شهدت الأسواق المصرية صباح اليوم السبت 19 أبريل 2025 موجة جديدة من ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، وسط حالة من القلق بين المواطنين والمستهلكين، خاصة في ظل تزايد الضغوط المعيشية وارتفاع أسعار السلع الأساسية الأخرى مثل الدواجن والبيض.
الارتفاع لم يكن طفيفًا أو محدودًا، بل وصفه عدد من التجار والمواطنين بأنه "كبير ومفاجئ"، مما أعاد الجدل حول أسباب تقلبات أسعار اللحوم، خاصة مع اقتراب موسم الصيف، وما يصاحبه من مناسبات ترفع الطلب على اللحوم.
جاءت الأسعار الجديدة لتؤكد أن السوق يشهد موجة صعود واسعة النطاق، حيث ارتفعت أسعار اللحوم بنحو 30 إلى 50 جنيهًا في الكيلو الواحد عن الأسبوع الماضي، وجاءت كالتالي:
اللحم الكندوز البلدي: 320 إلى 350 جنيهًا للكيلو
اللحم الضأن: 340 إلى 370 جنيهًا للكيلو
اللحم الجملي: 260 إلى 280 جنيهًا للكيلو
اللحم المستورد البرازيلي (مجمد): 190 إلى 220 جنيهًا للكيلو
الكبدة البلدي: 340 إلى 360 جنيهًا للكيلو
الكبدة المستوردة: 170 إلى 200 جنيهًا للكيلو
ويُلاحظ أن الفارق بين الأسعار في الأحياء الشعبية والمناطق الراقية لا يزال كبيرًا، حيث تزيد الأسعار في بعض الأحياء الراقية عن 370 جنيهًا للكيلو الكندوز.
بحسب ما رُصد من السوق، فإن ارتفاع أسعار اللحوم اليوم له عدة أسباب مباشرة وغير مباشرة، أبرزها:
ارتفاع أسعار الأعلاف: والتي أثرت بشكل مباشر على تكلفة تربية المواشي.
نقص المعروض في الأسواق: بسبب انخفاض الكميات المعروضة من اللحوم البلدية تحديدًا.
زيادة الطلب مع موسم المناسبات: مثل عيد العمال واقتراب إجازات الصيف.
ارتفاع تكلفة النقل: بفعل أسعار الوقود والشحن، خصوصًا في المحافظات البعيدة.
تشير بعض المؤشرات إلى وجود تراجع في أعداد الذبائح المعروضة في المجازر الحكومية والخاصة خلال الأسبوع الجاري، الأمر الذي انعكس على قلة المعروض في الأسواق.
كما أشار بعض الجزارين إلى تأخر وصول شحنات اللحوم المستوردة من الخارج، مما قلل من حجم المنافسة، وبالتالي أعطى فرصة لارتفاع الأسعار.
الأسبوع الماضي كانت الأسعار على النحو التالي:
النوع | الأسبوع الماضي | اليوم السبت |
---|---|---|
الكندوز البلدي | 290 – 310 جنيهًا | 320 – 350 جنيهًا |
الضأن البلدي | 310 – 330 جنيهًا | 340 – 370 جنيهًا |
الجملي | 240 – 250 جنيهًا | 260 – 280 جنيهًا |
الكبدة البلدي | 310 – 330 جنيهًا | 340 – 360 جنيهًا |
وتُظهر هذه المقارنة أن الزيادة خلال أسبوع فقط تجاوزت في بعض الأنواع حاجز الـ40 جنيهًا، وهو ما اعتبره المواطنون "غير مسبوق" في فترة زمنية قصيرة.
من جهتهم، أكد عدد من الجزارين أن السبب الأساسي في الزيادة هو "تكلفة التربية والعلف"، مشيرين إلى أن الأسعار تأتيهم مرتفعة من المصدر، وليس لديهم هامش كبير لخفض السعر للمستهلك.
رغم الارتفاع الكبير في الأسواق الحرة، لا تزال بعض المجمعات الحكومية تطرح اللحوم بأسعار أقل نسبيًا، كجزء من سياسة الدولة لضبط السوق، وجاءت أسعارها كالتالي:
اللحوم المجمدة البرازيلية: 180 إلى 200 جنيه
اللحوم السودانية المبردة: 230 إلى 240 جنيه
الكبدة المستوردة: 160 إلى 180 جنيه
لكن المشكلة أن الكميات محدودة، ولا تتوفر في كل الفروع، كما أن بعض المواطنين يفضلون اللحوم البلدية رغم ارتفاع سعرها.
ارتفاع أسعار اللحوم لا ينعكس فقط على وجبة الغذاء اليومية، بل يمتد تأثيره إلى:
انخفاض الإقبال على الشراء
زيادة الطلب على بدائل مثل الدواجن والبيض والبقوليات
ارتفاع أسعار المطاعم الشعبية
تأثير سلبي على أصحاب المطاعم والمقاهي
حتى الآن لم تصدر تصريحات رسمية عاجلة، لكن مصادر داخل الأسواق أكدت وجود تحركات لتكثيف المعروض من اللحوم المستوردة خلال الأسبوع القادم، لتقليل الضغط على الأسعار.
كما أشارت توقعات التجار إلى إمكانية عقد مزادات لتوريد لحوم حية مستوردة، أو تقديم دعم للمزارع المحلية الصغيرة.
الاحتمال قائم ولكن مشروط:
بانخفاض أسعار العلف المستورد
وزيادة الواردات من اللحوم الحية
وتحسين منظومة التوزيع والمجازر
وإن لم يحدث ذلك، فمن المتوقع أن تستمر الأسعار في الارتفاع حتى نهاية إبريل، مع احتمالية موجة أخرى في أول أسابيع الصيف.
لا تشترِ كميات كبيرة دفعة واحدة
استبدل اللحوم الغالية بالبقوليات والبيض
تابع العروض في المجمعات الحكومية
حاول الشراء في بداية اليوم من أماكن الجملة أو الأسواق المركزية
الزيادة الكبيرة في أسعار اللحوم اليوم تؤكد أن السوق لا يزال يعاني من اختلال بين العرض والطلب، وسط تقلبات في أسعار الأعلاف، ونقص في المعروض المحلي، وضعف في البدائل الحكومية.
وبينما يحاول المواطن التأقلم مع الواقع الاقتصادي، تبقى الكرة في ملعب الحكومة لضبط السوق، وتقديم تدخل عاجل يمنع تكرار هذا السيناريو مع قدوم الصيف.
إذا لم يتم التحرك سريعًا، فقد تصبح اللحوم سلعة بعيدة عن موائد الغالبية، وتتحول من "مطلب غذائي" إلى "حلم موسمي".
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt