شهدت العاصمة المصرية اليوم الأحد 1 يونيو 2025 حدثًا مهمًا في مجال النقل الجماعي، حيث بدأ التشغيل التجريبي لأول مرة لمنظومة الأتوبيس الترددي BRT على الطريق الدائري، وهو المشروع الذي طال انتظاره كأحد حلول التكدس المروري وتحسين تجربة الانتقال بين مناطق القاهرة الكبرى.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، رصدت الجهات المختصة إقبالًا كبيرًا من المواطنين على استقلال الأتوبيس الترددي، وسط إشادة عامة بجودة الخدمة، ودقة المواعيد، والراحة التي توفرها عربات النقل الجديدة. ويُعد هذا التشغيل التجريبي خطوة مهمة تمهيدًا لتشغيل المنظومة بشكل كامل خلال الفترة المقبلة.
في هذا التقرير، نستعرض أبرز تفاصيل تشغيل الأتوبيس الترددي، مميزاته، خط سيره، ردود فعل المواطنين، وآفاق توسع الخدمة في مناطق أخرى لاحقًا.
الأتوبيس الترددي BRT (Bus Rapid Transit) هو نظام نقل جماعي متطور يعمل عبر حارات مخصصة على الطريق الدائري، ويعتمد على عربات أوتوماتيكية مكيّفة تسير وفق جداول زمنية دقيقة، مع محطات محددة للمواقف والركوب والنزول.
ويأتي تنفيذ هذا المشروع في إطار خطة الدولة لتطوير البنية التحتية ووسائل النقل الجماعي، وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، وبالتالي تقليل الزحام واستهلاك الوقود وانبعاثات الكربون.
بدأ التشغيل التجريبي صباح اليوم في عدد محدود من المحطات على الطريق الدائري.
تم تخصيص حارة مرورية خاصة بالأتوبيس، مع منع السيارات الأخرى من استخدامها.
انطلقت العربات الجديدة من محطة المشير طنطاوي باتجاه محطة السلام.
كل أتوبيس يحمل قرابة 120 راكبًا، وهو مكيّف، مزوّد بكاميرات مراقبة، ووسائل أمان إلكترونية.
شهدت المحطات منذ الساعات الأولى إقبالًا كثيفًا من المواطنين الراغبين في تجربة الخدمة الجديدة. وأشار بعض الركاب إلى أن الأتوبيس الترددي وفّر عليهم وقتًا طويلًا كانوا يقضونه في الزحام، خاصة في فترات الذروة الصباحية.
وصرّحت مسؤولة بالمشروع بأن الإقبال فاق التوقعات في أول يوم، ما يدل على حاجة المواطنين لنظام نقل جماعي مريح ومنظم.
السرعة والانتظام: يعمل ضمن جدول زمني محدد، مع تكرار الرحلات كل 10 دقائق.
الراحة والأمان: مزود بكاميرات مراقبة، مقاعد مريحة، وشاشات داخلية.
تقليل الزحام: يسهم في تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة.
نظام تذاكر إلكتروني: باستخدام كارت ذكي يمكن شحنه.
سهولة الربط: يربط مناطق مختلفة على الدائري مثل المنيب، القطامية، السلام، المعادي.
انهالت التعليقات الإيجابية على منصات التواصل الاجتماعي بعد ساعات قليلة من تشغيل الخط التجريبي، حيث أشاد العديد من المستخدمين بالتجربة.
كما طالب البعض بمد الخدمة لمناطق أكثر وربطها بمحاور أخرى مثل العاصمة الإدارية والقاهرة الجديدة.
أعلنت وزارة النقل أن التشغيل التجريبي هو المرحلة الأولى من خطة توسعية تشمل:
تشغيل 5 خطوط إضافية قبل نهاية 2025.
إنشاء مواقف مركزية ومحطات تبادلية في السلام، المرج، المعادي.
تفعيل التكامل مع المترو والقطار الكهربائي.
زيادة عدد الأتوبيسات إلى أكثر من 200 عربة بنهاية العام الجاري.
وأكدت الوزارة أن تشغيل النظام بالكامل سيُحدث نقلة نوعية في النقل الجماعي الحضري.
رغم الإيجابيات، هناك بعض التحديات المتوقعة مثل:
التزام سائقي السيارات بالحارة المخصصة للأتوبيس، وهو ما يحتاج متابعة أمنية صارمة.
الازدحام في أوقات الذروة، ما يستدعي زيادة التردد وتقليل زمن الانتظار.
تعريف المواطنين بالنظام الجديد، لذا يجري الآن تنفيذ حملة توعية بالآلية وخط السير وأسعار التذاكر.
أعلنت الوزارة أن سعر التذكرة في المرحلة التجريبية سيكون رمزيًا 5 جنيهات لتشجيع المواطنين على استخدام الخدمة، على أن يتم تقييم التجربة لاحقًا وتحديد التسعيرة النهائية.
يمكن الدفع باستخدام الكارت الذكي أو عبر تطبيق على الهاتف المحمول، يجري حاليًا إطلاقه رسميًا لربط المستخدم بمحطات وأوقات الأتوبيسات.
أشارت بعض التقارير الأولية إلى نية الوزارة تكرار تجربة الأتوبيس الترددي في مدن كبرى مثل الإسكندرية والمنصورة والمنيا، لكن بعد تقييم التجربة الحالية بشكل كامل.
وقد يكون المشروع خطوة تمهيدية نحو تحويل منظومة النقل العام في مصر إلى نظام ذكي ومتطور يواكب ما تشهده الدول الكبرى.
في أول أيام تشغيله التجريبي، حقق الأتوبيس الترددي نجاحًا ملموسًا وإقبالًا فاق التوقعات، ما يعكس تعطش المواطنين لخدمة نقل عامة فعالة وآمنة ومنظمة. ومع استمرار التجربة وتطويرها، قد يكون هذا المشروع أحد أبرز إنجازات قطاع النقل خلال العام الجاري، خاصة إذا تم الالتزام بالتوسعات المعلنة وتقديم تجربة متكاملة للمستخدم المصري.
ويبقى الأمل أن يستمر هذا الزخم، وتعم الفكرة باقي المناطق، لتتحول وسائل النقل في مصر إلى نموذج حضاري يليق بالمواطن ويعزز من جودة الحياة في المدن الكبرى.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
