة. وهذا له عدة فوائد:
يساعد في تحسين حساسية الأنسولين، وهو ما يفيد مرضى السكري أو المعرضين للإصابة به.
يساهم في تحفيز الجسم على استخدام الدهون بدلًا من الكربوهيدرات.
يحسن التركيز والانتباه لأن الجسم يدخل في حالة يقظة ونشاط بدني خفيف.
يقلل الشهية عند بعض الأشخاص، مما يساعد على التحكم في حجم الوجبات لاحقًا.
لكن، في حالة بعض الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم أو انخفاض مستوى السكر، قد لا يكون المشي قبل الأكل مناسبًا ويحتاج إلى تقييم طبي.
المشي الخفيف بعد تناول الطعام مباشرة يعتبر من أكثر العادات المفيدة، خاصة فيما يتعلق بالهضم وتنظيم السكر في الدم:
يساعد على تنشيط حركة الأمعاء وتحفيز الجهاز الهضمي، مما يقلل احتمالية حدوث انتفاخات أو إمساك.
يقلل من الارتفاع الحاد في سكر الدم بعد الوجبات، حيث يساعد العضلات على استخدام جزء من الجلوكوز الموجود في الدم.
يساهم في تحسين وظائف الكبد والبنكرياس عبر تقليل الضغط الناتج عن تناول كميات كبيرة من الطعام.
أثبتت بعض الدراسات أن المشي بعد الأكل لمدة 10 إلى 15 دقيقة فقط يمكن أن يحدث فرقًا واضحًا في استقرار معدلات السكر.
يُفضل الانتظار من 10 إلى 20 دقيقة بعد الانتهاء من الوجبة قبل بدء المشي.
الحركة يجب أن تكون خفيفة إلى متوسطة، وليس مشيًا سريعًا أو رياضة عنيفة حتى لا يتسبب ذلك في اضطراب الهضم أو ارتجاع حمضي.
مدة المشي المثالية تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة.
المشي قبل الأكل يحفز الجسم على الاعتماد على مخزون الدهون كمصدر للطاقة.
المشي بعد الأكل يساعد على تحسين الهضم وتنظيم السكر في الدم بعد تناول الطعام.
الهدف من المشي يحدد التوقيت المناسب:
إذا كان الهدف فقدان الوزن وتحفيز حرق الدهون: الأفضل المشي قبل الأكل.
إذا كان الهدف تحسين الهضم وتقليل السكر: الأفضل المشي بعد الأكل.
المشي الخفيف لا يسبب أي ضرر في الغالب.
يجب تجنب المشي السريع أو الجري بعد الأكل مباشرة لتفادي حدوث ارتجاع معدي أو اضطرابات هضمية.
يُنصح دائمًا بالاستماع للجسم، فإذا شعر الشخص بثقل أو تعب يفضل تأجيل المشي قليلًا.
من الأفضل دمج المشيين معًا ضمن الروتين اليومي حسب ظروف الشخص، مع الحرص على جعل الحركة عادة مستمرة وليس فقط نشاطًا مؤقتًا.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt