أشعل المهندس عدلي القيعي، رئيس شركة الأهلي لكرة القدم، مواقع التواصل الاجتماعي بتصريحاته الأخيرة التي وجه فيها رسالة حادة إلى كل من أحمد حسام ميدو وحازم إمام.
بشأن الانتقادات الموجهة للاعبي الزمالك الذين أعلنوا عن دعمهم للنادي الأهلي في مشاركته القارية الأخيرة.واستخدم القيعي تعبيرًا لافتًا بقوله:"دلوقتي اسمهم خونة!" في إشارة منه إلى الهجوم الذي تعرض له بعض لاعبي الزمالك بسبب مؤازرتهم للأهلي، مؤكدًا أن هذا النوع من الانتقادات يُضر بالرياضة المصرية ويُشعل التعصب بين الجماهير.
تعود تفاصيل القصة إلى قيام عدد من لاعبي الزمالك الحاليين والسابقين بنشر رسائل دعم للنادي الأهلي خلال مشاركته في بطولة دوري أبطال إفريقيا، باعتباره ممثل مصر الوحيد في المسابقة القارية.
هذا الدعم قوبل بانتقادات لاذعة من بعض جماهير الزمالك، التي اعتبرت أن مؤازرة الغريم التقليدي بمثابة "خيانة" للكيان الأبيض، وهو ما دفع عددًا من المحللين الرياضيين، ومنهم ميدو وحازم إمام، للتعليق على الأمر.
أعرب أحمد حسام ميدو عن رفضه لفكرة الهجوم على لاعبي الزمالك بسبب دعمهم للأهلي، لكنه في الوقت ذاته أشار إلى أن هذه الأمور يجب أن تُدار بحكمة، خاصة في ظل حساسية العلاقة بين الناديين.
أما حازم إمام، فقد أكد أن دعم الأندية المصرية لبعضها في البطولات القارية أمر طبيعي، لكنه أشار إلى ضرورة احترام مشاعر الجماهير التي قد ترى في هذا الدعم تجاوزًا للخطوط الحمراء فيما يتعلق بالانتماء.
في مداخلته عبر أحد البرامج، وجه عدلي القيعي رسالة مباشرة إلى ميدو وحازم إمام، متسائلًا:
"هل وصل بنا الحال أن نُطلق على من يدعم ممثل مصر لقب خائن؟ هل هذه هي الروح الرياضية التي نتحدث عنها دائمًا؟"
وأضاف القيعي أن الرياضة تقوم على المنافسة داخل الملعب فقط، لكن عند خروج أي فريق مصري لتمثيل الوطن، يجب أن تتوحد الصفوف خلفه بغض النظر عن الانتماءات المحلية.
وأكد أن اللاعبين الذين دعموا الأهلي أظهروا وعيًا رياضيًا كبيرًا، ويجب الإشادة بهم بدلاً من مهاجمتهم.
واصل عدلي القيعي حديثه مؤكدًا أن الأهلي يُقدر دائمًا كل من يدعمه في مشواره القاري، سواء كان من أبناء النادي أو من خارجه.
وأشار إلى أن التعصب الأعمى هو السبب الرئيسي في تراجع مستوى الروح الرياضية بين الجماهير مؤخرًا.
أثارت تصريحات عدلي القيعي تفاعلًا واسعًا بين جماهير الكرة المصرية، حيث انقسمت الآراء كالتالي:
فريق يرى أن دعم الأندية لبعضها في المشاركات الخارجية أمر وطني بحت، ويجب الفصل بين المنافسة المحلية والانتماء للوطن.
فريق آخر اعتبر أن طبيعة العلاقة بين الأهلي والزمالك تجعل من الصعب على اللاعبين والجماهير إعلان هذا الدعم بشكل علني.
البعض طالب بضرورة نشر ثقافة الروح الرياضية، خاصة بين اللاعبين الذين يُعدون قدوة للشباب.
وجاءت بعض التعليقات:
"مش معقول نوصل لمرحلة إن الوطنية تبقى خيانة!"
"الرياضة أخلاق قبل ما تكون منافسة.. وده اللي عمله لاعيبة الزمالك."
"كل واحد حر في مشاعره، بس لازم يحترم جمهور ناديه."
"يا ريت الإعلام يركز على تهدئة الأجواء بدل ما يولعها."
في ظل هذه الأزمة، عاد الحديث مجددًا عن ضرورة التصدي لحالة التعصب التي باتت تُسيطر على المشهد الرياضي المصري.
وطالب عدد من الخبراء بضرورة:
تنظيم حملات توعية لتعزيز مفهوم الروح الرياضية بين الجماهير.
دعوة الرموز الرياضية من الأهلي والزمالك للظهور معًا في مناسبات مشتركة لإرسال رسائل إيجابية.
تفعيل لوائح عقوبات على من يُحرض على الكراهية أو التعصب سواء من الإعلاميين أو المسؤولين.
التركيز على أن المنافسة يجب أن تبقى داخل حدود المستطيل الأخضر فقط.
حتى الآن، لم يُصدر اتحاد الكرة المصري أي تعليق رسمي بشأن هذه الأزمة، لكن مصادر أشارت إلى أن هناك اتجاهًا لعقد جلسات توعية مع اللاعبين في معسكرات المنتخبات الوطنية، للتأكيد على أهمية دعم الأندية المصرية في البطولات الخارجية.
كما سيتم مناقشة دور اللاعبين في توجيه رسائل إيجابية للجماهير بعيدًا عن الانتماءات الضيقة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt