يتساءل الكثير من الطلاب وأولياء الأمور عن حكم إقامة حفلات التخرج في الجامعات من الناحية الشرعية، وهل هي من الأمور الجائزة أم تدخل في دائرة المحظورات؟ خاصةً مع انتشار هذه العادة في السنوات الأخيرة بشكل لافت، وتحولها إلى تقليد يحتفل فيه الطلاب بإنهاء رحلتهم التعليمية.
وفي هذا السياق، أصدرت دار الإفتاء المصرية فتواها حول حكم هذه الحفلات، موضحة الضوابط الشرعية التي يجب الالتزام بها حتى لا تخرج عن الإطار المباح.
أكدت دار الإفتاء المصرية أن إقامة حفلات التخرج في حد ذاتها أمر جائز شرعًا، ولا حرج فيه طالما التزم الطلاب والطالبات بالآداب العامة والضوابط التي تضمن عدم الوقوع في المحرمات أو الأمور المخالفة للشريعة الإسلامية.
أوضحت الفتوى أن الاحتفال بالتخرج يعد نوعًا من إظهار الفرح والسرور المشروع، وهو أمر مباح إذا كان يهدف إلى:
شكر الله تعالى على تمام النعمة بالتوفيق في الدراسة.
التعبير عن الامتنان للوالدين والمعلمين على دعمهم وجهودهم.
إدخال السرور على النفس بعد سنوات من التعب والاجتهاد.
حتى تكون حفلات التخرج مباحة شرعًا، أكدت دار الإفتاء على ضرورة الالتزام بالآتي:
يجب أن يتم الفصل بين الرجال والنساء أو الالتزام بالآداب الشرعية حال وجود اختلاط، لتفادي أي مظاهر غير لائقة أو مخالفة للدين.
يفضل الاستعاضة عن الأغاني والموسيقى الصاخبة بالإنشاد أو الأناشيد الهادفة التي تخلو من الكلمات والمظاهر المخلة.
حذرت الفتوى من الإنفاق المبالغ فيه على حفلات التخرج، مؤكدة أن التبذير منهي عنه شرعًا حتى لو كان في الأمور المباحة.
أكدت الإفتاء أهمية ارتداء الطلاب والطالبات ملابس محتشمة تتفق مع القيم الإسلامية، وعدم الانسياق وراء المظاهر الغربية التي قد تتنافى مع الأخلاق العامة.
ذكرت دار الإفتاء أن الحفلات تصبح محرمة شرعًا في الحالات التالية:
إذا تضمنت مظاهر رقص أو اختلاط غير منضبط.
وجود خمور أو أي منكرات محرمة شرعًا.
إذا أدت إلى تعطيل مصالح الآخرين أو إزعاج المحيطين.
التنسيق مع إدارة الجامعة لضمان عدم مخالفة القوانين واللوائح.
اختيار مكان مناسب بعيدًا عن الأماكن المختلطة والمزدحمة.
الاكتفاء باحتفال بسيط يعبر عن الامتنان دون تكلف أو مبالغة.
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن حفلات التخرج جائزة شرعًا إذا التزم الطلاب بالضوابط الشرعية والآداب العامة، مؤكدة ضرورة الابتعاد عن المظاهر المبالغ فيها والمخالفات الدينية التي قد تحول هذه الحفلات من وسيلة للفرح إلى سبب للوقوع في الإثم.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt