أصدر مركز رصد الأجسام القريبة من الأرض التابع للاتحاد الدولى للفلك بيانًا طارئًا أوضح فيه أنّ تلسكوبات الرصد الآلى التقطت مسار جسم صخرى كبير – أُطلِق عليه رمز «2025 LM1» – يتجه نحو مسار تقاطع محتمل مع مدار القمر خلال الأسابيع القليلة المقبلة. الوكالة وصفت الكويكب بأنّه «مدمّر على مستوى المدن» إذا اصطدم مباشرةً بسطح الأرض، وأكدت أنَّ الاحتمال الأكبر يُشير إلى ارتطامه بالقمر، لكن يبقى هامش خطأ قد يؤدّى إلى أمطار شظايا نيزكيّة تهطل على الأرض إذا تحطم الجسم على مسافة قريبة.
يبلغ قطر الكويكب نحو 230 مترًا، أى أكبر من ملعبى كرة قدم متجاورين، ووزنه يُقدَّر بعشرات ملايين الأطنان من الصخر والمعدن. وقد تمّ اكتشافه خلال مسح روتينى باستخدام تلسكوب يعمل بالأشعة تحت الحمراء فى تشيلى، ثم ثُبِّتت مشاهدته من مرصد هاواى بعد 48 ساعة. يُصنَّف ضمن فئة «أبوللو» ذات المدارات المتقاطعة مع مدار الأرض، إلا أنَّ مُنعطفه الحالى يضعه على خطّ هشّ مع القمر وليس مع كوكبنا مباشرةً، بحسب أحدث الحسابات.
يرجع سبب التهديد الأساسى للقمر إلى أنّ نقطة حضيض الكويكب (أقرب اقتراب له من مركز الأرض) تتطابق تقريبًا مع المسافة القمرية المتوسطة (384 ألف كلم). ومع أنَّ القمر هدفٌ أصغر من الأرض، فإنّ سرعته المدارية البطيئة نسبيًّا تجعل حظوظ الاصطدام أعلى فى بعض السيناريوهات. لكن الخطر الحقيقى للبشر لا يأتى من اصطدامٍ مباشر بالقمر، بل من شظايا الكويكب إذا تفتّت قبل الارتطام أو بعده واندفعت نحو الأرض بفعل الجاذبية المشتركــة.
إذا تحطم «2025 LM1» على مسافة قريبة من القمر، فقد يُنتج سحابة من الحطام تتحرّر من الجاذبية القمرية وتدخل نطاق الأرض بعد ساعات أو أيام. هذه الشظايا – وإن كانت أصغر – قد تبلغ سرعتها عشرات الكيلومترات فى الثانية، ما يجعلها قادرة على إحداث أضرار محلية إذا اخترقت الغلاف الجوى بزاوية منخفضة. ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن نسبة كبيرة من الأجزاء ستتبخر قبل ملامسة السطح الأرضى، لكن تبقى الكتل الصخرية الأكبر من عشرة أمتار مصدر قلق حقيقى للمدن المأهولة إذا لم تُكتشف مسارها فى الوقت المناسب.
بدأت مراكز ديناميــا الفضاء فى هيوستن ودارمشتات تشغيل نماذج محاكاة عالية الدقة لتتبّع كل جزء محتمل بعد التفتت.
تُجرى حاليًّا اتصالات بالأقمار الصناعية لمعايرة حسّاسات الإنذار المبكر التى تُسجل ومضات الأشعة فوق البنفسجية الناتجة عن دخول الأجسام للغلاف الجوى.
دعا إلى اجتماع طارئ عبر الفيديو يضمّ ممثلين عن 30 دولة تمتلك منشآت إطلاق أو رادارات عميقة.
أشار إلى احتمال تفعيل «بروتوكول الإخطار السيهامتري» الذى يلزم الدول بإعلام جيرانها إذا رصدت قطعًا كبيرة متجهة نحوهم.
رغم أن الوقت المتاح قصير نسبيًّا لإطلاق مهمة تصادمية تُغيّر مسار الكويكب، فقد أُعلن عن جاهزية صاروخ ثقيل تابع لوكالة الفضاء الأمريكية مُزوَّد برأس حركى ضخم يمكنه تعديل المسار هامشيًّا إذا لزم الأمر. إلا أنّ هذه الخطوة تظلّ خيارًا أخيرًا لأنّ فرص الاصطدام بالقمر ما زالت الأرجح.
خبراء ميكانيكا الأجرام السماوية يوضحون أنّ عامل عدم اليقين فى قياس موقع كويكب جديد يظل مرتفعًا خلال الأيام الأولى، بسبب ندرة نقاط الرصد. لكن مع مرور مزيد من الليالى ومشاركة مراصد متعددة، ينخفض الخطأ بشكل أُسِّى. وبحسب آخر التقديرات:
احتمال اصطدام مباشر بالقمر: نحو 1 من 450.
احتمال تفتت قريب يُنتج شظايا خطِرة: 1 من 1500.
احتمال دخول أى كتلة تفوق 50 مترًا غلاف الأرض: أقل من 1 من 20 ألف.
تُظهر هذه الأرقام أن الفزع لا مبرر له حاليًّا، لكنّ التحفز ضرورى.
انتشرت على مواقع التواصل عناوين مثيرة تتحدث عن «نهاية العالم» و«قصف سماوى وشيك»، وهو ما حذّر منه علماء الاجتماع، مؤكدين أنّ التهويل الإعلامى قد يخلق ذعرًا غير مبرر. لذلك أوصت الهيئات العلمية بمتابعة البيانات الرسمية فقط، والابتعاد عن الشائعات.
شبكات الدفاع المدنى ستتلقى تنبيهات مبكرة لتحديد بقع السقوط المحتملة.
إصدار إرشادات إخلاء محلية إذا تم تحديد مسار نيزك كبير.
تعطيل المجال الجوى مؤقتًا فوق المناطق المهدَّدة لتفادى حوادث الطيران.
نشر وحدات الإسعاف والحريق قرب النقاط عالية الكثافة السكانية.
ومع أنّ هذه الإجراءات تبدو درامية، فإنها مجرد خطط احترازية وسبق أن اختُبرت فى تدريبات «اليوم الكويكبى» المنعقدة سنويًّا.
كشفت الأزمة عن حاجة البشرية لزيادة الاستثمارات فى:
تلسكوبات الأشعة تحت الحمراء المدارية القادرة على اكتشاف الكويكبات القادمة من جهة الشمس.
مراكز حوسبة فائقة لتحليل المدارات بسرعة.
تطوير مركبات اعتراض سريعة الإطلاق لا تعتمد على جداول تصنيع طويلة.
حتى هذه اللحظة، تظلّ فرصة أن يتسبب «2025 LM1» فى كارثة أرضية ضعيفة جدًا، لكن الحدث يُعدّ تذكيرًا قويًا بأنَّ الأرض ليست وحدها فى الفضاء، وأنّ الدفاع الكوكبى لم يعد رفاهية علمية بل ضرورة بقاء طويلة المدى. المطلوب من الجمهور هو متابعة المصادر العلمية الرسمية، ومن الحكومات استمرار دعم الأبحاث التى قد تنقذ الكوكب يومًا ما. ففى عالم تتسارع فيه الكويكبات والمعلومات، لا مكان للذعر بقدر ما هناك مكان للعلم والخطط المدروسة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt