شهدت أسواق الخضروات اليوم الأحد 22 يونيو 2025، وخاصة سوق العبور للجملة، تحركات واضحة في أسعار عدد من الخضروات الرئيسية، أبرزها الطماطم والبطاطس، اللتين سجلتا ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالأيام السابقة. هذه التحركات تثير اهتمام التجار والمستهلكين على حد سواء، لا سيما مع دخول فصل الصيف وزيادة الاستهلاك في المنازل والمطاعم.
سجلت أسعار الطماطم في سوق العبور اليوم ارتفاعًا لافتًا، حيث وصلت بعض الأصناف إلى 6 جنيهات للكيلو في الجملة، بعدما كانت تتراوح في الأيام الماضية بين 3.5 إلى 5 جنيهات. ويُعزى هذا الارتفاع إلى انخفاض المعروض الناتج عن تغيرات الطقس وبعض مشكلات النقل في المناطق الزراعية.
الطماطم تعد من أكثر الخضروات استهلاكًا في مصر، سواء في الطبخ أو العصائر أو السلطات، وبالتالي فإن أي تحرك في سعرها يُحدث تأثيرًا مباشرًا على الأسر المصرية، وعلى أصحاب المطاعم ومصانع الأغذية كذلك.
لم تكن البطاطس بعيدة عن موجة ارتفاع الأسعار، فقد سجل سعر الكيلو في الجملة بين 9 و11 جنيهًا، وذلك بعد فترة من الاستقرار خلال الأسبوع الماضي. ووفقًا للتجار، فإن السبب في هذا الصعود المفاجئ يعود إلى تراجع الكميات الواردة من المحافظات المنتجة بسبب مشاكل في التوريد والتخزين.
وتُعد البطاطس عنصرًا غذائيًا أساسيًا في كل بيت مصري، ويتسبب ارتفاع سعرها في تغيير خطط الشراء اليومية للكثير من الأسر متوسطة الدخل.
رغم تقلبات أسعار الطماطم والبطاطس، فإن بعض الخضروات الأخرى حافظت على استقرارها النسبي، مثل الخيار والفلفل، حيث تراوح سعر الخيار بين 5 و7 جنيهات للكيلو، وسجل الفلفل الرومي نحو 10 جنيهات، فيما بلغ سعر الفلفل الحامي 7 جنيهات.
ويقول أحد التجار بسوق العبور إن وجود وفرة نسبية في هذه الأصناف نتيجة تحسن الطقس وزيادة المعروض من المحافظات الزراعية مثل البحيرة والشرقية ساهم في بقاء الأسعار مستقرة.
على العكس من الطماطم والبطاطس، سجلت بعض الأصناف الأخرى تراجعًا طفيفًا مثل الكوسة، التي انخفض سعرها إلى 5.5 جنيهات في الجملة بعد أن تجاوزت 7 جنيهات الأسبوع الماضي. أما الباذنجان البلدي، فقد استقر سعره حول 4 جنيهات للكيلو.
ويُشير التجار إلى أن السبب في هذا التراجع يعود لزيادة المعروض بشكل ملحوظ، مع دخول إنتاج الدورات الزراعية الجديدة إلى الأسواق.
بالنسبة للخضروات الورقية مثل البقدونس، والشبت، والكسبرة، فقد حافظت على أسعارها المعتادة التي تتراوح بين 0.5 إلى 1 جنيه للربطة، حيث لا تشهد هذه الأصناف عادة تغيرات حادة في الأسعار نظرًا لقصر دورة إنتاجها وسهولة نقلها.
ورغم هذه الأرقام الرسمية الواردة من سوق العبور، إلا أن المستهلكين يشيرون إلى أن الأسعار في الأسواق المحلية (القطاعي) أعلى بكثير، حيث تصل أسعار بعض الأصناف إلى الضعف بسبب التكاليف الإضافية في النقل، والتخزين، وهامش الربح لتجار التجزئة.
وقد أكد عدد من المستهلكين أن سعر كيلو الطماطم في بعض مناطق القاهرة الكبرى وصل إلى 10 جنيهات، بينما البطاطس تباع بـ13 جنيهًا، ما يمثل عبئًا إضافيًا على ميزانيات الأسر في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
وفي جولة سريعة داخل أحد الأسواق الشعبية في الجيزة، قالت إحدى ربات البيوت: "كل يوم الأسعار بتتغير، مش عارفين نخطط، البطاطس كانت بـ7 بقيت بـ13، والطماطم بقت سلعة رفاهية".
وقال تاجر خضار: "الإقبال قلّ شوية بسبب الغلاء، الناس بقت تشتري بالكيلو بدل ما كانت بتاخد بالكرتونة أو بالكميات الكبيرة".
مع استمرار تقلبات السوق، ينصح خبراء الاقتصاد المنزلي بضرورة اعتماد أنماط استهلاك مرنة، وتشجيع الشراء من الأسواق المباشرة أو خلال ساعات الصباح الأولى للحصول على أفضل الأسعار.
كما يُنصح بالتخزين الذكي لبعض الأصناف التي تقبل الحفظ بالتجميد مثل الطماطم المفرومة، والباذنجان المشوي، لتفادي التقلبات الكبيرة في الأسعار.
بحسب توقعات التجار، فإن موجة ارتفاع أسعار بعض الخضروات قد تستمر لبضعة أيام أخرى، إلى أن تستقر الأوضاع المناخية ويتم ضخ كميات إضافية للأسواق. إلا أن البعض يُبدي تفاؤله بانخفاض تدريجي مع نهاية الشهر الجاري، تزامنًا مع انتظام التوريد من المحافظات الزراعية الكبرى.
في المجمل، تعكس أسعار الخضروات اليوم في سوق العبور حالة من التذبذب ما بين ارتفاعات ملحوظة في بعض الأصناف واستقرار أو تراجع في أخرى، مما يُحتم على المستهلكين توخي الحذر، وإعادة ضبط أولويات الشراء، بينما ينتظر الجميع استقرار الأسعار مع تحسن الطقس وتدفق الإنتاج الزراعي.
هل سيشهد الأسبوع المقبل انفراجة جديدة في الأسعار؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
