ميكسات فور يو
مرض الدمنشيا.. خرف أم زهايمر؟ أعراضه وطرق علاجه
الكاتب : Mohamed Abo Lila

مرض الدمنشيا.. خرف أم زهايمر؟ أعراضه وطرق علاجه

مرض الدمنشيا.. خرف أم زهايمر؟ أعراضه وطرق علاجه

تُعد أمراض الدماغ المرتبطة بالتقدم في السن من بين أبرز التحديات الصحية في العصر الحديث، وعلى رأسها "الدمنشيا"، التي تُعرف باسم الخرف، ويتفرع منها مرض الزهايمر. ورغم أن الكثيرين يخلطون بين المصطلحين، فإن لكل منهما تعريفًا طبيًا دقيقًا ومجموعة من الأعراض والتطورات الخاصة به. في هذا التقرير المفصل، نتناول الفروق بين الدمنشيا والزهايمر، ونسلط الضوء على أبرز الأعراض، المراحل المختلفة للمرض، وكيفية التعامل مع المصابين به، بالإضافة إلى طرق العلاج المتاحة حاليًا.

ما هو الدمنشيا؟

الدمنشيا أو "الخرف" ليس مرضًا بحد ذاته، بل هو مصطلح شامل يُستخدم لوصف مجموعة من الأعراض التي تؤثر على الذاكرة، التفكير، السلوك، والقدرة على أداء المهام اليومية. غالبًا ما تكون الدمنشيا ناتجة عن تلف في خلايا المخ يؤثر على الاتصال بينها.

وتختلف أسباب الدمنشيا، فقد تكون بسبب السكتات الدماغية، إصابات الرأس، الزهايمر، أو أمراض أخرى مثل باركنسون وهنتنغتون.


الفرق بين الدمنشيا والزهايمر

الكثير من الناس يظنون أن الدمنشيا والزهايمر وجهان لعملة واحدة، ولكن في الواقع:

  • الدمنشيا: هي الحالة العامة التي تتضمن تدهورًا في القدرات العقلية والسلوكية.

  • الزهايمر: هو السبب الأكثر شيوعًا للدمنشيا، ويشكل نحو 60-80% من الحالات.

أي أن كل شخص مصاب بالزهايمر يعاني من الدمنشيا، ولكن ليس كل من يعاني من الدمنشيا مصاب بالزهايمر.


أعراض الدمنشيا

تتطور أعراض الدمنشيا تدريجيًا، ويمكن أن تختلف حسب السبب ونوع المرض، ولكن الأعراض العامة تشمل:

1. فقدان الذاكرة

يبدأ تدريجيًا بنسيان الأحداث الأخيرة أو التفاصيل اليومية، ويتطور ليشمل المعلومات القديمة مثل الأسماء أو الأماكن المألوفة.

2. الارتباك وفقدان التوجيه

يُظهر المريض صعوبة في تذكر الأماكن، وقد يضل طريقه حتى في الأماكن المعروفة.

3. صعوبات في الكلام

تظهر على المريض مشكلات في إيجاد الكلمات الصحيحة أو تكوين جمل مفهومة.

4. تغيرات سلوكية

قد يظهر المريض سلوكًا عدوانيًا أو انطوائيًا، أو يكون عاطفيًا بشكل مفرط.

5. مشاكل في اتخاذ القرارات

تتدهور قدرة المريض على التقدير واتخاذ القرارات اليومية بشكل منطقي.

6. صعوبة في أداء الأنشطة اليومية

حتى المهام البسيطة كتحضير الطعام أو ارتداء الملابس تصبح تحديًا.


مراحل تطور الدمنشيا

تمر الدمنشيا بثلاث مراحل رئيسية:

المرحلة المبكرة

تكون الأعراض خفيفة وتكاد لا تُلاحظ، ولكن تبدأ مشاكل الذاكرة والتشتت في الظهور.

المرحلة المتوسطة

تصبح الأعراض أكثر وضوحًا، ويحتاج المريض إلى المساعدة في أنشطة الحياة اليومية.

المرحلة المتقدمة

يفقد المريض قدرته على التفاعل مع الآخرين، ويصبح معتمدًا بشكل كامل على الرعاية.


ما الذي يسبب الدمنشيا؟

تتعدد أسباب الدمنشيا، ومن أبرزها:

  • مرض الزهايمر: السبب الأكثر شيوعًا، ويتسم بتراكم بروتينات غير طبيعية تؤدي إلى تدمير خلايا المخ.

  • الخرف الوعائي: يحدث بسبب ضعف تدفق الدم إلى الدماغ، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن سكتة دماغية.

  • خرف أجسام ليوي: يتميز بوجود تراكمات غير طبيعية داخل خلايا الدماغ تؤثر على الحركة والوعي.

  • الخرف الجبهي الصدغي: يبدأ في الفصوص الأمامية والصدغية من الدماغ، مما يؤثر على السلوك والكلام.


طرق تشخيص الدمنشيا

يعتمد تشخيص الدمنشيا على مجموعة من الأدوات والتقييمات، منها:

  • الفحوصات السريرية: لمراجعة التاريخ الطبي وتقييم الأعراض.

  • اختبارات الذاكرة والتركيز: لمعرفة مدى تأثر الوظائف العقلية.

  • التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية: لرصد أي تلف أو ضمور في الدماغ.

  • التحاليل المخبرية: لاستبعاد وجود أمراض أخرى تسبب نفس الأعراض.


هل يوجد علاج للدمنشيا؟

حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي يُمكنه إيقاف أو عكس تطور الدمنشيا بشكل كامل، خاصة في الحالات الناتجة عن الزهايمر، ولكن هناك بعض الأدوية والعلاجات التي يمكنها:

  • إبطاء تقدم الأعراض.

  • تحسين نوعية حياة المريض.

  • السيطرة على السلوك المضطرب والقلق.

أبرز الأدوية المستخدمة

  • مثبطات الكولينستريز مثل "دونيبيزيل" و"ريفاستيجمين".

  • أدوية NMDA مثل "ميمانتين".

  • مضادات الاكتئاب في بعض الحالات المصاحبة بالحزن أو التوتر.


العلاج السلوكي والدعم النفسي

يُعتبر الدعم الأسري والعلاج السلوكي من أهم وسائل تحسين الحالة النفسية للمريض، حيث يساعد في:

  • تنظيم الحياة اليومية للمريض.

  • تقليل التوتر والارتباك.

  • إشراك المريض في أنشطة ذهنية لتحفيز الذاكرة.


نصائح للتعامل مع مريض الدمنشيا

  • التحلي بالصبر عند التحدث إليه.

  • استخدام جمل قصيرة وواضحة.

  • عدم انتقاده عند نسيان الأشياء.

  • توفير بيئة آمنة لتقليل فرص السقوط أو الضياع.

  • استخدام صور أو علامات مرئية لتذكيره بالأماكن أو الأشخاص.


الوقاية الممكنة من الإصابة

رغم أن بعض أسباب الدمنشيا وراثية ولا يمكن التحكم بها، فإن هناك مجموعة من الخطوات التي يمكن اتباعها لتقليل خطر الإصابة:

  • الحفاظ على النشاط الذهني من خلال القراءة أو حل الألغاز.

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

  • تناول نظام غذائي متوازن وغني بالخضروات والأسماك.

  • ضبط ضغط الدم ومستويات السكر والكوليسترول.

  • الابتعاد عن التدخين والمشروبات الكحولية.

الدمنشيا ليست فقط حالة طبية بل تحدٍ مجتمعي ونفسي يؤثر على حياة المرضى وأسرهم. الفهم الجيد لطبيعة المرض، التفرقة الدقيقة بين أنواعه، والانتباه المبكر لأعراضه، يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في تحسين جودة حياة المصاب، وتقليل تأثيراته السلبية. وبينما لا يزال الطب يبحث عن علاج شافٍ، فإن الرعاية الحانية والدعم النفسي يبقيان في مقدمة أدوات المواجهة.

هل ترغب أن أبدأ الآن في تجهيز المقالة التالية؟

التعليقات

لا يوجد تعليقات

اترك تعليق

يجب تسجيل الدخول أولا. تسجيل الدخول

قد يهمك أيضا

تعــرف على ميكسات فور يو
اتصل بنا
سياسة الخصوصية
من نحن
خريطة الموقع
تابعنا علي منصات السوشيال ميديا

جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt

Loading...