تعد الصلاة من أركان الإسلام الأساسية التي فرضها الله تعالى على المسلمين، وهي عبادة يومية تمثل صلة العبد بربه. ولكن مع ظروف الحياة المختلفة.
قد يواجه المسلمون بعض الحالات التي تؤثر على طريقة أداء الصلاة، مثل السفر. في هذا السياق، قد يتساءل الكثيرون عن حكم قصر الصلاة أثناء السفر.
خاصة في الحالات التي تكون فيها مدة السفر طويلة. وقد كشف أمين الفتوى عن حكم قصر الصلاة أثناء السفر، مشيرًا إلى أن هذا الحكم قد يمتد حتى 18 يومًا في حالات الضرورة.
في هذا المقال، سنتعرف على حكم قصر الصلاة في السفر، والأحكام المتعلقة بذلك.
قصر الصلاة يعني أداء الصلاة بأقل من عدد ركعاتها المعتادة، وذلك في بعض الحالات التي يبيح فيها الشرع تسهيل أداء الصلاة. فمثلًا، بدلًا من أداء صلاة الظهر الرباعية بأربع ركعات، يقوم المسلم بأدائها على أنها ركعتان فقط أثناء السفر. هذه التسهيلات منحتها الشريعة الإسلامية للمسافر لتخفيف العبء عليه في تلك الظروف.
يستند حكم قصر الصلاة أثناء السفر إلى عدة نصوص من السنة النبوية الشريفة. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قصر الصلاة في سفره، وذلك بما جاء في حديث جابر بن عبد الله الذي قال: "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره ركعتين ركعتين". وهذا يشير إلى أن قصر الصلاة أثناء السفر كان أمرًا مشروعًا، لكن بشرط أن يكون السفر طويلًا.
وقد ثبت أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يختصر الصلاة في بعض السفرات دون أن يكون هناك تقييد لمدة السفر، مما يعني أن هذا الحكم ينطبق في أي حالة سفر، سواء كانت قصيرة أو طويلة.
نعم، هناك بعض الشروط التي يجب أن تتحقق ليصبح قصر الصلاة مشروعًا أثناء السفر:
أن يكون السفر مسافة معينة: يُشترط أن يكون المسافر قد قطع مسافة تُقدر بنحو 82 كيلومترًا (أي ما يعادل مسافة السفر التي تحددها الشريعة). فإن كان السفر أقل من ذلك، فلا يُعتبر سفرًا يجوز فيه قصر الصلاة.
أن يكون السفر مباحًا: السفر يجب أن يكون مباحًا شرعًا، مثل السفر من أجل العمل أو العلم أو الزيارة. أما السفر المحرم مثل السفر إلى مكان تتوفر فيه معاصي الله، فلا يجوز فيه قصر الصلاة.
أن يكون السفر في حال الحاجة: إذا كان السفر يتطلب عناء، فيُسهل للمسافر القصر في الصلاة من أجل التخفيف عليه.
في بعض الحالات، قد يحتاج المسلم إلى قصر الصلاة لفترة طويلة بسبب السفر المستمر أو الظروف المعيشية التي تجبره على ذلك. وقد أوضح أمين الفتوى في تصريحات حديثة أن حكم قصر الصلاة أثناء السفر يمكن أن يصل حتى 18 يومًا في حالات الضرورة، مثل السفر المتواصل أو الإقامة في مكان بعيد بسبب العمل أو المهام الضرورية.
وفقًا للفقه المالكي، يُمكن أن يستمر المسلم في قصر الصلاة حتى 18 يومًا إذا كانت ظروفه تتطلب ذلك، مثل السفر الطويل أو الإقامة في مكان بعيد. هذا التفسير يعتمد على فهم مرونة الشريعة في التسهيلات، حيث يُعتبر المسافر في هذه الحالة غير قادر على أداء الصلاة كاملة، فيُسمح له بالقصر لفترة محددة.
أما في المذاهب الأخرى مثل الحنفية والشافعية، فلا يُسمح بالقصر إذا كانت مدة الإقامة أكثر من 15 يومًا في نفس المكان، حيث يعتبرون أن القصر يتم فقط في مدة السفر أو في المكان الذي يقيم فيه الشخص بشكل مؤقت.
لكن، يظل القصر مسموحًا في حالات السفر المتواصل أو الظروف التي يصعب فيها التوقف أو العودة، بشرط أن تكون الحاجة ملحة وتستدعي تسهيل العبادة.
الظروف العملية: إذا كان الشخص في مهمة عمل تتطلب إقامته في مكان بعيد لفترة طويلة، فيمكنه الاستمرار في قصر الصلاة طوال هذه المدة.
السفر المستمر: في حالة السفر المتواصل عبر وسائل النقل المختلفة (مثل الطيران أو السفن)، يمكن للمسافر قصر الصلاة حتى انتهاء المهمة أو العودة إلى موطنه.
المهام التعليمية: بعض الأشخاص الذين يسافرون للدراسة أو التدريب المهني قد يحتاجون إلى قصر الصلاة إذا كانت إقامتهم في مكان بعيد تستمر لفترة طويلة.
إذا استقر المسافر في مكان معين لمدة تزيد عن 18 يومًا، فيجب عليه إتمام الصلاة في هذه الحالة. فبمجرد أن يتجاوز المسافر فترة الـ18 يومًا في نفس المكان، يصبح حكم القصر غير جائز، ويجب عليه إتمام الصلاة كما هو مقرر. ويرتبط هذا الحكم بتقدير المسافر لما إذا كان سيظل في نفس المكان لفترة أطول أم لا.
إذا كان المسافر قد قرر العودة بعد فترة من الزمن وكان في طريقه للعودة إلى موطنه أو مكانه الأصلي، فيمكنه العودة إلى حكم القصر، حيث يعامَل كما لو كان في حالة سفر مستمر. وفي هذه الحالة، يكون له الحق في قصر الصلاة حتى الوصول إلى وجهته النهائية.
إذا كان المسافر في حالة اضطرار أو عند وجود عذر شرعي مثل مرض طويل الأمد أو ظروف قاهرة تمنع من العودة، فإن القصر يُعتبر جائزًا وفقًا لرأي بعض الفقهاء. هؤلاء الفقهاء يعطون المرونة في التطبيق حسب الحاجة الفردية لكل مسافر.
في حالات الطوارئ، مثل السفر لأغراض إنسانية أو لتلبية حاجة ضرورية عاجلة، يُسمح أيضًا للمسافر بقصر الصلاة حتى يتمكن من أداء واجبه. ويُشدد على أن هذه التسهيلات لا تُمنح إلا في حالات الضرورة القصوى.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt