أعلن الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن بدء الاستعدادات الرسمية لافتتاح 15 مدرسة مصرية يابانية جديدة مع بداية العام الدراسي المقبل في سبتمبر 2025، وذلك في إطار خطة الدولة لتطوير منظومة التعليم الأساسي، وتعزيز التجربة التعليمية المصرية اليابانية التي أثبتت نجاحها خلال السنوات الماضية.
ويأتي هذا الإعلان ضمن رؤية مصر 2030 لتطوير التعليم، من خلال دمج النماذج العالمية في النظام التعليمي المصري، وتوفير بيئة تعليمية متكاملة تركز على تنمية المهارات الشخصية والسلوكية إلى جانب المناهج الدراسية.
المدارس المصرية اليابانية هي نموذج تعليمي مميز يعتمد على تطبيق أنشطة التوكاتسو اليابانية، وهي مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى بناء شخصية الطفل، وتنمية روح التعاون والانضباط والاحترام والنظافة والاعتماد على النفس.
ويتم التدريس في هذه المدارس وفقًا لمناهج وزارة التربية والتعليم المصرية، ولكن بأساليب تربوية مستمدة من التجربة اليابانية، والتي تركز على بناء الإنسان قبل التحصيل الدراسي فقط.
بحسب التصريحات الرسمية، فقد وصل عدد المدارس اليابانية العاملة حتى الآن إلى:
51 مدرسة منتشرة في 26 محافظة
تضم أكثر من 30 ألف طالب وطالبة
ويُشرف عليها فريق مشترك من الخبراء المصريين واليابانيين
ومع الإعلان عن إضافة 15 مدرسة جديدة، يرتفع العدد الإجمالي إلى 66 مدرسة مصرية يابانية بحلول سبتمبر المقبل، وهو ما يُعد خطوة كبيرة في توسيع نطاق هذه التجربة الفريدة.
تهدف وزارة التربية والتعليم من خلال هذا التوسع إلى:
إتاحة النموذج الياباني التعليمي لعدد أكبر من الطلاب المصريين
نشر ثقافة الانضباط والنظافة والالتزام منذ الصغر
تحقيق التوازن بين التعليم الأكاديمي والتربوي
تطوير مهارات المعلمين والإداريين عبر برامج تدريبية مستمرة
تقليل الضغط على المدارس الحكومية التقليدية من خلال تقديم بدائل متميزة
أوضح الوزير أن المدارس الجديدة ستكون موزعة على عدد من المحافظات التي لم يتم تغطيتها سابقًا، بالإضافة إلى بعض المدن ذات الكثافة السكانية المرتفعة. ومن بين المحافظات المستهدفة:
محافظة البحيرة
محافظة قنا
محافظة الجيزة (مدرستان جديدتان)
محافظة الغربية
محافظة شمال سيناء
محافظة الفيوم
محافظة بني سويف
محافظة السويس
محافظة كفر الشيخ
محافظة الأقصر
محافظة المنيا
محافظة الشرقية
ويجري حاليًا تجهيز المباني الدراسية وفقًا للمعايير اليابانية من حيث التصميم الداخلي والخارجي، وتزويدها بأحدث الوسائل التكنولوجية.
تتمتع هذه المدارس بعدد من المميزات التي تجعلها مختلفة عن غيرها من المدارس الرسمية، ومن أبرزها:
تطبيق أنشطة التوكاتسو بشكل يومي
نظام دراسي منظم ومُكثف يبدأ من الساعة 7:30 صباحًا وينتهي الساعة 3 عصرًا
فصول محدودة الكثافة (لا تتجاوز 30 طالبًا)
الاعتماد على أسلوب المشاركة والتفاعل داخل الحصص
تخصيص وقت للأنشطة البدنية والفنية والموسيقية
متابعة دورية من خبراء يابانيين لضمان الجودة
أكدت وزارة التربية والتعليم أن التقديم في المدارس المصرية اليابانية يتم وفقًا لشروط محددة لضمان التناسق بين البيئة التعليمية والأسر المستفيدة، وتشمل الشروط:
أن يكون عمر الطفل بين 4 إلى 5 سنوات لرياض الأطفال
إجادة ولي الأمر للقراءة والكتابة
الالتزام الكامل بحضور الطفل والأنشطة اليومية
توقيع ولي الأمر على ميثاق سلوك المدرسة
اجتياز مقابلة شخصية مع ولي الأمر والطفل
ويتم التقديم إلكترونيًا من خلال الموقع الرسمي للوزارة في الفترة من 15 يونيو إلى 30 يوليو 2025.
تبلغ المصروفات السنوية للمدارس المصرية اليابانية حوالي:
13,000 إلى 17,000 جنيه سنويًا حسب المرحلة الدراسية
تُسدد على قسطين
يتم إعفاء عدد محدود من الطلاب بناءً على الحالة الاجتماعية بعد دراسة طلبات الإعفاء
وأكد الوزير أن المصروفات لا تُغطي التكلفة الفعلية، بل تتحمل الدولة جزءًا من المصاريف لتشجيع التجربة ودعم المواطنين.
تخضع هيئة التدريس في هذه المدارس إلى:
برنامج تدريبي مكثف على أيدي خبراء من اليابان
دورات مستمرة في أساليب الإدارة اليابانية
متابعة دورية لأداء المعلم داخل الفصل
تبادل زيارات مع مدارس في اليابان لتعزيز الخبرة
كما يتم اختيار المعلمين وفق معايير دقيقة تتضمن: الكفاءة، الالتزام، الحضور، والسلوك التربوي.
أعرب العديد من أولياء الأمور عن رضاهم الكبير عن التجربة التعليمية في المدارس المصرية اليابانية، وقال البعض:
«لاحظت فرقًا كبيرًا في سلوك ابني بعد التحاقه بالمدرسة»
«التنظيم والنظافة والاحترام أهم ما يميز اليوم الدراسي»
«المعلمون مدربون جيدًا ويهتمون بكل التفاصيل»
وأكدوا أنهم يتمنون تعميم التجربة في كل المحافظات، حتى تكون متاحة لشرائح أكبر من المجتمع.
رغم أن تركيز هذه المدارس الأكبر على تنمية الشخصية والسلوك، إلا أن نتائج الطلاب أكدت أيضًا:
ارتفاع التحصيل الأكاديمي بشكل واضح
تفوق طلاب هذه المدارس في مهارات اللغة والرياضيات
قدرة أعلى على التفكير النقدي وحل المشكلات
تفاعل أكبر داخل الفصل، وتحمل للمسؤولية في سن مبكر
وذلك ما أثبتته تقييمات الوزارة بعد مقارنة أداء طلاب المدارس اليابانية بنظرائهم في المدارس التجريبية.
أكد الدكتور رضا حجازي أن وزارة التعليم تسعى إلى:
افتتاح 100 مدرسة يابانية بحلول عام 2028
دمج عناصر من تجربة التوكاتسو في المدارس الحكومية
تعميم أنشطة تنمية الشخصية والمهارات على مراحل التعليم الأولى
توقيع اتفاقيات جديدة مع وزارة التعليم اليابانية لتدريب المدرسين المصريين بشكل أعمق
وأشار إلى أن الهدف ليس فقط تحصيل الدرجات، بل تخريج جيل من الطلاب قادر على التفكير والعمل الجماعي والنهوض بالمجتمع.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt