أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياة ملايين المستخدمين حول العالم، خاصة مع انتشار تطبيقات المحادثات الذكية والروبوتات التي تجيب على الأسئلة وتقدم النصائح في مختلف المجالات. لكن هذا الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي أثار تحذيرات من خبراء التقنية والصحة والقانون، الذين أكدوا أن هناك مجالات محددة لا يجب أبدًا الاعتماد فيها على الذكاء الاصطناعي، لأنها قد تسبب ضررًا مباشرًا أو نتائج عكسية.
وفي مقدمة هذه المجالات: الاستشارات الطبية، القانونية، والمالية الشخصية المعقدة، حيث تُعد هذه الميادين حساسة وتتطلب تشخيصًا دقيقًا وفهمًا شاملاً للسياق، وهو ما لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تحقيقه بشكل مضمون حتى الآن.
رغم تطور تقنيات المعالجة اللغوية والقدرات التحليلية للذكاء الاصطناعي، إلا أنه لا يمتلك وعيًا أو فهمًا حقيقيًا، بل يعتمد على بيانات سابقة وتحليلات إحصائية لتوليد الإجابات. وهذا يعني أنه:
قد يقدم معلومات قديمة أو غير محدثة.
لا يستطيع التمييز بين الحالات الفردية المعقدة.
يعتمد على قواعد عامة قد لا تناسب حالتك الشخصية.
لا يتحمل أي مسؤولية قانونية أو أخلاقية عن النتائج.
أبرز التحذيرات كانت من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض أو اختيار الأدوية، إذ أن:
الأعراض قد تتشابه بين أمراض مختلفة، ولا يمكن تحديد الحالة بدون فحوصات وتحاليل دقيقة.
بعض الأعراض تتطلب تدخلًا عاجلًا لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تمييزه.
استخدام معلومات خاطئة في المجال الصحي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة أو تأخير التشخيص.
لهذا السبب، شددت الهيئات الصحية على أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يكون بديلاً عن الأطباء المتخصصين.
قد يلجأ بعض الأفراد إلى الذكاء الاصطناعي للحصول على استشارات قانونية سريعة، لكن هذه الممارسة قد تؤدي إلى:
الحصول على تفسير خاطئ للقانون نظرًا لتباين التشريعات بين الدول.
تجاهل التفاصيل الدقيقة التي قد تؤثر جذريًا في الموقف القانوني.
عدم إدراك تبعات التصرف القانوني على المدى البعيد.
كما أن الذكاء الاصطناعي لا يعكس دائمًا التحديثات القانونية الأخيرة، ولا يمتلك قدرة على قراءة السياق القضائي الخاص بكل قضية.
ينصح خبراء الاقتصاد بعدم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات مالية مصيرية، خاصة تلك المتعلقة بـ:
الاستثمار في الأسهم أو العملات.
إعداد خطط التقاعد أو التأمين.
الاقتراض أو التعامل مع البنوك.
لأن هذه القرارات تتطلب فهمًا شاملًا للسوق، وللوضع المالي الشخصي، وللمخاطر المحتملة، وهو ما لا يستطيع النظام الذكي التنبؤ به بدقة.
في المقابل، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في بعض المهام العامة التي لا تتطلب تشخيصًا شخصيًا أو استشارة حاسمة، مثل:
البحث العام عن المعلومات.
تنظيم الجداول أو التذكيرات.
المساعدة في الكتابة أو الصياغة.
تلخيص المحتوى أو إعداد عروض تقديمية.
لكن حتى في هذه المهام، يُفضل أن يقوم المستخدم بمراجعة المخرجات النهائية بعناية.
في الفترة الأخيرة، ظهرت عدة حالات شهيرة وقع فيها أشخاص ضحية لاعتمادهم على استشارات الذكاء الاصطناعي، من بينها:
شخص تناول دواءً دون الرجوع للطبيب اعتمادًا على استشارة ذكاء اصطناعي، مما تسبب له في مضاعفات صحية.
حالة قانونية تم الاعتماد فيها على نموذج لغة للإجابة على صيغة عقد، فكانت الصياغة مخالفة للقانون المحلي، ما تسبب في خسائر كبيرة.
شخص استثمر مبلغًا كبيرًا بناءً على تحليل ذكاء اصطناعي لسوق العملات الرقمية، وخسر أغلب أمواله بعد أيام.
استخدم الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة، وليس بديلًا عن المختصين.
لا تتعامل مع نصائحه في المجالات الطبية أو القانونية أو المالية الحساسة وكأنها يقينية.
راجع دائمًا المعلومات من مصادر بشرية موثوقة.
تأكد من تحديث المعلومات قبل اتخاذ أي قرار بناءً على ما يقدمه الذكاء الاصطناعي.
رغم التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن استبدال العقل البشري المتخصص في المجالات الحيوية لا يزال بعيدًا، لأن:
الذكاء الاصطناعي لا يمتلك إحساسًا أو مسؤولية.
لا يمكنه الحكم على المواقف الأخلاقية أو المعقدة.
لا يفهم السياق الثقافي أو الاجتماعي بشكل كامل.
يعتمد على قواعد البيانات، لا على التفكير النقدي أو الخبرة الفعلية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt