في ظاهرة فلكية استثنائية، تستعد مصر وعدد من دول العالم لمشاهدة كسوف كلي للشمس يُعد من أندر الأحداث الفلكية التي قد لا تتكرر بهذا الشكل إلا بعد عقود.
حيث أعلنت هيئة البحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن البلاد ستشهد كسوفًا كليًا للشمس يُغرق السماء في ظلام دامس لمدة تتجاوز 6 دقائق متواصلة.
في مشهد مهيب ينتظره عشاق الظواهر الكونية والمهتمون بعلم الفلك.
وأكدت الهيئة أن هذا الكسوف الكلي سيحدث في موعد محدد خلال العام الجاري، وسط تحذيرات من خطورة مشاهدة الظاهرة بالعين المجردة دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وفقًا للبيان الصادر عن المعهد القومي للبحوث الفلكية:
سيحدث الكسوف الكلي للشمس يوم الأربعاء 12 أغسطس 2025.
تبدأ الظاهرة في سماء مصر مع تمام الساعة 12:05 ظهرًا بتوقيت القاهرة.
يصل ذروته مع 12:45 ظهرًا حيث يُغطى قرص الشمس بالكامل ويعم الظلام لعدة دقائق.
ينتهي الكسوف الكلي بحلول الساعة 1:15 مساءً، ليعود الضوء تدريجيًا.
وسيكون هذا الكسوف مرئيًا بوضوح في عدد من المحافظات المصرية، خاصة محافظات الصعيد وسيناء.
الكسوف الكلي للشمس هو ظاهرة فلكية تحدث عندما يقع القمر بين الأرض والشمس بشكل تام، مما يؤدي إلى حجب ضوء الشمس بالكامل عن جزء من سطح الأرض.
في هذه الحالة، يتحول النهار إلى ظلام مؤقت يُشبه وقت الغروب، وتُصبح السماء حالكة السواد.
يُمكن خلال الكسوف الكلي رؤية هالة الشمس (الإكليل الشمسي)، وهو مشهد نادر لا يتكرر كثيرًا.
أوضح خبراء الفلك أن:
مدة الظلام الكامل في بعض مناطق مصر ستتراوح بين 5 إلى 6 دقائق ونصف، وهي مدة تُعد طويلة نسبيًا مقارنة بظواهر الكسوف السابقة.
القاهرة وبعض مدن الدلتا ستشهد كسوفًا جزئيًا فقط، حيث يُغطى جزء كبير من قرص الشمس.
بينما المناطق الجنوبية مثل أسوان وسيناء ستشهد الكسوف الكلي في صورته الكاملة.
أصدرت هيئة البحوث الفلكية عدة تحذيرات للمواطنين، أبرزها:
عدم النظر مباشرة إلى الشمس أثناء الكسوف دون استخدام نظارات مخصصة للظواهر الفلكية.
استخدام تلسكوبات مزودة بمرشحات خاصة لتفادي الأضرار البصرية.
عدم الاعتماد على النظارات الشمسية العادية أو الزجاج المُدخن، حيث إنها لا توفر الحماية الكافية.
ينصح بمتابعة الحدث عبر البث المباشر الذي ستُقدمه مراكز الفلك المختلفة.
أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية عن تنظيم فعاليات علمية لرصد الكسوف في عدد من المراصد والمراكز البحثية.
سيتم توفير أدوات الرصد الآمنة للجمهور.
عقد ندوات توعوية قبل الحدث لشرح الظاهرة وأبعادها العلمية.
بث مباشر عالمي لتوثيق هذه اللحظة التاريخية.
إلى جانب مصر، سيُشاهد الكسوف الكلي في:
السودان
السعودية (بعض المناطق الجنوبية)
اليمن
أجزاء من المحيط الهندي وشمال إفريقيا
بينما ستشهد دول أوروبا وآسيا وأجزاء من شمال مصر كسوفًا جزئيًا.
على مدار التاريخ، ارتبطت ظاهرة كسوف الشمس بالعديد من الأساطير والمعتقدات الخاطئة، مثل:
اعتقاد القدماء بأن الكسوف دليل على غضب الآلهة.
في بعض الثقافات، كان يُنظر إلى الكسوف كـ نذير شؤم أو علامة على حدوث كوارث.
أكد العلماء أن:
الكسوف ظاهرة طبيعية لا تُسبب أي ضرر بيئي مباشر.
الخطر الوحيد يكمن في النظر المباشر للشمس أثناء الكسوف، مما قد يؤدي إلى تلف دائم في شبكية العين.
لا صحة للشائعات حول تأثير الكسوف على الحوامل أو الأطفال.
أوصت وزارة الأوقاف المصرية المسلمين بأداء صلاة الكسوف، وهي سنة مؤكدة عند حدوث مثل هذه الظواهر:
تُصلى ركعتين في جماعة.
تُقام في المساجد الكبرى مع الدعاء والاستغفار.
تهدف الصلاة لتذكير الناس بعظمة خلق الله والتقرب إليه.
أوضح المعهد القومي للبحوث الفلكية أن:
الكسوف الكلي للشمس لا يتكرر كثيرًا في نفس المنطقة.
الحدث القادم بهذا الشكل في مصر لن يتكرر قبل أكثر من 18 عامًا.
لذا يُعد كسوف 12 أغسطس 2025 فرصة نادرة لرؤية هذا المشهد الكوني المذهل.
استخدم نظارات الكسوف المعتمدة دوليًا.
تجنب استخدام الكاميرات أو الهواتف دون فلاتر حماية.
لا تُراقب الكسوف عبر الماء أو الزجاج العاكس.
تابع التغطيات العلمية المباشرة للاستمتاع بالحدث دون مخاطر.
يُعد الكسوف الكلي للشمس المنتظر في أغسطس 2025 حدثًا فلكيًا تاريخيًا سيحبس أنفاس ملايين المواطنين في مصر والعالم، حيث يعيش الجميع لحظات من الإعجاز الكوني حين يُظلم النهار وسط حالة من الدهشة والانبهار بجمال الخلق الإلهي.
ورغم روعة المشهد، إلا أن الالتزام بالإرشادات الطبية والعلمية أمر ضروري لحماية العيون من أي أذى، مع استحضار البعد الروحي من خلال أداء صلاة الكسوف والتأمل في عظمة الكون.
ويُوصي الخبراء باغتنام هذه الفرصة الفريدة لمتابعة الظاهرة بشكل علمي منظم، خاصة أنها قد لا تتكرر في حياتنا مرة أخرى، لتظل محفورة في ذاكرة كل من سيُشاهد هذا العرض السماوي المبهر.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt