أثارت بطولة كأس القارات المقبلة حالة من الجدل في الوسط الرياضي المصري، بعد تداول تساؤلات كثيرة حول من سيمثل مصر في هذه البطولة الكبرى: النادي الأهلي أم بيراميدز؟ يأتي ذلك في ظل وجود معايير محددة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وتداخل في البطولات القارية، مما جعل الملف معقدًا إلى حدٍ ما، خاصةً بعد الأداء اللافت للنظر الذي قدمه كل من الفريقين في الموسم الأخير.
وفي هذا التقرير، نستعرض تفاصيل الأزمة، ومعايير الفيفا لاختيار الممثل الرسمي، وموقف الأهلي وبيراميدز، وردود الفعل الجماهيرية والإعلامية، وتحليل شامل للسيناريوهات المحتملة.
بطولة كأس القارات هي بطولة ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم وتجمع بين أبطال القارات الست بالإضافة إلى منتخب الدولة المستضيفة وبطل العالم. وتعتبر بمثابة اختبار حقيقي للمنتخبات المشاركة قبل كأس العالم، وتمثل قيمة كروية وتسويقية عالية.
ورغم أن الشكل الحالي للبطولة تغير، وتحولت إلى نظام جديد يشمل 32 فريقًا من الأندية بدلاً من المنتخبات، تحت اسم "كأس العالم للأندية بنظام موسع"، فإن المبدأ نفسه ما زال قائمًا، حيث تشارك الأندية التي تحقق ألقاب قارية، أو يتم اختيارها بناءً على ترتيب خاص ومعايير محددة.
الصراع بين الأهلي وبيراميدز يتمحور حول تمثيل مصر في النسخة الجديدة من البطولة التي ستقام تحت مظلة الفيفا بمشاركة الأندية الأبطال.
الأهلي: توّج بلقب دوري أبطال إفريقيا 2022 و2023، وهو ممثل القارة السمراء في النسخة السابقة من كأس العالم للأندية، كما يُعتبر أكثر الأندية الأفريقية تحقيقًا للبطولات القارية.
بيراميدز: حل وصيفًا في الدوري المصري الممتاز لموسمين متتاليين، وشارك في النسخ الأخيرة من الكونفدرالية الإفريقية وحقق تقدمًا كبيرًا في ترتيب تصنيف الاتحاد الإفريقي "كاف".
وبالتالي، دخل بيراميدز في الصورة كمنافس محتمل على بطاقة التمثيل، خاصة إذا كان التقييم مبنيًا على نتائج آخر ثلاث سنوات، وليس على لقب البطولة القارية فقط.
في التحديثات الأخيرة التي أعلنها الفيفا بشأن نظام بطولة كأس العالم للأندية بنسختها الموسعة، تم وضع عدد من المعايير لاختيار الأندية المشاركة، وهي:
الفوز ببطولة قارية (دوري الأبطال) خلال السنوات المحددة.
تصنيف الأندية حسب الأداء في البطولات القارية خلال فترة زمنية يتم تحديدها مسبقًا (عادة 4 سنوات).
عدم تكرار الأندية من نفس الدولة إذا تجاوز العدد المسموح.
أفضلية الأبطال على حساب الفرق غير المتوجة.
وبناءً على ذلك، فإن الفيفا تميل لاختيار الأندية الحاصلة على ألقاب أولًا، ثم يتم استكمال باقي المقاعد وفقًا للتصنيف القاري والنقاط المحققة.
حتى الآن، وبحسب الإجراءات الرسمية التي اتبعها الفيفا لاختيار ممثلي إفريقيا، فإن الأهلي هو الأقرب للتمثيل، بل تم الإعلان عن ضمه بالفعل في قائمة الأندية المشاركة في البطولة.
ويرجع ذلك إلى عدة أسباب:
تتويج الأهلي بلقب دوري أبطال إفريقيا مرتين خلال فترة التصنيف.
تحقيق نتائج قوية ومستقرة على مدار 4 مواسم متتالية.
أسبقية المشاركة السابقة في كأس العالم للأندية.
عدم فوز بيراميدز بأي لقب قاري حتى الآن.
لذلك، فإن الفيفا لا يعتمد فقط على الأداء المحلي أو تصنيف الدوري، بل يُعلي من قيمة التتويج القاري، وهو ما يُرجّح كفة الأهلي بشكل شبه نهائي.
على الرغم من إعلان الفيفا، فإن بعض التقارير الإعلامية أشارت إلى أن إدارة نادي بيراميدز كانت قد أبدت رغبتها في معرفة الموقف الرسمي، خاصةً أن الفريق احتل مركز الوصافة محليًا في أكثر من موسم، كما شارك في الكونفدرالية الأفريقية وحقق نتائج جيدة.
لكنّ لوائح الفيفا واضحة، حيث تشترط الفوز ببطولة قارية أو الحصول على أعلى تصنيف في حالة المقاعد الإضافية، وهو ما لا ينطبق حاليًا على بيراميدز.
نعم، بالتأكيد، فالفريق يُعد من أكثر الأندية تطورًا في مصر خلال السنوات الأخيرة، وقد بدأ في بناء قاعدة جماهيرية، وضم لاعبين على مستوى عالٍ، واستثمر في البنية التحتية والفنية.
وإذا ما نجح في التتويج بأي بطولة قارية قادمة، سواء دوري الأبطال أو الكونفدرالية، فإن فرصته في التواجد ضمن البطولات العالمية ستكون كبيرة، خاصة أن نظام الفيفا الجديد يسمح بمشاركة أكثر من نادٍ من نفس القارة وفقًا لعدد المقاعد المخصصة.
انقسمت ردود الفعل بين مؤيدين ومعارضين، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي:
جماهير الأهلي اعتبرت أن تمثيل النادي في البطولة هو أمر بديهي نظرًا لتاريخه القاري الكبير.
في المقابل، رأت بعض جماهير بيراميدز أن النادي يستحق الفرصة بسبب استقراره ونتائجه الإيجابية.
المحللون أكدوا أن اللوائح حسمت الموقف لصالح الأهلي، وأن الفرص القادمة ستكون متاحة للجميع.
من الناحية الفنية، فإن تمثيل مصر في بطولة عالمية كبرى مثل كأس القارات أو كأس العالم للأندية يتطلب نادٍ يمتلك:
خبرة دولية في البطولات الكبيرة.
لاعبين معتادين على الضغط الإعلامي والجماهيري.
جهاز فني قادر على التكيف مع المنافسات العالمية.
وهذه المواصفات تنطبق حاليًا على النادي الأهلي بشكل واضح، وهو ما يؤهله لتقديم مستوى قوي أمام أبطال القارات الأخرى.
تمثيل مصر في مثل هذه البطولات يمنح عدة فوائد، منها:
رفع اسم الكرة المصرية على المستوى العالمي.
فرص تسويقية للنادي وللدوري المحلي.
تحفيز بقية الأندية للسعي نحو التتويج القاري.
تحقيق عوائد مالية من الجوائز والبث والرعاية.
وتُعد مثل هذه المشاركات بوابة حقيقية لاحتراف عدد أكبر من اللاعبين المصريين في الخارج، نظرًا للمتابعة العالمية للبطولة.
الفيفا أعلن بشكل نهائي عن مشاركة الأهلي ممثلًا لمصر في بطولة كأس العالم للأندية الجديدة، بعد تتويجه بدوري أبطال إفريقيا أكثر من مرة خلال الفترة المحددة.
لا توجد فرصة حالية لبيراميدز، لكنه يُعد منافسًا قويًا في المستقبل، إذا ما نجح في التتويج بلقب قاري.
الجدل الدائر هو دليل على تطور المنافسة في الدوري المصري وظهور أندية جديدة تسعى للبطولات القارية.
المشاركة في بطولة بهذا الحجم تعني خطوة جديدة للكرة المصرية نحو العالمية، وتؤكد على قوة الأهلي قارياً.
في النهاية، لا شك أن تمثيل مصر في المحافل الدولية مسؤولية كبرى تتطلب الأفضل، والأهلي حاليًا يُعد الأقرب لذلك بناءً على الأرقام والإنجازات.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
