تطبيقًا من الشهر الجاري.. الحكومة تقرر زيادة أسعار بيع غاز المنازل
أعلنت الحكومة المصرية عن زيادة جديدة في أسعار الغاز الطبيعي المورّد للمنازل، وذلك اعتبارًا من نوفمبر 2024. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الدولة لتقليل الفجوة بين تكلفة الإنتاج وسعر البيع للمستهلكين، وضمان استدامة توفير الطاقة للمنازل. يهدف هذا التقرير إلى توضيح تفاصيل الزيادة، أسبابها، وتأثيرها على المستهلكين، بالإضافة إلى تقديم بعض النصائح للتكيف مع التعديلات الجديدة.

تفاصيل الزيادة في أسعار الغاز للمنازل
وفقًا للقرار الحكومي، تم تعديل أسعار الغاز الطبيعي للمنازل بناءً على شرائح الاستهلاك الثلاثة المعتمدة، حيث جاءت الزيادة كما يلي:
- الشريحة الأولى: من صفر إلى 30 متر مكعب شهريًا، ارتفع السعر من 2.60 جنيه إلى 3.00 جنيه للمتر المكعب.
- الشريحة الثانية: من 31 إلى 60 متر مكعب شهريًا، زاد السعر من 3.35 جنيه إلى 4.00 جنيه للمتر المكعب.
- الشريحة الثالثة: أكثر من 60 متر مكعب شهريًا، ارتفع السعر من 4.00 جنيه إلى 5.00 جنيه للمتر المكعب.
تُطبق هذه الأسعار الجديدة بدءًا من فاتورة شهر نوفمبر 2024، وتشمل جميع المنازل المتصلة بشبكة الغاز الطبيعي.
أسباب زيادة أسعار الغاز
تعود هذه الزيادة إلى عدة عوامل اقتصادية تهدف إلى تحقيق التوازن بين تكلفة إنتاج الغاز وسعر بيعه للمستهلكين، ومن أبرز هذه الأسباب:
- ارتفاع تكاليف الإنتاج: شهدت تكلفة استخراج وإنتاج الغاز الطبيعي زيادة ملحوظة نتيجة لارتفاع أسعار المواد الخام وتكاليف التشغيل.
- تحرير أسعار الطاقة: تسعى الحكومة إلى تحرير أسعار الطاقة تدريجيًا لتقليل الدعم المقدم، مما يساهم في تخفيف العبء على الموازنة العامة.
- تشجيع الاستخدام الرشيد للطاقة: تهدف الزيادة إلى دفع المستهلكين لترشيد استهلاكهم من الغاز الطبيعي، مما يساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية.
- التوافق مع الأسعار العالمية: تأتي هذه الخطوة في إطار التوجه نحو مواءمة أسعار الطاقة المحلية مع الأسعار العالمية، لضمان استدامة القطاع.
تأثير الزيادة على المستهلكين
من المتوقع أن تؤثر هذه الزيادة على فواتير الغاز الشهرية للمستهلكين، خاصةً للأسر ذات الاستهلاك المرتفع. قد يلاحظ المستهلكون زيادة في قيمة الفاتورة الشهرية، مما يستدعي اتخاذ بعض الإجراءات للتكيف مع التعديلات الجديدة.
تأثير الزيادة حسب شرائح الاستهلاك:
- الشريحة الأولى: بالنسبة للأسر التي يقتصر استهلاكها على 30 متر مكعب شهريًا أو أقل، ستكون الزيادة طفيفة نسبيًا.
- الشريحة الثانية: الأسر التي يتراوح استهلاكها بين 31 و60 متر مكعب شهريًا ستشهد زيادة أكبر في الفاتورة.
- الشريحة الثالثة: الأسر ذات الاستهلاك العالي (أكثر من 60 متر مكعب شهريًا) ستتأثر بشكل أكبر بالزيادة الجديدة.
نصائح لترشيد استهلاك الغاز والتكيف مع الزيادة
للتخفيف من تأثير الزيادة على الفواتير الشهرية، يُنصح باتباع بعض الإرشادات لترشيد استهلاك الغاز الطبيعي في المنازل:
- الصيانة الدورية للأجهزة: التأكد من كفاءة عمل السخانات والأفران، وإجراء الصيانة اللازمة لتقليل استهلاك الغاز.
- استخدام السخانات الفورية: تُعتبر السخانات الفورية أكثر كفاءة في استهلاك الغاز مقارنةً بالسخانات التقليدية.
- إغلاق مصادر التسريب: التأكد من عدم وجود تسريبات في مواسير الغاز أو الأجهزة، مما يساهم في تقليل الفاقد.
- الطهي بكفاءة: استخدام أواني الطهي المناسبة وتغطية الأواني أثناء الطهي لتقليل زمن الاستخدام.
- الاستفادة من العزل الحراري: تحسين عزل المنازل يساعد في تقليل الحاجة لاستخدام السخانات لفترات طويلة.
دور الحكومة في دعم الفئات المتضررة
تدرك الحكومة تأثير هذه الزيادة على بعض الفئات ذات الدخل المحدود، لذا تعمل على توفير برامج دعم ومساعدات لتخفيف العبء عن هذه الفئات. تشمل هذه البرامج:
- بطاقات التموين: تقديم دعم إضافي على بطاقات التموين لتعويض الزيادة في تكاليف المعيشة.
- برامج الدعم النقدي: توسيع نطاق برامج الدعم النقدي المباشر للأسر الأكثر احتياجًا.
- توفير بدائل موفرة للطاقة: تشجيع استخدام الأجهزة الموفرة للطاقة من خلال تقديم حوافز وتسهيلات.
تأثير الزيادة على الاقتصاد الوطني
تسهم هذه الزيادة في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال:
- تقليل عجز الموازنة: خفض الدعم المقدم للطاقة يساهم في تقليل العجز المالي.
- تشجيع الاستثمار في قطاع الطاقة: تحرير الأسعار يجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في مجال الطاقة.
- تحسين كفاءة استخدام الموارد: دفع المستهلكين لترشيد الاستهلاك يساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية.
ردود فعل المواطنين
تباينت ردود فعل المواطنين تجاه الزيادة الجديدة، حيث أعرب البعض عن تفهمهم لأسباب الزيادة وضرورة ترشيد الاستهلاك، بينما أبدى آخرون قلقهم من تأثيرها على ميزانياتهم الشهرية. تسعى الحكومة إلى التواصل مع المواطنين وتوضيح أسباب الزيادة وأهميتها للاقتصاد الوطني.