الرؤية الشرعية

1. المحتوى وتوجهه:

   • أحد أبرز القضايا هو نوعية المحتوى المُقدّم. حذر بعض علماء الأزهر من أن المحتوى الذي يحتوي على مشاهد غير لائقة أو يدعو إلى الفسق يمكن أن يجعل الكسب غير حلال. ويركز العلماء على ضرورة أن يكون المحتوى محترمًا ومُفيدًا وأن يدعو إلى الخير ويعكس القيم الأخلاقية.

2. مصدر الدخل وحلاله:

   • يُعتبر المال المكتسب من مصادر مشبوهة أو محرّمة وفق الشريعة الإسلامية غير مشروع. لذا، تعتمد شرعية الدخل من منصات مثل تيك توك ويوتيوب على نوعية المحتوى وطبيعته. إذا كان المحتوى يستخدم للدعاية لسلوكيات تتعارض مع القيم الدينية، فيعتبر المال المدخول من هذا النشاط محرمًا.

الأسباب وراء صعود الجدل حول الكسب من هذه المنصات:

1. التأثير على الشباب والمجتمع:

   • المحتوى غير اللائق يمكن أن يؤثر سلبًا على الشباب ويشجع على ممارسات غير أخلاقية، مما يؤدي إلى تآكل القيم المجتمعية. هذه المنصات غالبًا ما تضم تحديات ومحتويات قد تكون مؤذية أو محفوفة بالمخاطر.

2. التكامل بين الاقتصاد والدين:

   • في المجتمعات الإسلامية، هناك دائمًا تكامل بين الاقتصاد والدين. يسعى الأفراد إلى كسب رزقهم بطرق تتماشى مع المبادئ الإسلامية وتضمن حصولهم على بركة في أموالهم.

كيف يمكن للمستخدمين العمل بنزاهة على تلك المنصات؟

1. تحري المحتوى الجيد:

   • يُنصح صانعو المحتوى بالتركيز على تقديم مواد ذات قيمة مضافة تساهم في إثراء المعرفة أو الترفيه بطريقة بريئة وآمنة. يمكن أن تشمل هذه المواد التعليمية، المحتوى الثقافي الغني، والقصص الملهمة.

2. الرقابة الذاتية:

   • على الأفراد ممارسة الرقابة الذاتية عند إنشاء المحتوى. فالتوجه نحو القيم والمبادئ الأخلاقية يجب أن يكون الدليل في كل خطوة يقومون بها في رحلتهم لإنتاج المحتوى.

3. استشارة أهل الرأي:

   • في حالة وجود شكوك حول مشروعية نشاط معين أو محتوى، يُفضل دائما استشارة علماء الدين والمستشارين القانونيين للحصول على نصائح مستندة إلى الشريعة والقانون.

التأثير الاقتصادي والاجتماعي الأوسع:

1. إمكانات وفرص العمل:

   • تقدم هذه المنصات فرصًا اقتصادية هائلة، حيث يمكن للأفراد تحويل الإبداع إلى مهنة. لكن، لتحقيق الاستدامة، يحتاج المحتوى لأن يكون مفيدًا ومعتمدًا على قيمة وليس فقط لجذب الانتباه.

2. تحقيق التوازن بين النمو والتحفظ:

   • من المهم التركيز على التوازن بين الاستفادة الاقتصادية ومحاولة الحفاظ على القيم المجتمعية. يوفر هذا النهج طريقًا للنمو الاقتصادي المستدام الذي لن يعمل فقط على تحسين حياة صانعي المحتوى، ولكنه سيحفز أيضًا التقدم المجتمعي.

الخلاصة:

تعد منصات التواصل الاجتماعي أداة قوية يمكن استخدامها للخير أو الشر. وبينما توفر فرصًا اقتصادية غير مسبوقة، فإن كيفية استخدامها وتوظيفها يحددها المستخدمون أنفسهم. بالعناية والنية الصافية، يمكن للمحتوى أن يكون قوة للخير والإيجابية، داعمًا لتحقيق النجاح المادي والمعنوي. من الضروري معرفة أن كل ما يُنشر يؤثر في المتلقي، وبالتالي تحمل مسؤولية التأثير يصبح ضروريًا لتحقيق نتائج إيجابية ويتماشى مع المبادئ والأخلاق المجتمعية والدينية.