في عالم الصحة، لا يعد ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه فقط من المؤشرات المرضية، بل إن تقلب ضغط الدم من حالة لأخرى بشكل مستمر قد يكون أكثر خطورة، خاصة إذا تكررت الأعراض يوميًا دون تفسير واضح. فهل تعلم أن هذا التقلب قد يشير إلى أمراض في القلب أو الأعصاب أو الغدد الصماء؟ وكيف تتعامل معه بشكل آمن؟ هذا ما نوضحه في السطور التالية.
تقلب ضغط الدم هو حالة تتغير فيها قراءات ضغط الشخص بشكل ملحوظ خلال فترات قصيرة، بحيث يسجل أحيانًا قراءات مرتفعة جدًا، ثم ينخفض فجأة إلى قراءات منخفضة دون نمط ثابت. وتُعتبر هذه الحالة مقلقة إذا حدثت بشكل متكرر أو مفاجئ، لأنها تُجهد القلب وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تُعالج.
ارتفاع الضغط المزمن هو حالة مستمرة تكون فيها قراءات الضغط دائمًا أعلى من المعدل الطبيعي، وغالبًا ما تتطلب علاجًا طويل الأمد.
أما تقلب الضغط فهو تذبذب القراءات من الأعلى إلى الأقل أو العكس في وقت قصير، وغالبًا ما تكون أسبابه متنوعة وأكثر تعقيدًا.
رغم أن البعض قد لا يلاحظ هذا التغير في البداية، فإن تقلب الضغط عادة ما يظهر من خلال أعراض متكررة، منها:
الدوخة والدوار المفاجئ
الصداع المتنقل
عدم وضوح الرؤية
الإعياء أو الخمول دون سبب
تسارع أو اضطراب ضربات القلب
التعرق أو الشعور بالغثيان
الجهاز العصبي الذاتي مسؤول عن تنظيم الضغط تلقائيًا، وأي خلل فيه يؤدي إلى التذبذب مثل:
اعتلال الأعصاب الناتج عن مرض السكري
الضمور المتعدد للجهاز العصبي
بعض أمراض الدماغ
مثل:
ضعف عضلة القلب
خلل بصمامات القلب
اضطراب نظم القلب
هذه الحالات تؤثر على كفاءة ضخ الدم مما يسبب تغيرات في الضغط.
فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصورها
أورام الغدة الكظرية (مثل فيوكروموسيتوما)
مرض كوشينج
خاصة إذا أثّر على الأعصاب التي تتحكم في انقباض وتوسع الأوعية الدموية.
نقص الماء أو الأملاح، كما يحدث مع القيء أو الإسهال أو الصيام، قد يسبب انخفاضًا في الضغط يعقبه ارتفاع كرد فعل.
التوتر والقلق المزمن
قلة النوم أو النوم المتقطع
الإفراط في شرب الكافيين أو الكحول
تناول بعض الأدوية بدون إشراف طبي (مثل مضادات الاكتئاب أو مزيلات الاحتقان)
تغيّرات الطقس أو الحرارة العالية
ممارسة التمارين القاسية دون تحضير مناسب
نعم، لأن التقلب المستمر يؤثر على سلامة الأوعية الدموية ويزيد خطر الإصابة بـ:
الجلطات الدماغية
الأزمات القلبية
الفشل الكلوي
نزيف المخ أو مشاكل في الشبكية
يبدأ التشخيص من متابعة الضغط بانتظام:
قم بقياس الضغط ثلاث مرات يوميًا (صباحًا - ظهرًا - مساءً)
احتفظ بسجل للقراءات على مدار أسبوع على الأقل
ثم يعرض المريض هذه القراءات على الطبيب الذي قد يطلب:
فحص رسم قلب
موجات صوتية على القلب
تحاليل شاملة (سكر، كوليسترول، هرمونات، وظائف كلى وكبد)
فحص الأعصاب إذا لزم الأمر
الالتزام بتناول العلاج الذي يصفه الطبيب بانتظام دون تعديل أو إيقاف مفاجئ.
تقليل الملح إلى الحد الأدنى
الإكثار من الخضراوات الورقية الغنية بالبوتاسيوم
شرب كميات كافية من الماء
تجنب الأطعمة الدهنية والمصنعة
قلة النوم تؤثر على ضغط الدم بشدة، لذا يُنصح بالنوم من 7 إلى 8 ساعات يوميًا.
ممارسة تمارين الاسترخاء، والتنفس العميق، واليوجا، والابتعاد عن مسببات القلق.
الكافيين والكحول يسببان تقلّبًا سريعًا في الضغط، خاصة عند الأشخاص الحساسين.
إذا لاحظت تقلبًا متكررًا في الضغط مصحوبًا بأعراض مثل:
ألم في الصدر
صعوبة في التنفس
فقدان مؤقت للوعي
ضعف أو تنميل في أحد الأطراف
صداع مفاجئ مع تشوش في الرؤية
فيجب التوجه فورًا إلى المستشفى لتجنب مضاعفات خطيرة.
في بعض الحالات نعم، خاصة إذا كانت أسبابه سلوكية. أما إذا كان ناتجًا عن أمراض مزمنة، فيمكن تقليله والتحكم فيه من خلال العلاج والمتابعة.
استخدام جهاز ضغط منزلي ومتابعة القياسات
إجراء فحوص دورية للقلب والغدة الدرقية
شرب الماء بانتظام خاصة في الصيف
تقليل الوزن إذا كنت تعاني من السمنة
ممارسة رياضة معتدلة مثل المشي 30 دقيقة يوميًا
تقلب ضغط الدم ليس عرضًا عابرًا، بل مؤشرًا على وجود خلل داخلي قد يكون بسيطًا أو خطيرًا. ويكمن الخطر في إهماله وتجاهله، مما قد يؤدي إلى أمراض قلبية وعصبية وكُلوية يصعب علاجها لاحقًا.
لذلك، الوعي والمتابعة الدقيقة، وتغيير نمط الحياة، والالتزام بالخطة العلاجية، هي خطوات أساسية للحفاظ على استقرار الضغط وصحة القلب والدماغ معًا.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt