أعلنت وزارة الداخلية المصرية، ممثلة في أكاديمية الشرطة، عن فتح باب التقديم لطلاب الثانوية العامة وما يعادلها من الشهادات الثانوية للالتحاق بكلية الشرطة للعام الدراسي 2025-2026. وقد حددت الأكاديمية نسبة 65% كحد أدنى للمجموع العام، وهو ما أثار اهتمام آلاف الطلاب وأولياء الأمور ممن يطمحون في مستقبل مهني مرموق داخل أحد أهم المؤسسات الأمنية في البلاد.
ويأتي هذا القرار في إطار توجه الدولة إلى إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الشباب للالتحاق بالمؤسسات الشرطية، مع الحفاظ على المعايير الخاصة باللياقة البدنية والسمات الشخصية المطلوبة للعمل في جهاز الشرطة.
حددت أكاديمية الشرطة الحد الأدنى للقبول هذا العام بـ 65% من مجموع الثانوية العامة أو ما يعادلها. ويُعد هذا التغيير خطوة استراتيجية تهدف إلى توسيع قاعدة المتقدمين، وتعزيز مبدأ تكافؤ الفرص، مع استمرار الالتزام بانتقاء العناصر الأكثر انضباطًا وكفاءة.
ويرى خبراء التعليم أن هذا القرار يتماشى مع اتجاهات الإصلاح التي تشهدها مؤسسات الدولة، والتي تهدف إلى تقييم الطلاب بناءً على قدراتهم الشاملة وليس فقط الأداء الأكاديمي. فالعمل الشرطي لا يتطلب فقط درجات مرتفعة، بل مهارات عقلية وبدنية ونفسية عالية.
إلى جانب المجموع، وضعت أكاديمية الشرطة مجموعة من الشروط العامة التي يجب أن تتوافر في المتقدم، منها:
أن يكون مصري الجنسية ومن أبوين مصريين.
أن يكون حسن السيرة والسمعة.
ألا يكون قد سبق الحكم عليه في جناية أو جريمة مخلة بالشرف.
ألا يكون قد تم فصله من خدمة حكومية أو قطاع عام.
اجتياز اختبارات اللياقة البدنية والطبية والنفسية بنجاح.
يمر المتقدم بمجموعة من الاختبارات التي تهدف إلى التأكد من مدى جاهزيته للانضمام إلى الكلية، وتشمل:
اختبار القدرات: لقياس الثقافة العامة والذكاء.
الكشف الطبي: للتأكد من سلامة الجسم ووظائف الأعضاء.
الاختبار الرياضي: ويشمل تمارين متنوعة مثل الجري والضغط والوثب.
الكشف النفسي: لتحديد مدى الاستقرار العقلي والانفعالي.
اختبار السمات الشخصية.
لجنة الاختيار (الهيئة): وهي المقابلة النهائية أمام كبار الضباط.
التحاق الطالب بكلية الشرطة لا يمثل فقط انضمامًا إلى مؤسسة تعليمية، بل إلى نظام متكامل يهدف إلى إعداد قادة المستقبل في المجال الأمني. ومن أبرز المزايا:
الحصول على مكافأة شهرية أثناء الدراسة.
الاستفادة من الرعاية الطبية والاجتماعية.
الإقامة الكاملة داخل الكلية.
التدريب على أحدث نظم الأمن والتكنولوجيا.
ضمان التعيين بعد التخرج في وظائف شرطية برتبة ملازم أول.
يؤكد مسؤولو الكلية أن خفض الحد الأدنى للقبول لا يعني أبدًا التساهل في جودة الخريجين، لأن المتقدم يخضع لعدد كبير من الاختبارات التي تُعد أكثر صرامة من مجرد درجات الثانوية العامة. كما أن النظام الدراسي داخل الكلية شديد الانضباط، ويعتمد على إعداد شامل للطالب من الناحية البدنية والنفسية والفكرية.
سهلت أكاديمية الشرطة إجراءات التقديم، حيث يمكن للطالب التسجيل من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي، وذلك باتباع الخطوات التالية:
الدخول إلى موقع وزارة الداخلية أو أكاديمية الشرطة.
تسجيل البيانات الشخصية بدقة.
رفع صورة من شهادة الثانوية العامة.
تحديد موعد لاختبارات القدرات.
لاقى قرار خفض الحد الأدنى إشادة من قطاع واسع من أولياء الأمور، الذين رأوا فيه فرصة لأبنائهم لتحقيق حلم الالتحاق بكلية الشرطة، خاصة لمن لم تساعدهم الظروف في الحصول على مجموع مرتفع. بينما رأى آخرون ضرورة الحفاظ على المستوى العلمي، وعدم الاكتفاء بالاختبارات البدنية.
وقد حرصت وزارة الداخلية على توضيح أن جميع مراحل الاختبارات تتم بنزاهة وشفافية مطلقة، وتُجرى في حضور جهات رقابية لضمان تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.
لم تغفل الأكاديمية عن دور المرأة في العمل الأمني، حيث يُتاح التقديم للفتيات أيضًا وفق شروط محددة، ويخضعن لنفس مراحل التقييم والاختبار. وتشهد السنوات الأخيرة تزايدًا في أعداد خريجات كلية الشرطة، بما يعكس دعم الدولة لدور المرأة في مختلف مؤسساتها.
إتاحة الفرصة لطلاب الثانوية العامة الحاصلين على 65% للالتحاق بكلية الشرطة تمثل خطوة شجاعة ومدروسة تهدف إلى توسيع قاعدة الاختيار، دون الإخلال بمعايير الجودة والانضباط. ويؤكد هذا القرار أن التقييم لا ينبغي أن يعتمد فقط على الدرجات، بل على الكفاءة الشاملة للفرد.
وتبقى كلية الشرطة منارة أمنية وتعليمية، تسعى دائمًا إلى رفد الجهاز الشرطي بكفاءات وطنية قادرة على مواجهة تحديات العصر، وحماية الوطن والمواطن بكل احترافية وشرف.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
