أثار خبر وفاة اللاعب السابق إبراهيم شيكا، حالة من الحزن في الأوساط الرياضية المصرية، خاصة مع ما تبعه من شائعات تتعلق بسرقة أعضائه بعد الوفاة، والتي انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، متسببة في حالة من الجدل والتساؤلات بين جماهير الكرة المصرية والمجتمع العام.
وسط هذا التضارب في المعلومات، خرج الطبيب المعالج والمتابع لحالة اللاعب الراحل لكشف الحقائق، والرد على تلك المزاعم التي أثارت البلبلة، مؤكدًا أنه لا صحة لما تم تداوله بشأن سرقة الأعضاء، وأن الأمور تمت تحت إشراف طبي كامل وبما يراعي القواعد الطبية والإنسانية.
إبراهيم شيكا هو أحد اللاعبين المعروفين في الملاعب المصرية، واشتهر بأدائه المميز وروحه الرياضية العالية، سواء أثناء مسيرته مع الفرق التي لعب لها أو خلال مشاركته في العمل الرياضي بعد اعتزاله.
ترك شيكا بصمة في قلوب الجماهير التي تابعته خلال مشواره الكروي، وعرف عنه التواضع والانضباط، مما جعله محبوبًا من زملائه ومدربيه، وحتى بعد اعتزاله، ظل محط احترام وتقدير في الوسط الرياضي.
توفي إبراهيم شيكا في أحد المستشفيات إثر أزمة صحية تعرض لها خلال الأيام الأخيرة من حياته، ووفقًا للتقارير الطبية، فقد تلقى الرعاية اللازمة خلال فترة تواجده في المستشفى.
لكن بعد إعلان الوفاة بساعات، بدأت بعض الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن احتمال تعرض جثمان اللاعب لعملية سرقة أعضاء، خاصة بعد تداول صور ومقاطع تزعم وجود آثار لجراحات غير مبررة في الجسد، وهو ما استدعى تدخل الطبيب المعالج لتوضيح الحقيقة.
خرج الطبيب المسؤول عن متابعة حالة اللاعب، في تصريحات صريحة، ليحسم هذا الجدل، وأكد أن كل ما تم تداوله حول سرقة أعضاء شيكا هو عار تمامًا من الصحة، وأن الجثمان لم يتعرض لأي تدخلات غير مبررة، بل على العكس، تم التعامل معه بشكل طبي وإنساني سليم حتى اللحظة الأخيرة.
وأشار الطبيب إلى أن ما يظهر على الجثمان من آثار جراحية هو نتيجة إجراءات طبية علاجية تمت قبل الوفاة، مثل تركيب الأجهزة أو أنابيب التنفس الصناعي، وليست لها أي علاقة بعمليات جراحية لغرض غير قانوني.
من المهم التوضيح أن المستشفيات تخضع لرقابة طبية وإدارية صارمة، خاصة عند وفاة أي مريض، حيث يتم اتباع سلسلة من الإجراءات الرسمية منها:
تحرير شهادة وفاة موقعة من طبيب مختص.
تسليم الجثمان لأهل المتوفى بعد مراجعة البيانات.
عدم السماح بأي تدخل في الجثمان دون موافقة قانونية.
وجود كاميرات مراقبة في غرف العناية والممرات لضمان الشفافية.
وبالتالي، فإن أي حديث عن سرقة أعضاء داخل مستشفى معتمد هو أمر يصعب تصديقه دون أدلة واضحة ومثبتة.
بمجرد ظهور هذه الشائعات، أعرب عدد من نجوم الكرة المصرية السابقين والحاليين عن غضبهم من تداول مثل هذه الأخبار المسيئة، مطالبين باحترام خصوصية الراحل، والحفاظ على كرامته وكرامة أسرته.
كما أكد البعض أن الترويج لمثل هذه الادعاءات دون دليل هو تعدٍ على حرمة الموتى، وطالبوا وسائل الإعلام ورواد التواصل الاجتماعي بالتوقف عن نشر أخبار غير موثوقة، والتركيز بدلاً من ذلك على تخليد ذكرى اللاعب بما يليق بمسيرته.
ينظم القانون المصري عملية زراعة ونقل الأعضاء البشرية، ويمنع بشكل صارم أي تدخل في جسد الإنسان بعد الوفاة دون موافقة رسمية من ذويه، أو إذا كان المتوفى قد أعطى موافقة مكتوبة مسبقة.
وتشمل العقوبات المنصوص عليها في القانون:
السجن المشدد لمن يشارك في عمليات نقل أو سرقة أعضاء دون ترخيص.
شطب الأطباء المتورطين من سجلات النقابة.
إغلاق المنشآت التي يتم فيها هذه العمليات المخالفة.
وبالتالي، فإن احتمالية وقوع عملية مثل تلك التي أُشيع عنها، خاصة في مستشفى عام أو خاص معتمد، تعد شبه مستحيلة.
من جهتها، حذرت جهات إعلامية ومهنية من الانجراف وراء الشائعات التي تنتشر بسرعة عبر وسائل التواصل، خاصة عندما تمس سمعة المتوفى أو أسرته، مؤكدة على أهمية العودة إلى المصادر الرسمية أو الأطباء المعالجين للتحقق من أي معلومة.
وتم التذكير بأن نشر معلومات غير دقيقة عن شخص متوفى يعرض المتسببين للمساءلة القانونية، حيث يعتبر ذلك نوعًا من التشهير وانتهاكًا لحرمة الموتى.
أعربت أسرة اللاعب الراحل عن صدمتها من انتشار تلك المزاعم، مشيرة إلى أنها وثقت في الطاقم الطبي المشرف على الحالة، ولا تشك في أي تدخل غير قانوني.
وطالبت الأسرة بإيقاف تداول الشائعات، مؤكدة أن ما حدث هو قضاء وقدر، وأنها تحاول تجاوز الألم بفقدان أحد أفرادها، وليس لديها رغبة في تصعيد الأمر أو فتح أبواب جدلية بلا دليل.
أعادت هذه الواقعة الجدل حول مسؤولية الإعلام تجاه أخبار الوفاة والأمور الطبية الحساسة، وضرورة تحري الدقة والبعد عن الإثارة الزائفة التي قد تسبب أذى نفسيًا لأسر المتوفين أو تشوه صورتهم.
وأكد إعلاميون أن على الصحافة والإعلام أن يلتزموا بالمهنية، وأن يتم الرجوع دومًا للمصادر المباشرة قبل نشر معلومات ذات طبيعة خاصة.
في النهاية، تبقى الحقيقة واضحة: اللاعب إبراهيم شيكا توفي إثر مرض عضال، ولم يتعرض جسده لأي انتهاك، وكل ما قيل خلاف ذلك لا يخرج عن كونه شائعات لا تستند إلى دليل.
رحيل إبراهيم شيكا يجب أن يُقابل بمزيد من الاحترام والسكينة، وبدلاً من السعي وراء الإثارة، يجدر بالجميع أن يتذكروا ما قدمه الراحل للكرة المصرية، وأن يدعوا له بالرحمة والمغفرة، وأن يكون وداعه مثالًا للكرامة والاحترام.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt