يشكّل مفصل الركبة أو الكتف أو الرسغ أحيانًا نقطة ألم حادّ يظهر فجأة بدون إصابة واضحة، فيدفعنا للسؤال: ما الذي حدث داخل هذا المفصل تحديدًا ليُشعل الألم على حين غِرّة؟ الألم المفاجئ لا يأتي من فراغ؛ بل غالبًا ما يكون رسالة تحذير يطلقها الجسم عن خللٍ التهابي أو إصابة ميكروسكوبية أو حتى مرض عام ينعكس على المفاصل.
التهاب الغشاء الزلالي المحيط بالمفصل قد يشتعل خلال ساعات بسبب عدوى فيروسية عابرة أو تهيُّج مناعي، فينتفخ المفصل ويصبح دافئًا ومؤلمًا عند الحركة.
ارتفاع حمض البوليك يكوّن بلورات حادة تترسب غالبًا في مفصل إصبع القدم الكبير أو الكاحل أو الركبة، فتظهر آلام ليلية حارقة مع تورم واحمرار مفاجئ.
حتى في غياب إصابة كبيرة، قد تنفصل قطعة غضروف دقيقة داخل مفصل متآكل نسبيًّا، فتؤدي إلى ألم حادّ وانقفال مؤقت للمفصل يُعرف بـ«القفل المفصلي».
حركة خاطفة – هبوط من السلم أو التفاف القدم – تكفي لتمديد الرباط بدرجة صغيرة لا تُلحَظ لحظتها، لكن الألم يظهر بعد ساعات مع التورم.
عدوى بكتيرية داخل تجويف المفصل تُعد من حالات الطوارئ؛ يظهر الألم مصحوبًا بحمى، واحمرار شديد، وعدم قدرة على تحريك الطرف. يتطلب تدخلًا بالمضادات الحيوية أو الجراحة لمنع تدمير الغضروف خلال أيام.
رغم أن مصدر الجلطة وعائي، إلا أن الاحتقان قد يُشعر المريض بألم مفصلي مفاجئ، خصوصًا بعد السفر الطويل أو الراحة المديدة في الفراش.
الروماتويد: يبدأ أحيانًا بنوبة ألم مفصل وحيد قبل أن يشمل مفاصل أخرى.
الذئبة الحمراء: قد تُظهِر ألَمًا متنقلًا بين مفاصل أصابع اليد والركبة.
التهاب الفقار اللاصق: يوصف بألم فجائي في مفاصل الحوض والعمود القطني عند الاستيقاظ.
الرياضيون أو من يعملون في مهن تتطلّب جهدًا بدنيًا متكررًا قد يختبرون ما يسمى الإصابات الإجهادية:
تمزّقات دقيقة في الأوتار
احتكاك الأوتار مع الأنسجة المحيطة
الوزن الزائد يضاعف الحمل على مفاصل الركبة والكاحل، فيجعل أي حركة خاطئة سببًا لألم مفاجئ.
الأحذية غير المريحة تخلّ باتزان القدمين وتضغط على أربطة الكاحل.
نقص الماء والأملاح قد يسبّب تقلصات عضلية حول المفصل تُشعَر على أنها ألم مفصلي.
عند بعض السيدات، يؤثر انخفاض هرمون الإستروجين قبل الدورة الشهرية أو بعد انقطاع الطمث على مرونة الأربطة، فتظهر آلام مفصلية حادّة عابرة، خصوصًا في اليدين والركبتين.
أحيانًا يُمثّل ألم المفصل إشعارًا بمرض لا علاقة له بالجهاز الحركي مباشرة، مثل:
الحصبة الألمانية أو الفيروسات الكبدية التي تُحدث التهاب مفاصل عابر.
أمراض الغدة الدرقية التي تبطئ التمثيل الغذائي للمفصل.
الأمراض الدموية كاللوكيميا التي قد تظهر بألم عظام ومفاصل متقطع.
الفحص السريري: تقييم التورم، الحرارة، نطاق الحركة.
تحاليل الدم: سرعة الترسيب، عامل الروماتويد، حمض اليوريك.
الأشعة العادية والموجات فوق الصوتية: للكشف عن كسور دقيقة أو انصباب سوائل.
الرنين المغناطيسي: يُظهر الأنسجة الرخوة وتمزقات الأربطة بدقة.
بزل المفصل: يسحب عينة من السائل الزلالي لتحليل العدوى أو بلورات النقرس.
كمادات ثلج خلال أول 48 ساعة لتقليل التورم.
مسكنات مثل الإيبوبروفين بجرعات يحددها الطبيب.
دعامة أو رباط ضاغط لتثبيت المفصل.
مضادات حيوية واسعة المجال لالتهاب المفصل الإنتاني.
كولشيسين أو أدوية خفض حمض البول لعلاج هجوم النقرس.
كورتيزون موضعي أو جهازي لنوبات الروماتويد الحادة.
جراحة تنظيرية لالتقاط الشظايا الغضروفية إذا سببت تكرار القفل المفصلي.
حافظ على وزن صحي يقلل الضغط على المفاصل.
مارس تمارين الإطالة قبل النشاط الرياضي وبعده.
ارتدِ أحذية داعمة وابتعد عن الكعب العالي لفترات طويلة.
اشرب الماء بانتظام خاصة في الأجواء الحارة لتجنب نقص السوائل.
قس مستويات حمض اليوريك إذا كان لديك تاريخ عائلي للنقرس.
وازن بين الراحة والحركة؛ الخمول المفرط يُضعف العضلات الداعمة للمفاصل.
ألم مفصلي حادّ مصحوب بحمى أو احمرار شديد.
عجز عن تحريك المفصل أو تحمل الوزن عليه.
تورم سريع يزداد في غضون ساعات.
وجود كدمة كبيرة بعد إصابة صغيرة، ما قد يشير إلى تمزق داخلي.
استمرار الألم أكثر من أسبوع رغم الراحة والمسكنات.
ألم المفصل المفاجئ ليس مجرد وجع عابر؛ إنه جرس إنذار قد يكشف إصابة كامنة أو مرضًا نظاميًّا. التقييم الطبي المبكر يُجنّب المضاعفات، ويمنحك خطة علاج شخصية تجمع بين الدواء، العلاج الطبيعي، وتعديل نمط الحياة. فلا تتجاهل الرسائل التي يبعثها جسدك، واستشر الطبيب لتبقى مفاصلك سليمة وحركتك مرنة دون مفاجآت مؤلمة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt