العمرة من أعظم العبادات التي يؤديها المسلمون في أي وقت من العام، وتعد من أعظم النعم التي أنعم الله بها على المسلمين. وتُعد العمرة فرصة عظيمة للروح والجسد للتقرب إلى الله، ولكن كما أن هناك فرائض يجب على المسلم أداؤها خلال العمرة، هناك أيضًا سنن يُستحب فعلها، وهي أفعال نبوية تبين الطريقة المثلى لأداء المناسك. في هذه المقالة، سنتعرف على 6 سنن من سنن العمرة التي يستحب للمسلم القيام بها خلال أداء هذه العبادة العظيمة.
من أهم سنن العمرة هو أن يبدأ المسلم إحرامه من الميقات المحدد في الشريعة الإسلامية، وهو المكان الذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين. يُعد الإحرام هو النية والتجرد من الثياب العادية وارتداء ملابس الإحرام، مع نية أداء العمرة، ويجب على المسلم أن يُحرم من ميقاتٍ معين، سواء كان الميقات المكاني أو الميقات الزماني.
الميقات المكاني: مثل ميقات ذي الحليفة لمن يريد الذهاب من المدينة المنورة.
الميقات الزماني: هو تحديد نية العمرة في وقتها المحدد.
إحرام المسلم يعني بدء التفرغ التام للعبادة، وتبدأ رحلة الاستعداد النفسي والروحي له. في هذا الوقت، يُمنع المسلم من بعض الأمور مثل الطيّب و الزينة، مما يساعده على التركيز الكامل في العبادة.
من السنن المعلومة التي ينبغي على المعتمر أن يؤديها التلبية أثناء سفره إلى مكة، وهي قول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك". هي سنة نبوية كانت تعد بمثابة إجابة نداء الله من أجل أداء المناسك.
يستحب للمسلم أن يُردد التلبية فور الإحرام، ويستمر في التلبية حتى يبدأ في أداء المناسك في مكة المكرمة. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أكثر التلبية أثناء الرحلة إلى مكة، مما يعكس الاستجابة الكاملة لدعوة الله.
التلبية تُعبر عن إجلال المسلم لله عز وجل واستجابته لنداء الرب، وتعكس الروحانية التي يرافقها المسلم أثناء أدائه لمناسك العمرة.
من أهم سنن العمرة هو الطواف حول الكعبة سبع مرات عكس اتجاه عقارب الساعة. والطواف من العبادات المهمة التي تبدأ من الحجر الأسود، حيث يُستحب أن يستلم الحجر عند بداية الطواف.
يبدأ المسلم الطواف من الحجر الأسود، ويطوف سبع مرات حول الكعبة، ويجب على المسلم أن يطوف بسلام و بتدبر.
يستحب في الطواف أن يقرأ الدعاء أو يذكر اسم الله ويكثر من الذكر.
الطواف يُعزز من التقرب إلى الله ويدل على توحيد الله ورغبة المسلم في الالتزام بالأوامر الإلهية.
من السنن الهامة في العمرة هو السعي بين الصفا والمروة، ويُعتبر من المناسك التي تُؤدى بعد الطواف. يبدأ السعي من الصفا وينتهي عند المروة، ويقوم المسلم بالركض بين الجبلين بمقدار سبعة أشواط.
السعي يُذكرنا بأم إسماعيل، زوجة النبي إبراهيم عليه السلام، التي بحثت عن الماء بين الصفا والمروة في قصة تاريخية.
السعي بين الجبلين يُظهر الطاعة و الاستجابة لله في رحلته الروحية.
بعد إتمام السعي، تأتي سنة الحلق أو التقصير. يُستحب للرجال حلق رؤوسهم بالكامل، وإذا كان لا يرغب في ذلك فيمكنه تقصير الشعر، أما بالنسبة للنساء، فيُستحب قص الشعر بمقدار أنملة من كل جهة.
الحلق والتقصير يعكسان التواضع والتقوى، حيث أن هذا الفعل يُظهر التخلص من الزينة والتمتع بـ النقاء الروحي.
من سنن العمرة أن يكثر المعتمر من الدعاء و الذكر أثناء أداء المناسك. الدعاء في العمرة له مكانة عظيمة، سواء أثناء الطواف أو السعي أو حتى بين الركعات.
الدعاء يُعد من أعظم أسباب قبول العبادة، كما أن الذكر يُقوي الإيمان ويُعزز من الارتباط الروحي بالله.
تعتبر سنن العمرة من أبرز الأمور التي تعزز من روحانية المسلم وتساهم في جعل العمرة أكثر قيمة وفائدة. من خلال أداء هذه السنن، يقترب المعتمر من الله عز وجل ويتجدد إيمانه. لذلك، يجب على المسلم أن يتحرى الصواب في أداء هذه السنن للحصول على أكبر الأجر وأعلى درجات القبول من الله تعالى.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt