يُعد تورم تحت الإبط من الأعراض الشائعة التي قد تُثير القلق لدى البعض، خاصة إذا استمر لفترة أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الألم أو تغير لون الجلد. تحت الإبط توجد العديد من العقد الليمفاوية والغدد العرقية والأنسجة الدهنية، ما يجعله منطقة عرضة لعدة أسباب مرضية وغير مرضية.
وقد لا يكون التورم بحد ذاته مؤشرًا خطيرًا في معظم الحالات، لكنه أحيانًا يُنبّه لوجود خلل أو مرض يجب التعامل معه طبيًا. في هذا المقال، نناقش أسباب تورم تحت الإبط بالتفصيل، ونوضح العلامات التي تتطلب زيارة الطبيب، بالإضافة إلى طرق التشخيص والعلاج المناسبة.
التورم تحت الإبط يُقصد به ظهور كتلة أو تضخم ملحوظ في أحد الجانبين أو كلاهما، وقد يكون:
صغيرًا أو كبيرًا
لينًا أو صلبًا
مؤلمًا أو غير مؤلم
ثابتًا أو يتحرك عند لمسه
ويعتمد سبب التورم على طبيعته ومدته، بالإضافة إلى الأعراض المصاحبة.
أحد أكثر الأسباب شيوعًا.
يحدث نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية.
الغدد الليمفاوية تعمل كمرشحات تلتقط الميكروبات، وتتورم عند نشاطها الزائد.
استخدام الشفرات أو مزيلات العرق قد يُسبب التهاب الجلد.
أحيانًا يحدث خراج دهني أو بثور، وتؤدي إلى ورم موضعي مؤلم.
الجسم يُرسل خلايا مناعية للعقد الليمفاوية تحت الإبط إذا كان هناك التهاب في الثدي (خاصة لدى النساء) أو إصابة في الذراع.
تكوّن كيس دهني صغير أسفل الجلد.
يكون عادةً غير مؤلم، ويمكن تحريكه بسهولة.
مثل فيروس الهربس أو الجدري.
تُسبب تضخمًا في الغدد الليمفاوية، وأحيانًا طفح جلدي.
تناول أدوية معينة قد يُحفز الجهاز المناعي، فيتسبب في تورم العقد الليمفاوية كرد فعل تحسسي.
رغم أن معظم حالات التورم تكون بسيطة، إلا أن بعض الحالات تستوجب الحذر، خصوصًا:
قد يكون أول علامة على انتشار السرطان للغدد الليمفاوية.
يُلاحظ غالبًا عند النساء، خاصة في وجود كتل في الثدي أيضًا.
نوع من السرطان يصيب الجهاز الليمفاوي.
يُسبب تضخمًا غير مؤلم في العقد الليمفاوية، يستمر لفترة طويلة.
يترافق مع أعراض أخرى مثل التعب الشديد، نزيف متكرر، وخسارة الوزن.
يُسبب تورمًا مزمنًا تحت الإبط مع تعرق ليلي وفقدان شهية.
يُنصح بالتوجه إلى الطبيب في الحالات التالية:
استمرار التورم لأكثر من أسبوعين دون تحسن.
التورم مصحوب بـ حمى، تعرق ليلي، فقدان وزن غير مبرر.
التورم صلب ولا يتحرك.
وجود تغيرات في الثدي أو إفرازات غير طبيعية.
إذا كنت من أصحاب التاريخ العائلي لأمراض سرطانية.
يعتمد التشخيص على الفحص الإكلينيكي أولًا، ثم يطلب الطبيب فحوصات لتحديد السبب، مثل:
تحليل دم شامل: للكشف عن علامات الالتهاب أو خلايا غير طبيعية.
أشعة الموجات فوق الصوتية (سونار) على الكتلة.
تصوير الثدي بالأشعة أو الماموجرام (للسيدات).
خزعة من العقدة الليمفاوية: إذا اشتبه الطبيب في أورام أو حالات مزمنة.
أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي في بعض الحالات المتقدمة.
يُوصف مضاد حيوي مناسب لمدة أسبوع إلى عشرة أيام.
أدوية مضادة للالتهاب.
كمادات دافئة موضعية لتخفيف الألم.
إيقاف الدواء المسبب.
وصف مضادات هيستامين أو كورتيزون موضعي.
قد تُترك بدون تدخل إن لم تكن مزعجة.
تُزال جراحيًا إذا تسبب الألم أو كبر حجمها.
تُحول الحالة إلى طبيب أورام أو متخصص.
يُحدد العلاج وفقًا لنوع الورم، مثل:
علاج كيماوي
جراحة استئصال
علاج إشعاعي
رغم أن بعض الأسباب لا يمكن التحكم فيها، إلا أن بعض الإجراءات تقلل من فرص حدوث التورم:
استخدام شفرة نظيفة عند الحلاقة مع تعقيم المنطقة.
تجنب مزيلات العرق المهيّجة أو العطور القوية.
علاج أي التهابات جلدية في الذراع أو الثدي فورًا.
إجراء فحص دوري للثدي للنساء بعد سن الأربعين.
الحفاظ على مناعة قوية بتناول غذاء متوازن وممارسة الرياضة.
التورم في جهة واحدة لا يعني بالضرورة وجود مشكلة كبيرة، لكن التقييم مطلوب دائمًا.
بعض الكتل الصغيرة تكون حميدة ولا تحتاج تدخلًا، فقط متابعة.
النساء الحوامل قد يشعرن أحيانًا بتغيرات تحت الإبط بسبب التغيرات الهرمونية.
في حالات نادرة، قد تكون الكتلة ناتجة عن غدة عرقية ملتهبة أو عدوى فطرية مزمنة.
تورم تحت الإبط عرض لا يجب تجاهله، خاصة إذا استمر لفترة طويلة أو صاحبه ألم أو أعراض أخرى. معظم الحالات تكون بسيطة ناتجة عن التهابات أو تفاعلات جلدية، ولكن في بعض الأحيان يكون التورم مؤشرًا على مشكلة صحية أكبر.
لذا، من الضروري إجراء الفحص الطبي المناسب وتجنب التكهنات، خاصة أن الاكتشاف المبكر لأي مشكلة يُعزز فرص العلاج السريع والتعافي التام. وفي الوقت ذاته، يمكن أن تلعب الوقاية اليومية دورًا كبيرًا في حماية الجسم من المضاعفات المحتملة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt